قمة ثلاثية ليبية منتظرة في المغرب أواخر يوليو الجاري
من المرتقب أن يحتضن المغرب الذي يعتبر حاضنة أمينة لاجتماعات الفرقاء الليبيين من دون التدخل في شؤونهم، قمة ثلاثية بين الأطراف السياسية، في مسعى للتوافق حول عدة نقاط أهمها تشكيل حكومة جديدة موحدة تشرف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
ينتظر الليبيون ما ستشهده الأيام القليلة القادمة من مشاورات مهمة خلال قمة ثلاثية تحتضنها المملكة المغربية ويشارك فيها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة.
وقال عضو مجلس النواب عبدالمنعم العرفي إن اجتماع المغرب سينعقد قبل نهاية الشهر الجاري على أساس الثوابت المتفق عليها في اجتماع القاهرة لتشكيل حكومة جديدة موحدة قادرة على الإشراف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وأضاف أن اللقاء يأتي في إطار محاولة للتوافق حول العديد من النقاط التي عقد بشأنها لقاء سابق في القاهرة كانت ترعاه جامعة الدول العربية.
ورجحت مصادر محلية أن يتناول الاجتماع جملة من القضايا المهمة وعلى رأسها توحيد موازنة الدولة للعام 2024 في انتظار التوصل إلى توافق حول تشكيل الحكومة الواحدة القادرة على إدارة شؤون البلاد بدلا من حالة الانقسام السائدة حاليا.
وفي الأثناء، جدد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، تأكيد ضرورة تشكيل حكومة موحدة للإشراف على تنظيم الانتخابات، وذلك خلال لقائه، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو والوفد المرافق له في مكتبه بمقر إقامته في مدينة القبة شرق البلاد.
وقال الناطق باسم مجلس النواب عبدالله بليحق، في تصريح صحفي، إن لقاء عقيلة مع السفير الأوروبي تناول مستجدات الأوضاع في ليبيا، وسبل إنهاء الأزمة في البلاد، حيث أكد عقيلة وفاء المجلس بكل الاستحقاقات من خلال إصدار التعديل الدستوري الثالث عشر وقوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بما يحقق إرادة الشعب الليبي دون إقصاء أو تهميش لأيّ أحد.
كما جدد عقيلة صالح للسفير الأوروبي “تأكيده أن الحل في ليبيا لن يكون إلا من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وترك الحرية لليبيين في الاختيار بانتخابات حرة ونزيهة، وتشكيل حكومة موحدة في كل أنحاء البلاد، تنظم هذه الانتخابات وتشرف عليها”.
من جانبه، بحثَ محمد تكالة، رئيس مجلس الدولة، مع ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، آخر المستجدات السياسية على الساحة الليبية، وناقشَ معها رؤية البعثة الأممية لمقترحات حل الأزمة الليبية وكيفية الوصول إلى توافق شامل ينهي المراحل الانتقالية، بحسبِ ما نشره المكتب الإعلامي لمجلس الدولة.
◙ أوساط ليبية تقول إن هناك تنسيقا بين الرئاسات الثلاث في طرابلس لاقتراح تصورات مشتركة للمرحلة القادمة
وأكد تكالة خلال لقائه خوري في طرابلس على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بناءً على التوافقات السياسية، وذلك عبر رؤية شاملة يتم التوافق عليها واعتمادها من قبل مجلس النواب تفضي إلى انتخابات شفافة يقبل بنتائجها الجميع. بدورها شدّدت خوري على “أهمية تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية وسد فجوة الخلاف لتحقيق الاستقرار للبلاد ودعمها لأداء دور فاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي”. وفقَ منشور مجلس الدولة.
وكانت العاصمة المصرية القاهرة احتضنت يوم 10 مارس الماضي اجتماعا بين المنفي وصالح وتكالة خلص إلى التأكيد على وجوب تشكيل حكومة موحدة تقود إلى إجراء الانتخابات وتقدم الخدمات الضرورية للمواطن، كما تم التوافق على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها ورفض أيّ تدخل أجنبي في شؤونها.
كما أسفر الاجتماع الثلاثي عن تشكيل لجنة فنية بمرجعية الاتفاق السياسي وملاحقه خلال فترة زمنية محددة للنظر في التعديلات المناسبة لتوسيع قاعدة التوافق والقبول بالعمل المنجز من لجنة “6+6” وحسم الأمور العالقة حيال النقاط الخلافية حسب التشريعات النافذة، إضافة إلى عقد جولة ثانية بشكل عاجل لإتمام هذا الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ.
وفي سياق الاستعداد لاجتماع المغرب، عقد اجتماع ثلاثي ضم رئيسي المجلس الرئاسي ومجلس الدولة ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، الأحد الماضي، لمناقشة عدد من الملفات السياسية والاقتصادية.
وتم خلال اللقاء التأكيد على دعم الجهود المحلية لإنجاح الانتخابات البلدية وزيادة التعاون والتنسيق مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لضمان إنجاز عملها في ظروف إيجابية، بالإضافة إلى دعم الجهود الدولية المبذولة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين عادلة ومتفق عليها، وتوحيد الجهود المحلية لإنهاء المراحل الانتقالية، وفقا لما نقله المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.
ودعا المجتمعون إلى ضرورة العمل على إجراء الإصلاحات الاقتصادية الوطنية اللازمة لتحسين أوضاع المواطنين، واستمرار الحكومة في التزاماتها وتوفير المخصصات اللازمة لها وفق الجداول الزمنية المُعتمدة، ودعم جهود وزارة الحكم المحلي في نقل الاختصاصات للبلديات للقضاء على المركزية، وتقديم الدعم اللازم وتفعيل مشاريع التنمية المحلية، وأن تتولى البلديات تنفيذها وفق الخطط المعتمدة.
وقالت أوساط ليبية، إن اجتماع المنفي وتكالة والدبيبة يعتبر تمهيدا لاجتماع المغرب الثلاثي، وإن هناك تنسيقا بين الرئاسات الثلاث في طرابلس لاقتراح تصورات مشتركة للمرحلة القادمة مقابل وجهات النظر الصادرة عن سلطات شرق البلاد، والتي تتمركز بالأساس على الدعوة إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة موحدة قبل الخوض في أيّ مسائل أخرى.
وتعتبر المملكة المغربية حاضنة أمينة لاجتماعات الفرقاء الليبيين من دون التدخل في شؤونهم أو التأثير على قراراتهم الداخلية، حيث شهدت عددا من الاتفاقيات المصيرية مثل اتفاقية الصخيرات في ديسمبر 2015 واتفاقية أبوزنيقة في يناير 2021.