مخيمات تندوف تشتعل تحت أقدام عصابة البوليساريو إحراق سيارات ومقرات لـ”شرطة” احتجاجات على تصفية معارضين
تعيش مخيمات تندوف على وقع احتجاجات عنيفة من لدن صحراويين، أقدموا على إضرام النيران في السيارات التابعة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، وكذلك في بنايات ما تسميها “مؤسساتها الأمنية”، في سياق احتجاجات متصاعدة على عمليات قتل تعرض لها معارضون لقيادة الجبهة.
وأظهرت تدوينات مُرفقة بصور وفيديوهات من داخل المخيمات، أن صحراويين قاموا بإضرام النار في مركبات تابعة للميلشيات المسلحة للجبهة، مشيرة إلى أن من قاموا بهذا الحراك محتجون ينتمون لقبيلة أولاد تيدرارين التي تعرض بعض شبابها لعمليات تصفية.
ووفق معطيات من مدونين محليين، فإن الأمر يتعلق بحراك مستمر منذ أيام، بسبب ما يعتبره المحتجون أعمالاً منظمة يقف وراءها قياديون في الجبهة الانفصالية ضد المنتمين للقبيلة المذكورة، تشمل حالات اعتداء جسدي ونهب للممتلكات.
وأفادت مصادر أخرى بأن محتجين من قبيلة أولاد دليم حاصروا مقرات ما يسمى بـ”جهاز الشرطة” التابع لجبهة البوليساريو وقاموا بإضرام النار فيها تحت قيادة شاب معارض للجبهة يدعى حمادة ولد هيبة، الأمر الذي أدى إلى مواجهات مباشرة بين الطرفين.
ولجأت ميلشيات البوليساريو إلى مواجهة المحتجين بعنف، لكنها فوجئت بـ”مقاومة” كبيرة أفضت إلى إحراق مقر “الشرطة”، وهو ما أفرز احتجاجات جديدة يقف وراءها عناصر “جهاز الأمن” بسبب تخلي مسلحي الجبهة عنهم وتركهم لمواجهة مصيرهم.
وعاشت مخيمات تندوف، وخصوصًا ما يسمى بـ”مخيم السمارة”، حالة من الفوضى اضطرت جبهة البوليساريو إلى الاستعانة بإحدى أبرز أذرعها المسلحة، والتي تطلق عليها “قوات الدرك”، وذلك بسبب تصاعد الاحتجاجات وانسحاب “الشرطة”.
واضطرت قيادة الجبهة إلى بعث أحد قيادييها الميدانيين، وهو إبراهيم الشيخ، الذي يحمل صفة “المدير العام” لجهاز الأمن في “البوليساريو”، على اعتبار أنه ينتمي إلى قبيلة أولاد تيدرارين، على أمل أن يتمكن من إقناع المحتجين بإنهاء احتجاجهم.
وأوردت مصادر محلية أن القيادي الانفصالي تحدث إلى عناصر “جهاز الأمن” متعهداً بحمايتهم وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، من أجل إقناعهم بالعودة إلى مواقعهم وتفادي مزيد من التصعيد، كما وعدهم بالحصول على معدات متطورة ومكافآت مالية.
وتعيش مخيمات تندوف منذ أشهر على وقع صراعات حامية الوطيس بين قياداتها وبين زعماء قبليين محليين، بسبب تعرض العديد من المعارضين لأعمال قتل وتعذيب ونهج سياسة العقاب الجماعي ضد عائلاتهم، وذلك في ظل تعتيم إعلامي من الجزائر التي تقع المخيمات على أراضيها.