النجاح في صد الهجرة في المتوسط ينعكس كوارث جديدة من جهة الأطلسي

عبر رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو عن قلقه إزاء تزايد ظاهرة الهجرة غير النظامية، وهي واحدة من أكبر الأزمات التي تواجهها القارة الأفريقية لاسيما بعد أن صار المهربون يختارون طريق المحيط الأطلسي المحفوف بالمخاطر بدل البحر المتوسط الذي شددت عليه حكومات شمال أفريقيا المراقبة الأمنية.

والسبت ناشد سونكو الشباب عدم محاولة عبور طريق المحيط الأطلسي إلى أوروبا، بعد مرور أيام على مصرع العشرات من المهاجرين عندما انقلب قاربهم قبالة موريتانيا.

وقال سونكو في كلمة بجامعة غاستون بيرغر في مدينة سان لوي الشمالية بثتها صفحته على فيسبوك “تحطمت سفينة أخرى مجددا قبالة سواحلنا، وبينما ننتظر الأرقام الدقيقة يُعتقد أنها أودت بحياة الكثير من الشباب”.

وأضاف مخاطبا المئات من الشباب “إنه أمر مُخزٍ ومؤسف. أود توجيه نداء آخر إلى الشباب: الحل الخاص بكم لا يكمُن في الزوارق الخشبية”.

◄ هذا الطريق يعد من بين أكثر طرق الهجرة دموية في العالم بسبب طول الرحلة وعدم صلاحية القوارب

وتابع رئيس الحكومة السنغالية السبت “أؤكد لكم أن الدول التي يرغب بعض الشباب في الانضمام إليها هي نفسها في أزمة أو في بداية الأزمة”.

وأردف “مستقبل العالم يكمن في أفريقيا، وأنتم أيها الشباب بحاجة إلى أن تدركوا ذلك. القارة الوحيدة التي لا يزال لديها مجال للتقدم والنمو الكبير هي أفريقيا”.

وتتزايد محاولات أفارقة من دول جنوب الصحراء الهجرة بطريقة غير نظامية إلى أوروبا؛ بحثا عن حياة أفضل، في ظل حروب واضطرابات أمنية وأوضاع اقتصادية متدهورة في دولهم فاقمتها التغيرات المناخية مؤخرا.

ويحتاج المسؤولون الأفارقة إلى اتخاذ خطوات فعلية تبث التفاؤل في نفوس الشباب وتقنعهم بخطاب الحكومات بشأن ضرورة التخلي عن حلم الهجرة والاستقرار في بلدانهم التي يموت فيها كثيرون جوعا.

وبحسب تقارير أممية فإن 8 من كل 10 أطفال في أفريقيا تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا لا يستهلكون الحد الأدنى من الغذاء المطلوب للنمو، وأن قرابة 16.7 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من اثنتين من كل 3 أسر غير قادرة على تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.

ولقي الأسبوع الماضي 89 مهاجرا مصرعهم وفُقد أثر عشرات آخرين عندما غرق قاربهم قبالة سواحل موريتانيا بينما كانوا في طريقهم إلى أوروبا، حسب ما أعلنته مصادر رسمية الخميس.

 

المسؤولون الأفارقة يحتاجون إلى اتخاذ خطوات فعلية تبث التفاؤل في نفوس الشباب وتقنعهم بخطاب الحكومات بشأن ضرورة التخلي عن حلم الهجرة والاستقرار في بلدانهم التي يموت فيها كثيرون جوعا

وذكرت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية أنّ خفر السواحل الموريتاني تمكّن من “انتشال جثث 89 مهاجرا سريا كانوا على متن قارب صيد تقليدي كبير جنح الاثنين 1 يوليو… على بُعد 4 كيلومترات من مدينة انجاغو”.

ونقلت الوكالة شهادات ناجين قالوا إنّ القارب انطلق من الحدود بين السنغال وغامبيا وعلى متنه 170 راكبا، ما يرفع عدد المفقودين إلى نحو 72 مفقودا.

ونادرا ما كان المهاجرون يختارون خط المحيط الأطلسي للعبور نحو أوروبا وكانوا يفضلون البحر المتوسط الذي يعد أقل خطورة.

ويعدّ طريق الهجرة في المحيط الأطلسي بالغ الخطورة، خصوصا بسبب التيارات القوية، حيث يسافر المهاجرون في قوارب مكتظة وغير صالحة للإبحار في الكثير من الأحيان وبلا مياه شرب كافية.

وبحسب تقرير لمنظمة كاميناندو فرونتيراس الإسبانية غير الحكومية فإن هذا الطريق يعد من بين أكثر طرق الهجرة دموية في العالم بسبب طول الرحلة وعدم صلاحية القوارب للإبحار في عرض المحيط الأطلسي فيما قد تستغرق الرحلة حتى الوصول إلى جزر الكناري عشرة أيام مع شيوع نفاد الطعام والماء والوقود.

ويقول خبراء إنه لا يمكن لأحد أن يتخطى خمسة أو ستة أيام في البحر في تلك المنطقة؛ حيث غالبا ما تكون الرياح عاتية، وإن كان القارب غير مجهز للرحلات فلن يكون هناك أمل في النجاة.

وتوفي أكثر من 5 آلاف مهاجر أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا بحرا في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، أو ما يعادل 33 حالة وفاة يوميا، وفقا لمؤسسة كاميناندو فرونتيراس الخيرية الإسبانية.

وهذا أعلى عدد يومي للوفيات منذ أن بدأت المؤسسة تجمع الأرقام عام 2007، وكانت الغالبية العظمى منها على طريق المحيط الأطلسي.

ويخشى المسؤولون الأفارقة ارتفاع هذه الحصيلة خلال الفترة القادمة لاسيما مع التزام دول شمال أفريقيا بتطبيق اتفاقياتها مع الاتحاد الأوروبي حيث تراجعت تدفقات الهجرة من تونس وليبيا نحو إيطاليا مثلا بنسبة 60 في المئة مقارنة بالعام الماضي، حسب تصريحات رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.

وفي المغرب كثفت السلطات الأمنية خلال الأشهر الماضية مراقبة سواحل المحيط الأطلسي؛ حيث أحبطت العشرات من محاولات الهجرة غير النظامية، بعد تراجع وتيرة الهجرة من البحر المتوسط لعدة أسباب من بينها تكثيف المراقبة على حدود المغرب الشمالية وتحسن العلاقة بين الرباط ومدريد.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: