البوليساريو أمام حافة الانهيار.. حركة «صحراويون من أجل السلام» تدق ناقوس الخطر
تسير جبهة البوليساريو الانفصالية، التي تقودها ميليشيات إبراهيم غالي تحت رعاية النظام العسكري الجزائري، (تسير) نحو الهاوية، واضعة مستقبل الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف على المِحك.
استيلاء على المساعدات الإنسانية، وجنيد للأطفال، وتزويج قسري للفتيات القاصرات في وقت يحتجن فيه إلى التعليم، علاوة على رفض القيادة الانفصالية ومُحرّكتها الجزائر إجراء إحصاء للسكان المحتجزين… هي مُجرّد صفحة من كتاب جرائم البوليساريو وجزء من مؤشرات بدء انهيار المشروع الانفصالي المُعادي للمغرب ومصالح وحدته الترابية.
وفي هذا الصدد، أجرى حوارا مع محمد شريف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحركة «صحراويون من أجل السلام»، الذي تحدث عن ما صدر، أخيرا، عن البشير المصطفى السيد، الرجل الثاني داخل البوليساريو، بخصوص مستقبل الجبهة الانفصالية.
وقال محمد شريف، في هذه المقابلة، إنه «ليس بالأمر المفاجئ أن تصل البوليساريو، على مستوى قيادتها، إلى هذا الشكل من التراشق والانقسام، فتصريح البشير المصطفى السيد هو الحقيقة التي نطقت بها حركة صحراويون من أجل السلام حينما دقت ناقوس الخطر بخصوص مستقبل البوليساريو».
وأضاف أن «دعوة البشير المصطفى السيد لتنظيم «ندوة وطنية» هي نفسها دعوات الأصوات التي شكلت الأغلبية، والتي تعرضت بسبب ذلك للتنكيل والاعتقال، واليوم يريد القدر للبشير أن يصادق على كلام الأغلبية من الأطر والقيادات بعد أن غادرت وتركت سفينة البوليساريو، لتنخرط في مشروع جديد يهدف إلى لم الشمل وإنقاذ الصحراويين من ويلات التشرد والمنفى».
وعن رأيه بشأن خلفيات تصريح البشير المصطفى السيد في هذا التوقيت بالذات، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحركة «صحراويون من أجل السلام»: «من المعروف أن البشير المصطفى السيد رجل متسلط ويملك سجلا أسودَ، لا يسمح له أبدا بقيادة أي مرحلة من مراحل البوليساريو، لكن يبدو أنه يحاول بخرجاته الارتماء في أحضان من كان يصفهم بالخونة، في ظل الهزيمة وسقوط قيادة البوليساريو في وحل ملف الصحراء والفشل الذريع، فهو يحاول إقناع ساكنة المخيمات بأنه رجل المرحلة عبر تبنيه لأفكار مجموعات قديمة كانت ولا زالت تطالب بالتغيير في البوليساريو على كل الجوانب».
وأردف المتحدث ذاته، قائلا: «لابد أن خرجات رجل مثل شقيق مؤسس البوليساريو سيكون لها وقع كبير داخل المخيمات، لكنها لن تتجه إلا إلى الزيادة في الغليان الداخلي، بسبب الانقسام حول الرجل. كذلك، لن تسلم القيادة من التأثر من كلام البشير المصطفى السيد، فهو مستشار إبراهيم غالي، وحتما ستسفر هذه المرحلة عن مزيد من الانكسار للبوليساريو».
وعن دور «التواصل» الذي تُحاول حركة «صحراويون من أجل السلام» لعبه، قال محمد شريف: «نحن نواصل عملنا منذ أربع سنوات، ونحرص كذلك على مواصلة الاتصال بالصحراويين. نهدف، من خلال دعوتنا لتنظيم حوار صحراوي، إلى فتح نقاش جدي وتفكير عميق في جو من الحرية والديمقراطية وعلى أساس أجندة مفتوحة على كل الخيارات وبمشاركة ممثلي الحركة الصحراوية للسلام، وغيرها من التيارات السياسية المعارضة والمجتمع المدني. كذلك، نحرص على إشراك السلطة التقليدية من شيوخ القبائل الصحراوية كممثلين شرعيين للمجتمع الصحراوي».
جدير بالذكر أن مخيمات لحمادة تحولت، في الأشهر الأخيرة، إلى ساحة حرب حقيقية، حيث تتواجه، باستمرار، العشائر القبلية والسياسية والمافيوية، هذا إذا لم يتعلق الأمر بالمتظاهرين الغاضبين الذين يحرقون المباني وعربات ميليشيات البوليساريو المسلحة. وأمام هذه الفوضى، دق قياديون في الحركة الانفصالية ناقوس الخطر بإعلانهما أن ذلك مؤشر على النهاية الوشيكة لجبهة البوليساريو.
وتجدر الإشارة إلى أن حركة «صحراويون من أجل السلام» تأسست، يوم 22 أبريل 2020، نتيجة تراكم المشاكل والويلات التي تسببت فيها قيادة جبهة البوليساريو وحصد نتائجها الوخيمة الصحراويون المحتجزون بمخيمات تندوف، الذين سقطوا ضحايا للعمليات الإجرامية المُنفّذة من لدن إبراهيم غالي ومحيطه بدعم واضح وصريح من نظام الجنرالات الجزائري المعادي للوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة.
يُشار، أيضا، إلى أن الحراك الجاري حاليا في تندوف هو نتيجة مباشرة لنجاح الاستراتيجية العسكرية التي يقودها المغرب منذ نونبر 2020. فمن خلال طرد البوليساريو بشكل نهائي من معبر الكركرات ومن جميع المناطق العازلة في الصحراء المغربية، سد المغرب الباب أمام الدعاية الجزائرية-الانفصالية التي مفادها أن الانفتاح على المحيط الأطلسي أصبح في متناول اليد. ومع منع الوصول إلى المحيط، تعرت دعاية النظام الجزائري والجماعة الانفصالية. وهذا وحده كاف لتفاقم العنف بين العشائر السياسية والقبلية المتنافسة، التي أدركت أنها أصبحت محاصرة في سجن حقيقي.