المغرب يقدم مولدات كهربائية كهبة في الوقت الذي يخيم الظلام في عدة مدن مغربية
في الوقت الذي يخيم ظلام في عدة مدن و قرى مغربية منها عدة أحياء وشوارع بمدينة مراكش، حيث وجد سكان هذه المناطق وأصحاب المحلات، ومرتادوها، أنفسهم وجها لوجه مع الظلام.
ومن هذه المناطق شارع محمد الخامس و بجانب مصحة النارجس وأكيوض وحي بوكار وحي الداوديات ومنها المسيرة ومدرسة الدباغ وإقامة الشعار، وشارع اسفي.
يزوّد المغرب النيجر بمحطة كاملة لتوليد الكهرباء تضم تسعة مولدات، في خطوة من شأنها أن تساعد نيامي على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة الكهربائية، بينما يقيم هذا الدعم المغربي الدليل على التزام المغرب بعمقه الأفريقي، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الرباط ونيامي زخما لافتا، خاصة في ظل انخراط النيجر في مبادرة الأطلسي التي أطلقتها المملكة بهدف تسهيل ولوج دول منطقة الساحل إلى الممر المائي الحيوي عبر البنى التحتية المغربية.
مما يطرح العديد من الاسئلة حول العلاقات المغربية، النيجيرية و الاسباب الحقيقية و راء هذه الهبة التي كان من الأجدر ان تقدم لسكان القرى النائية في المغرب ، و خصوصا و أننا اعتدنا ان الصدقة لا تقدم من المساجد.
وتم تسليم المولدات الكهربائية خلال جلسة أشرف عليها كلّ من وزيرة الطاقة النيجيرية حواء أمادو والسفير المغربي في نيامي علال العشاب، فيما كشفت وسائل إعلام رسمية نيجيرية ومغربية أن الهبة تأتي بتوجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وعبرت الوزيرة النيجيرية، باسم رئيس المجلس الوطني لإنقاذ الشعب رئيس الدولة الجنرال عبدالرحمن تياني وكافة الشعب عن “امتنانها للسلطات المغربية وعلى رأسها الملك محمد السادس على هذه المبادرة”.
بدوره كشف السفير المغربي أن “الهبة الملكية التي تضم 9 مجموعات لتوليد الكهرباء تشكل موقعا كاملا جرى منحه لدولة النيجر، حيث سيشرع في إنتاج الطاقة ابتداء من نهاية الشهر الجاري”.
وكشف أن “هذا المشروع ليس هو الأول الذي يأتي كثمرة شراكة بين المغرب والنيجر”، مضيفا “هناك مشاريع أخرى في طور الإنجاز، تأكيدا لعلاقات الشراكة والصداقة بين البلدين”.
وكثّف النيجر خلال الآونة الأخيرة من مساعيه لتعزيز التعاون مع المغرب، مدفوعا بقناعته بأن مصالحه تقتضي إقامة شراكة إستراتيجية مع المملكة والانتفاع من المبادرات التنموية التي تطرحها كحلول ناجعة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها منطقة الساحل.
وتشير المؤشرات إلى أن النيجر الذي يتشارك مع الجزائر حدودا بنحو ألف كيلومتر يقترب أكثر من أي وقت مضى من الانتقال من الحياد الإيجابي في قضية الصحراء المغربية إلى إعلان دعمه للمبادرة التي تطرحها المملكة لإنهاء النزاع المفتعل.
ويرى مراقبون أن نيامي باتت تعتبر المغرب شريكا فاعلا وموثوقا بعد أن توترت علاقتها مع الجزائر خلال الأزمة الأخيرة وإخفاق الدبلوماسية الجزائرية في التعاطي مع التطورات التي شهدها البلد إثر الانقلاب العسكري في يوليو/تموز الماضي.
وكان النيجر من بين أولى دول الساحل الأفريقي التي أعلنت عن انخراطها في مبادرة الأطلسي التي طرحتها المملكة وقوبلت بإشادة واسعة، فيما أكد خبراء أن تفعيلها سيحقق نقلة اقتصادية واجتماعية لشعوب المنطقة التي تفتقر إلى منفذ مائي.
وعزز المغرب مكانته كبوابة نحو أفريقيا من خلال إقامة جسور التواصل وتعزيز التعاون مع دول المنطقة في العديد من القطاعات على أساس المنافع المتبادلة، بعيدا عن المزايدات السياسية.
وكشفت صحيفة “أون سيغوندوس” البنميّة في تقرير نشرته مؤخرا أن المغرب يلعب دورا بارزا في تهدئة التوترات في الساحل الأفريقي، معتمدا على المشاريع الاقتصادية والمبادرات الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية لشعوب المنطقة وتتصدرها المبادرة الأطلسية.
وأشار إلى أن “الموقع الإستراتيجي الهام للمغرب في غرب أفريقيا وعلى الواجهة الأطلسية أتاح له أن يشكّل حاجزا في مواجهة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة”.
وتشكل مبادرة الأطلسي فرصة تاريخية للنيجر ومالي وبوركينا فاسو والتشاد، كما تفتح الباب واسعا لدول الساحل للدخول في شراكات اقتصادية وتجارية، ما من شأنه أن يضع حدّ لأزماتها خاصة بعد الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “إيكواس”.