بايدن ينسحب من السباق الرئاسي
قرر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد الانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024، ودعم ترشيح نائبته كامالا هاريس في مواجهة مرشح الجمهوريين والرئيس السابق دونالد ترامب.
وبذلك ينضم الديمقراطي البالغ 81 عاما إلى النادي المحدود للغاية من الرؤساء الأميركيين المنتهية ولايتهم الذين سحبوا ترشحهم لولاية ثانية. لكنه أول من فعل ذلك في وقت متأخر من الحملة، كما أنه الوحيد الذي اضطر إلى الانسحاب بسبب تساؤلات حول سلامة مداركه العقلية.
وقال في بيان “أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن انسحب وأن أركز فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي”، موضحا أنه “سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل حول قراري”.
وأضاف “اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. لقد حان الوقت للديموقراطيين للتوحد وهزيمة ترامب”.
وهذا الإعلان الصادم، حتى لو كان متوقعا رغم النفي المتكرر لبايدن، يدخل بلبلة على حملة شهدت بالفعل العديد من التقلبات، في مقدمتها محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو.
وكان من المفترض أن يتم ترشيحه رسميا في مؤتمر الحزب الديمقراطي في منتصف أغسطس في شيكاغو. وتعد نائبة الرئيس خيارا طبيعيا، ولكنه ليس تلقائيا، لتصبح المرشحة الديمقراطية.
والكلمة الفصل برسم مندوبي الحزب الديمقراطي، وهم 3900 شخص من خلفيات متنوعة للغاية وأغلبهم غير معروفين تماما لعامة الناس.
ويأتي انسحاب بايدن بعد أسابيع من الضغوط التي بدأت بأداء كارثي في المناظرة الرئاسية مع دونالد ترامب في 27 يونيو.
في ذلك اليوم، ومنذ الثواني الأولى للمعركة الخطابية التي دعا إليها هو نفسه، ظهر بايدن ضعيفا جدا أمام أنصاره الجزعين. وخلال المناظرة، ارتبك الرئيس الحالي أكثر من مرة، ولم يتمكن أحيانا من إنهاء جمله.
واعتبر كثيرون ذلك مشهدا مؤلما سلط الضوء على المخاوف المحيطة بتقدمه في السن، والتي حاول المقربون منه إخفاءها.
وسرعان ما تتالت الدعوات للانسحاب، بدءا من أعضاء كونغرس ديموقراطيين غير معروفين نسبيا، ووصولا إلى شخصيات ذات وزن ثقيل في الحزب.
واحداً تلو الآخر، تخلت عنه الأسماء الكبيرة، مع تدهور شعبيته في استطلاعات الرأي التي تظهره خاسرا، وخوفا من فوز ساحق لدونالد ترامب.
وأوردت وسائل إعلام أميركية، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والزعيمين الديمقراطيين في الكونغرس تشاك شومر وحكيم جيفريز، أعربوا عن قلقهم.
كما أن صور جو بايدن بعد إصابته بكوفيد، وهو يواجه صعوبة من أجل النزول في ممر طائرته، لم تؤدي إلا إلى تفاقم التوتر في معسكره.
بعيد إعلانه قرار الانسحاب، أشاد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر ببايدن ووصفه بأنه “وطني عظيم”، مضيفا أن “اتخاذ قراره لم يكن سهلا، لكنه وضع مرة أخرى بلاده وحزبه ومستقبلنا في المقام الأول”.
من ناحية أخرى، بدا أن دونالد ترامب، الذي نجا بأعجوبة من إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي، يعيش أفضل أوقاته، مع انتصارات قانونية وترشيحه رسميا في مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي.
وتعليقا على قرار الرئيس الأميركي، قال ترامب إن بايدن “لم يكن مؤهلا لأي يكون مرشحا” و”بالتأكيد غير مناسب للخدمة”.
وأورد في منشور على شبكته الاجتماعية تروث سوشيال أن “الرئيس الحالي لم يكن مؤهلا لأن يكون مرشحا للرئاسة، وبالتأكيد ليس مناسبا للخدمة – ولم يكن كذلك أبدا… سنعاني كثيرا بسبب رئاسته، لكننا سنعالج الضرر الذي أحدثه بسرعة كبيرة. لنجعل أميركا عظيمة مجددا”.
أما رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون فاعتبر أنه يتعين على بايدن الاستقالة “فورا”.
وجاء في بيان لجونسون “إذا كان الرئيس الحالي غير مؤهل للترشح للرئاسة، فهو غير مؤهل لكي يكون رئيسا. عليه أن يستقيل فورا”.