تقرير أمريكي يُحذّر من خطابات تبّون العدائية المهددة للاستقرار في شمال أفريقيا
تنخفض التوقعات الدولية، بشأن حدوث تغيير يُذكر تأتي به رياح الانتخابات المقبلة على مستوى القيادة في الدول المغاربية، أو تعزيز المؤسسات الديمقراطية فيها، وفق ما أكده خبراء معهد واشنطن لشؤون الشرق الأوسط، في تقرير جديد اعتبر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون وفي إطار مساعيه لتأمين دعم أكبر لأجندته، لجأ إلى تكتيكات قومية مثل استحضار شبح العدوان من جانب المغرب المجاور ومحاولات عزله، كما باتت خطاباته التي تزداد عدائية تهدد الاستقرار والتقدم في شمال أفريقيا.
وبالنظر لما وصفه التقرير الصادر عن معهد واشنطن لشؤون الشرق الأوسط ، تحت عنوان “بعيداً عن صندوق الاقتراع: أولويات الولايات المتحدة في انتخابات شمال إفريقيا لعام 2024″، بـ “السجل الانتخابي الحافل للدول المغاربية”، فإن الانتخابات المقبلة التي ستنظمها الدول المغاربية لا تشوبها سوى احتمالات ضئيلة لتغيير القيادة في أي من هذه البلدان أو تعزيز المؤسسات الديمقراطية
واعتبر التقرير الذي اطلعت عليه “أخبارنا الجالية “، أن الخبراء الأمريكيون يرون أن الانتخابات المبكرة في الجزائر تبدو محاولة لتوطيد السلطة وليس لتعزيز النمو الديمقراطي، إذ ينطوي أحد الاحتمالات على الأمل الذي ينتظره تبون في منع ترشح المنافسين المحتملين من خلال تسريع الجدول الزمني، ولعله يسعى أيضاً إلى الحد من خطر تنظيم احتجاجات وسط استياء سياسي واقتصادي واسع النطاق.
والسيناريو الأكثر ترجيحا وفق التقرير ذاته، هو أن تبون يرد على النزاع الداخلي العشائري الذي يشارك فيه الجيش (القوة السياسية الأقوى تقليدياً في البلاد) ويحاول إضعاف مراكز السلطة الأخرى، موردا أنه على أي حال، تبدو النتيجة محددة سلفاً في هذه المرحلة، فمن ناحية، حقق تاريخياً الرؤساء المنتهية ولايتهم انتصارات ساحقة في الجزائر.
ولفت التقرير ذاته إلى أنه أدت سنوات من القمع الهادف والاستقطاب الاستراتيجي إلى إضعاف المعارضة، مما قوض إمكانية تنظيم عملية ديمقراطية قوية، كما أن سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام والساحة السياسية، إلى جانب الأسئلة العالقة حول نفوذ الجيش في السياسة، تلقي بظلال الشك على نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها.
وبينما أشار تبون إلى مستوى معين من الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي، إلّا أن سياساته وحسب التقرير الأمريكي، لا تساهم في معالجة المظالم التي أشعلت شرارة الحركة الاحتجاجية عام 2019، والتي دعت إلى المزيد من الحريات السياسية، وإجراءات مكافحة الفساد، والانتقال نحو دولة مدنية لا يقودها الجيش. ولتأمين دعم أكبر لأجندته، لجأت السلطات إلى تكتيكات قومية مثل استحضار شبح العدوان من جانب المغرب المجاور.