الشباب في المغرب ضمن إستراتيجية الدولة لتحصينهم من التطرف

ماموني

أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بنيويورك، الثلاثاء، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، أعطى تعليماته السامية من أجل وضع الشباب المغاربة ضمن إستراتيجية  تنموية مندمجة وحمايته من أي سلوك متطرف، من خلال تبني سياسات تتمحور حول مبادئ تكافؤ الفرص، والتعليم ذي الجودة، والتربية على المواطنة، والتمكين الثقافي والمهني.

وجاء ذلك خلال حدث رفيع المستوى نظمته البعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة والمكتب الأممي لمنع الإبادة الجماعية، بمناسبة اليوم الدولي الثالث لمكافحة خطاب الكراهية، حول موضوع “الاستثمار في قدرة الشباب على التصدي لخطاب الكراهية ومكافحته”.

وأوضح عمر هلال أن انخراط الشباب المغربي في مكافحة خطاب الكراهية والتطرف داخل المجتمع “أثبت نجاعته” في مكافحة كافة أشكال الإقصاء الاجتماعي، ومن ثمة تبرز وجاهة الإستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب (2015-2030).

 

رشيد لزرق: الدولة خلقت مبادرة للنهوض بالأجيال الصاعدة والشباب
رشيد لزرق: الدولة خلقت مبادرة للنهوض بالأجيال الصاعدة والشباب

 

وأكد هلال على تشبث المغرب الراسخ والثابت، تحت قيادة الملك محمد السادس، بقيم التعايش ومكافحة خطاب الكراهية واللاتسامح، مع  إيلاء أهمية قصوى للدور المحوري للمجتمع المدني وجمعيات الشباب، مذكرا بإحداث المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي في يوليو 2011.

كما ذكّر برسالة الملك محمد السادس الموجهة إلى المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، المنعقد في نوفمبر 2022 بفاس، عندما أكد الملك على أن الحوار يجب “أن يكون حوارا بين الأجيال، يشرك الشباب ويستشرف المستقبل، فالشباب لا يمثل فقط الأجيال التي علينا تحصينها ضد ويلات الحرب وضد خطاب الكراهية بمختلف أشكاله، بل هم الأجيال نفسها المنخرطة فعليا في صنع السلام”.

وتم اعتماد هذا اليوم الدولي، الذي يتم تخليده في 18 يونيو من كل سنة، من قبل منظمة الأمم المتحدة، بمبادرة من المملكة في يوليو 2021.

وقال محمد بودن، خبير في الشؤون الدولية المعاصرة، إن “الدولة سعت إلى محاربة الكراهية والتطرف عبر عدد من الإجراءات الأمنية والحقوقية والتشريعية، إضافة إلى ما هو سوسيوتنموي من خلال مشاريع تهتم بالتنمية البشرية وخلق فرص الشغل للشباب من أجل التصدي للأسباب التي قد تؤدي إلى اعتناق الفكر المتطرف عندما تتلاقى عوامل الفقر والجهل التي تؤدي لانجراف نحو التطرف”.

وأضاف في تصريح له، أن “المغرب يسعى إلى توفير كل الظروف لحماية الشباب بتعميم السياسات الاجتماعية المرتبطة بالتعليم والصحة والشغل من أجل التغلب على خطر التطرف وخطاب الكراهية”.

وأمام المتغيرات السريعة التي يشهدها الفضاء الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، تسعى الرابطة المحمدية للعلماء إلى مكافحة التطرف والكراهية من خلال إنتاج البحوث العلمية، ومراجعة المناهج التعليمية، وتوعية الشباب حول المواضيع الدينية والاجتماعية.

وأطلقت الرابطة منصة علمية إلكترونية “الرائد” في صفوف الشباب تحصينا لهم من خطاب التطرف والكراهية، خاصة في بعده الرقمي، لنشر المعرفة الدينية الآمنة، والمساهمة في حماية رواد الشبكة الرقمية من خطابات التطرف والانحراف والجمود، وتوعية الشباب المغاربة للنهوض بخطاب بديل، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال مكافحة التطرف العنيف عبر الإنترنت.

ودعا المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف، مؤسسات المجتمع المدني إلى لعب دورها في تربية الناشئة والشباب وحمايتهم من التطرف والإرهاب، وذلك وفق رؤية محددة وواضحة ومتكاملة ينخرط فيها الجميع لمواجهة التحديات التي تطرحها آفة الإرهاب الخطيرة، عبر تبني خطاب معتدل.

وبمناسبة اليوم الدولي الثالث لمكافحة خطاب الكراهية، حول موضوع “الاستثمار في قدرة الشباب على التصدي لخطاب الكراهية ومكافحته”، أبرز الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن “الشباب غالبا ما يكونون الفئة الأكثر تضررا من خطاب الكراهية، وبالتالي يجب أن يكونوا جزءا من الحل”، مؤكدا أنه “يقع على عاتق الحكومات، والسلطات المحلية، والقادة الدينيين، ورواد الأعمال، وقادة المجتمعات المحلية، واجب الاستثمار في النهوض بالتسامح، والتعددية، والإدماج، ومناهضة خطاب الكراهية بجميع أشكاله”.

أمام المتغيرات السريعة التي يشهدها الفضاء الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، تسعى الرابطة المحمدية للعلماء إلى مكافحة التطرف والكراهية

ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 50 ألف جمعية في مختلف أنحاء التراب الوطني، تنشط في عدة مجالات تشمل التعليم، والإدماج الاجتماعي، والصحة، والرياضة، والقيادة السياسية، والدفاع عن حقوق الإنسان وتنمية الشباب.

وأكد رئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات والأبحاث، رشيد لزرق، أن “الدولة خلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بالأجيال الصاعدة والشباب من خلال برامج شملت المساهمة في الحد من الفوارق المجالية والاجتماعية، والنهوض بالأوضاع والخدمات، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب حاملي المشاريع لتطوير عملية إدماجهم مهنيا”.

ولفت في تصريح لـه، أنه “إلى جانب المقاربة الأمنية الإستباقية التي انتهجها المغرب تبنى أيضا إستراتيجية فعالة للتصدي للفكر المتطرف بتحفيز الشباب على فتح أعينهم على العالم بعيدا عن التطرف عبر التأكيد على قيم السلام والتسامح، وفهم الدين بمنظور يعزز الاندماج والتعايش السلمي في المجتمع”، مؤكداً أن “الأشخاص الذين راجعوا أفكارهم المتشددة بطريقة واضحة يتم إطلاق سراحهم عبر العفو الملكي ومواكبتهم للاندماج داخل المجتمع”.

وأشاد المتدخلون خلال هذا الحدث بدور المملكة وريادتها في مجال مكافحة خطاب الكراهية بجميع أشكاله، بما في ذلك داخل الفضاء الرقمي الذي ينتشر فيه هذا الخطاب.

وأشاروا إلى أن هذا اليوم الدولي يعد بمثابة تذكير بأهمية التصدي بشكل مشترك لخطاب الكراهية وتعبئة جهود كافة مكونات المجتمع، بما في ذلك الشباب، من أجل التغلب على هذه الآفة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: