دعم العلاقات مع المغرب من أهداف الرئيس الموريتاني في ولايته الثانية

ماموني

يسعى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الفائز بولاية رئاسية ثانية في موريتانيا، إلى الحفاظ على توازن العلاقات المُوريتانية – المغربية، وسط ترجيحات المراقبين إلى المزيد من فتح الآفاق بين البلدين. وتعتبر موريتانيا فاعلا أساسيا في المبادرة الملكية للعاهل المغربي الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المُحيط الأطلسي التي تم إعلانها في وقت سابق.

وحصل محمد ولد الشيخ الغزواني على أكثر من 56 في المئة من الأصوات، في الانتاخابات التي جرت السبت، كما حل ثانيا وبفارق كبير المرشح بيرام الداه ولد اعبيد بحصوله على 22 في المئة من الأصوات، وحل ثالثا مرشح حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الإسلامي حمادي ولد سيدي المختار بحصوله على نحو 13 في المئة. ويرى متابعون أنه من المرجح الارتقاء بالتعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ظل حكم ولد الشيخ الغزواني.

وأكد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبدالفتاح، أن “إعادة انتخاب ولد الشيخ الغزواني ستكرس التوجه الذي تتبناه حاليا نواكشوط في التعامل مع المغرب الذي يتسم بالكثير من الرصانة والاتزان من منطلقات برغماتية عقلانية أساسها المصلحة المشتركة بعيدا عن أي مواقف أيديولوجية أو شعبوية في تدبير سياستها الخارجية، في ظل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية بين البلدين منذ تأمين معبر الكركرات من طرف القوات المغربية”.

وأكد ، أنه “إلى جانب أهمية تعزيز التنسيق الأمني بين الرباط ونواكشوط من أجل ضبط الحدود، نجد أن العلاقات قابلة للتطوير والتقدم تعززها الاستثمارات الكبيرة للمملكة في موريتانيا وتشمل قطاعات هامة منها القطاع المصرفي والاتصالات، بالإضافة إلى أنبوب الغاز المغربي – النيجيري الذي سيفتح آفاقا واعدة بالنسبة لتصدير الغاز الموريتاني إلى أوروبا بعد اقترابها من فتح باب التصدير الخارجي انطلاقا من مجموعة من حقول الغاز في السواحل الموريتانية”.

 

محمد سالم عبدالفتاح: العلاقات قابلة للتقدم مع الاستثمارات الكبيرة للمغرب في موريتانيا

وشدد محمد سالم عبدالفتاح على أن “كل المبادرات التي أطلقها المغرب تبدي فيها موريتانيا انخراطها وتشكل اعترافا ضمنيا بسيادة المغرب على أرضه، بحكم أن هذه المبادرات تشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة”، لافتا أن “نواكشوط باتت تتحرر من منطق الابتزاز الذي يمارسه خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية، والذين يستغلون مجموعة من الملفات الأمنية، في مقدمتها ملف الجماعات المسلحة؛ وعصابات الجريمة المنظمة المنتشرة في بلدان الساحل”.

وعرفت الدينامكية السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والأمنية بين البلدين نموا مطردا مع بداية حكم الرئيس ولد الشيخ الغزواني، كما تنخرط نواكشوط في المبادرة الأطلسية التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، إلى جانب دول الساحل الأخرى وتمكينها من الولوج إلى الفضاء الأطلسي مع تعزيز مكانة هذه البلدان ضمن الفضاء الأفريقي في الاقتصاد العالمي، والمساهمة في تحقيق الاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك.

وعلى مستوى تطوير النقل والتجهيز بين البلدين من جميع الجوانب والسبل الكفيلة بالرفع من أدائه، تم تكليف لجنة فنية مشتركة بالعمل على إعداد المخططات والاتفاقيات الضرورية. وأوضح وزير التجهيز المغربي نزار بركة، أن “العمل صار يتخذ طابع التنفيذ الفعلي، وأن ثمار التنشيط الدبلوماسي الأخير مع موريتانيا بدأت تجد طريقها إلى الواقع، في إطار تعزيز علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين، والدفع قدما بالتعاون الاقتصادي الثنائي إلى آفاق جديدة”.

وبخصوص ملف الصحراء المغربية، أكد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن “نواكشوط تحافظ على موقف محايد منه، مع الحرص على مواصلة الجهود من أجل تعزيز وتطوير علاقات التعاون القائمة بين بلدينا، خدمة لمصالح شعبينا”.

بدوره، أكد حميد شبار سفير المغرب لدى موريتانيا، أن “العلاقات بين المغرب وموريتانيا، تستمد قوتها، من الحرص الدائم لقائدي البلدين، الملك محمد السادس، والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على رسم آفاق واعدة لشراكة مغربية – موريتانية قادرة على رفع التحديات التي تواجه البلدين في فضائهما الإقليمي والقاري، إذ تعرف العلاقات الثنائية زخما كبيرا”.

◙ التحديات المشتركة تحتاج مزيدا من التنسيق والتعاون في ما يتعلق بالإشكالات التي تعرفها منطقة الساحل، ومكافحة الإرهاب ومواجهة تحديات الهجرة

وسجلت سفارة المغرب بنواكشوط أكثر من 70 زيارة رسمية متبادلة لوزراء ومسؤولين للبلدين، منها حوالي 30 زيارة خلال سنة 2023، وكانت آخرها تلك التي قام بها محمد سالم ولد مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج للمملكة المغربية يوم الاثنين 22 يناير الماضي، حاملا رسالة شفوية من محمد ولد الشيخ الغزواني إلى العاهل المغربي.

ويرى خبراء في العلاقات الدولية، أن التحديات المشتركة تحتاج مزيدا من التنسيق والتعاون في ما يتعلق بالإشكالات التي تعرفها منطقة الساحل، ومكافحة الإرهاب ومواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية ومكافحة شبكات التهريب، وهو ما دفع حكومة الرئيس الغزواني بألاّ تتفاعل إيجابيا مع مقترح الجزائر من جانب واحد قبل أشهر إنشاء تكتل بديل عن الاتحاد المغاربي دون تواجد المملكة.

وأفاد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في ندوة صحافية سابقة مع نظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، أن “نواكشوط تشكل قطب استقرار في المنطقة، والعلاقات معها تسير بشكل جيد، وقد دعم المغرب ترشيح موريتانيا لرئاسة الاتحاد الأفريقي، في فبراير الماضي”.

وناهزت المبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا خلال سنة 2022 قيمة 300 مليون دولار أميركي، محققة بذلك نسبة نمو بلغت 58 في المئة بالمقارنة مع سنة 2020، كما يعتبر المغرب المستثمر الأول في موريتانيا أفريقيا، عبر قطاعات حيوية مع دور الشركات الصغرى والمتوسطة في مواكبة التطور الاقتصادي الذي تشهده موريتانيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: