باتَ عدد من المغاربة المقيمين في الخارج يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية بعيدا عن الوطن، بسبب ارتفاع المصاريف التي يتطلّبها قضاء العطلة الصيفية في المغرب مقارنة مع وجهات سياحية أخرى.
وقالتْ مواطنة مغربية تقيم في بلجيكا، إنّها فضلت قضاء عطلتها الصيفية هذه السنة رفقة عائلتها، للمرة الرابعة، في إسبانيا؛ أما السبب فيرجع إلى “كون تكاليف قضاء العطلة في المغرب أغلى من الجارة الشمالية”، حسب تعبيرها.
“بعملية حسابية بسيطة، فإنّ السفر من بلجيكا إلى المغرب في عطلة الصيف، بالنسبة لأسرة مكوّنة من أربعة أشخاص، يتطلّب 4000 أورو لحجز تذاكر الطائرة”، تقول المهاجرة المغربية ذاتها.
وانطلاقا من تجربتها، فإنَّ “قضاء عطلة الصيف في المغرب، بعد صرْف 4000 أورو كتذاكر سفر عبر الطائرة، يتطلّب 6000 أورو أخرى كمصاريف إبّان فترة العطلة، دون احتساب الهدايا ومصاريف حجز الفندق والأكل في المطاعم واستئجار السيارة…”.
أما في إسبانيا، تقول المتحدثة ذاتها، فإنّ مصاريف قضاء العطلة الصيفية لأسرة من أربعة أفراد لا تزيد عن 2000 أورو، تكفي للسفر عبر سيارة واستئجار شقة مريحة في إقامة بها مسبح ومطلة على الشاطئ، مضيفة: “ما أصرفه في بلجيكا هو ما أصرفه هنا في إسبانيا”.
المواطنة المغربية ذاتها سجّلت أنّها لاحظت هذه السنة تواجد عدد مهمّ من المغاربة فضلوا قضاء عطلتهم في إسبانيا بدلَ بلدهم الأصلي، ويصرفون أموالا كانتْ ستذهب إلى خزينة المغرب لو أنّ أسعار الرحلات الجويّة وتكاليف الحياة اليومية كانت في المتناول.. “الناس يبحثون عن جودة الخدمات بأسعار معقولة، وهذا غير متوفر في المغرب”، تقول المتحدثة ذاتها.
وتضيف المهاجرة المغربية أنَّ “المتضرّر من عدم توفّر هذه الشروط ليس هم مغاربة العالم فقط، الذين يُحرمون من قضاء العطلة الصيفية في بلدهم الأصلي بسبب الغلاء، بل إنّ المغرب بدوره متضرر، بتضييعه فرصة إنعاش خزينة الدولة بأموال المغاربة التي تُصرف في بلدان أخرى، ومنها الجارة الشمالية إسبانيا، رغم أنّ المملكة المغربية تتوفّر بدورها على شواطئ ومناظر طبيعية لا تقلّ إغراء”، حسب تعبيرها.