«بوليساريو» تستغل خطبة عيد الأضحى لغسل أدمغة المحتجزين بتندوف
استغل قادة جبهة «بوليساريو» الانفصالية خطبة عيد الأضحى لتمرير مغالطاتسياسية بغاية غسل أدمغة المحتجزين الصحراويين من جهة، ولتحريضهم ضدالمملكة المغربية من جهة ثانية.
طيلة اليومين الماضيين، خصصت ما تسمى بـ«وكالة الأنباء الصحراوية (واص)» عدةقصاصات حول مضامين خطبة عيد الأضحى، التي يبدو أنها موحدة وكتبت من محبرةواحدة، حيث عملت على نشر مضامين الخطبة التي يفترض أن تشكل موعظة دينيةتمنح المصلي «جرعة إيمانية» وليس تلويث أذنيه بالأكاذيب لأغراض سياسية…
ووفق ما أوردته «واص» فقد حذرت خطبة عيد الأضحى من «مؤامرات الأعداء» الذين«تفننوا في سبل إيصال الشرِّ إليكم، والقضاء على أجيالكم، فلقد حاربوكم قبل ذلكبالسلاح وأنواع الدمار، فلم يستطيعوا إرغامكم، فبثوا في أوساطكم المسكراتوالمخدرات القاضية على العقول والغيرة والشِّيَم، والجامعة لكلِّ خبث ورذيلة،والفاتحة لأبواب الشرور والبَلايا، والرزايا».
وحسب المصدر ذاته أبرزت الخطبة أن «في هذا الداء الخطير القضاء على أعز قوةوأنكى سلاح، وهي قوة الشباب الذي تنهض به الأمم وتحفظ به كرامتها ويذاد به عنحياضها».
ودعت الخطبة، وفق ما نشرته واص، الشباب إلى «عدم تعريضهم للضياع وذهابالعقول، مبينين ما تفعل هذه المخدرات بالعقول والأجساد، حيث تحول العقلاء إلىمجانين والأصحاء إلى معاقين يتمايلون في الطرقات، لا يدركون ما يقولون ولا يعلمونما يفعلون».
ضحايا من؟
إن كان كاتب هاته الخطبة قد توفق في شيء فإنه لم يبرع سوى في وصف الواقع الذييتخبط فيه شباب الجبهة المحاصرين في المخيمات، عندما قال إن «العقلاء تحولواإلى مجانين والأصحاء إلى معاقين.. لا يدركون ما يقولون ولا يعلمون ما يفعلون»، اللهملا شماتة، لكن هذا الوضع بالذات هو الذي يريده زعماء الجبهة الانفصالية، الذينيغرقون شباب المخيمات بالمخدرات لضمان ولائهم وعدم تمردهم ضد قيودالاستعباد…
فحسب ما ترصده تقارير دولية فإن مخيمات تندوف تحولت إلى «حلبات صراع بينعصابات تمتهن التجارة في المخدرات والتهريب»، إلى درجة أصبحت معها «هاتهالممارسات المسلحة مألوفة لدى الساكنة في ظل غياب الأمن، وسط تفشي الفسادوالإجرام، وتورط كبار قيادات البوليساريو في بيع وتهريب المخدرات، ما يجعلالمجرمين تحت حمايتهم ويستمدون جرأتهم من العلاقة مع مسؤولي البوليساريوالذين يغضون الطرف عن هذه الأفعال الإجرامية، مما سبب انفلاتا أمنيا واضحا، أدىإلى اغتصاب النساء وإصابات وجروح دون أي حساب أو متابعة».
مشجب الفشل
مثلهم مثل زعمائهم في الجزائر، لا يترك قادة الجبهة الانفصالية أية فرصة لإبعاد التهمعنهم وإلصاقها بالمملكة المغربية دون أن ينتهزوها، ففي كل مرة يعلقون فشلهم علىمشجب المغرب، من خلال إيهام المحتجزين بأن ما يتخبطون فيه من مشاكل هو منفعل «العدو»، ولم يستحيوا هذه المرة من استغلال خطبة عيد الأضحى في تمريرجملة من الأكاذيب التي لم يعد يصدقها أحد.
إذا كان القاصي والداني يعرف من أن تأتي تلك المخدرات المدمرة، وكيف يتفنن الجارالشرقي للمملكة في تسهيل تسريبها عبر الحدود البرية بهدف تدمير الشباب المغربي،فإن السؤال الذي قد يحير كل من يسمع مضمون هاته الخطبة، هو من هي حقا الجهةالتي وصفتها الخطبة بـ«العدو» وألصقت بها كل تلك الجرائم التي يعي الصحراويونالمحتجزون جيدا من يقترفها في حقهم؟