تتزايد الترجيحات بشأن نمو تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى سوق قطاع الفنادق في المغرب خلال ما تبقى من عام 2024 مع بروز دلائل على بدء البلد تحقيق مستهدفاته التي تحتاج إلى المزيد من الجهود لجعلها في القمة قبل تنظيم أحداث عالمية الفترة المقبلة.
كشفت إحصائيات حديثة أن قطاع الفنادق المغربي حظي بالمزيد من الاستثمارات في النصف الأول من هذا العام بمقدار سبعة في المئة على أساس سنوي لتبلغ 4 مليارات دولار (حوالي 409 ملايين دولار).
وتدعم الحكومة صناعة السياحة ببرامج متنوعة نظرا لتوفيره قرابة 2.5 مليون فرصة عمل، ومساهمته في دعم رصيد العملة الصعبة بنحو 10.5 مليار دولار العام الماضي، وفقا للبيانات رسمية.
ويقدم المغرب نفسه كوجهة مستقرة، سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية مقارنة بالبلدان الأخرى في المنطقة، ولذلك يعول على قطاع السياحة كثيرا كأحد أبرز الموارد الرئيسية للعملة الصعبة إلى جانب الصادرات والصناعة والاستثمار المباشر.
وشهد العام الماضي افتتاح 135 وحدة فندقية جديدة، عبر ضخ استثمارات إجمالية بقيمة 780 مليون دولار، وهو رقم تسعى الحكومة لزيادته في السنوات المقبلة مع توقع ارتفاع الحاجة إلى منشآت جديدة خاصة بعد أن فازت البلاد باستضافة مونديال 2030.
وبحسب وزارة السياحة، يضم البلد نحو 4742 منشأة فندقية مصنفة منها 471 تم افتتاحها خلال السنوات الأربع الماضية بزيادة ثمانية في المئة، وهو ضعف ما تم تسجيله في الفترة السابقة لذلك.
ورغم فترة الوباء التي كانت قاسية على القطاع، شهد عدد الغرف الفندقية المصنفة بالبلاد خلال الفترة بين 2012 و2022 قفزة كبيرة من 64.4 ألفا إلى 121 ألف غرفة.
وتنشط في السوق أكثر من 150 علامة تجارية فندقية بعد كل من جنوب أفريقيا بنحو 430 علامة تجارية، ومصر بعدد يبلغ 300 علامة تجارية. وتُقدر حاجة السوق إلى ما بين 20 و 30 ألف غرفة جديدة لتلبية الطلب المتزايد على السياحة.
ويرى الزبير بوحوت، رئيس سابق لمجلس جهوي للسياحة، أن “الرقم المحقق في الاستثمارات في النصف الأول من العام 2024 إيجابي لكنه غير كاف”.
وأشار بوحوت في حديث لبلومبيرغ الشرق إلى أن إطلاق الحكومة لبرامج عديدة مثل ميثاق الاستثمار، وسياحة غو وكاب هوسبيتاليتي ستُسهم بزيادة الاستثمار في هذا القطاع برقم من خانتين بنهاية العام الجاري”.
واستقبلت البلاد 7.4 مليون سائح بالنصف الأول من العام الحالي، بزيادة 14 في المئة بمقارنة سنوية. وكان عدد الزوار قد بلغ مستوى قياسيا العام الماضي بنحو 14.5 مليونا.
ويشدد بوحوت على ضرورة تحقيق قفزة بالاستثمار في القطاع، بنسبة 15 في المئة على الأقل هذا العام، لأن زيادة الخطوط الجوية والترويج لوجهة المغرب واستهداف زيادة عدد السياح الوافدين من الخارج إلى 26 مليونا بنهاية العقد يتطلب تعزيز العرض الفندقي”.
وبالإضافة إلى دعم المعروض الفندقي، تسعى الحكومة لتطوير مجال الترفيه، فقد أطلقت في وقت سابق هذا العام برنامج غو سياحة للتشجيع على إنشاء وتطوير 1700 شركة سياحية باستثمارات متوقعة تبلغ 70 مليون دولار.
كما أعلنت الحكومة مؤخرا عن عزمها تقديم دعم لتجديد 25 ألف غرفة فندقية من خلال برنامج كاب هوسبيتاليتي الذي رصدت له 400 مليون دولار.
واعتبر عماد برقاد مدير عام الشركة المغربية للهندسة السياحية الحكومية أن هذا البرنامج سيعطي زخما وحوافز للفنادق مهما كان تصنيفها من أجل تجديد غرفها.
وسيقدم البرنامج الحكومي قروضا تتحمل فيها الدولة كامل الفوائد لصالح شركات الإيواء السياحية التي تمتلك مشاريع لتأهيل منشآتها.
ومن المتوقع أن تغطي هذه التمويلات جميع الاستثمارات التي تتراوح بين ما بين ثلاثة إلى 100 مليون درهم (290 ألف دولار و10 ملايين دولار، بفترة سداد تصل إلى 12 عاما.
والهدف الرئيسي أن تُواكب الفنادق الفعاليات التي ستنظم بالمغرب، مثل كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025 وكأس العالم 2030 لتوفير تجربة فريدة للسياح الوافدين.
409 ملايين دولار رؤوس أموال جذبها القطاع في النصف الأول من 2024، وفق وزارة السياحة
ويقول برقاد إن الفندق من أهم النقاط التي يركز عليها السائح للتعبير عن تجربته السياحية وتكرار الزيارة إلى البلاد.
ويراهن المغرب على استقطاب نحو 17.5 ملايين سائح بحلول العام 2026 خاصة أنه مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية ومؤتمرات دولية كبيرة.
ومطلع هذا العام، كشفت تقارير أن مجموعات فندقية إسبانية كبرى تعمل على تعزيز حضورها بالمغرب للاستفادة من الطفرة السياحية التي تشهدها البلاد والتي حطمت أرقاما قياسية سنة 2023.
وتدرس شركات بارسيلو وريو وإيبير وستار وميليا تمتلك بالفعل 18 مؤسسة فندقية في السوق المغربية توسيع أنشطتها والاستفادة من نمو النشاط السياحي بالمغرب.
كما تعتزم المجموعة الإسبانية هوتوسا بناء ثلاثة فنادق جديدة في المغرب بحلول العام 2026. وينتظر افتتاح أول هذه الفنادق في القطب الجديد للدار البيضاء تحت اسم يوروستارز كازا أنفا الخريف المقبل.
وسيتم افتتاح الوحدتين الأخريَيْن يوروستارز كاليفورني وإكس زرقطوني خلال الفترة بين نهاية العام الحالي ومنتصف السنة المقبلة.
وتتكون هذه الفنادق الثلاثة من 251 غرفة، وهو ما سيعزز بشكل كبير العرض السياحي في المنطقة، التي تعدّ من أفضل المواقع التي يتوافد عليها الزوار وخاصة الأجانب.
وإلى جانب ذلك، تستعد المجموعة الأميركية العملاقة راديسون لتوسيع استثماراتها السياحية في المغرب، مستهدفة الوصول إلى 25 فندقا بحلول العام 2030.