يقظة أمنية مغربية تحبط مخططات إرهابية لخلية مرتبطة بداعش
حققت الأجهزة الأمنية في المغرب نجاحا جديدا في إطار المقاربة الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، حيث اعتقلت اليوم الخميس أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي في مدن غرب وشمال البلاد،
وهذا الإنجاز الأمني يثبت مرة أخرى القدرة الكبيرة للأجهزة الأمنية المغربية على التصدي للتنظيمات الإرهابية، والخلايا النائمة التابعة لها، وهو أمر لطالما كان محل إشادات دولية.
وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (يتبع لوزارة الداخلية)، إن “المكتب المركزي التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات)، تمكن من توقيف أربعة أشخاص موالين لتنظيم داعش الإرهابي، تتراوح أعمارهم بين 21 و41 سنة”.
وأضاف البيان “يشتبه بأن هؤلاء تورطوا في التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية تهدف للمس الخطير بالنظام العام”.
وذكر أن “عناصر القوات الخاصة التابعة للمديرية باشرت إجراءات التدخل والتوقيف في عمليات متفرقة ومتزامنة، استهدفت المشتبه فيهم بكل من مدن سلا (غرب) وطنجة وتطوان (شمال)”.
وأوضح أن التفتيش بمنازل الموقوفين أسفر عن مصادرة معدات الإلكترونية، وأسلحة بيضاء، وقطعة من ثوب تجسد شعار التنظيم، و”مخطوطات ذات طابع متطرف على غرار نص البيعة لهذا التنظيم الإرهابي”، ومنشورات حول كيفية صناعة وتركيب المتفجرات والأجسام الناسفة.
وبينت النتائج الأولية للتحقيق، بحسب البيان، أن “المشتبه فيهم كانوا بصدد التخطيط لمشاريع إرهابية بالغة الخطورة تستهدف منشآت حيوية وحساسة بالمملكة، حيث انخرطوا بشكل فعلي في الأعمال التحضيرية لرصد وتحديد الأهداف”.
ووفق البيان فقد “أظهر البحث أن المشتبه فيهم الذين اكتسبوا خبرات في مجال صناعة العبوات الناسفة، نسجوا علاقات مع قياديين لـ (داعش) ينشطون بالخارج بغية تزكيتهم وتبني مشاريعهم التخريبية فور تنفيذها بالمملكة”.
وبين حين وآخر، يعلن المغرب تفكيك “خلايا إرهابية”، ويقول إن استراتيجيته لمكافحة الإرهاب نجحت في تفكيك 200 خلية منذ عام 2003.
وليست هذه الضربة الاستباقية الأولى في المغرب، فقد سبق أن نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك الكثير من الخلايا الإرهابية كانت آخرها في الرابع عشر من مايو الماضي، عندما تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني توقيف أربعة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و44 سنة، ينشطون في مدينتي تيزنيت وسيدي سليمان، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لمواجهة مخاطر التطرف العنيف وتحييد التهديدات الإرهابية التي تحدق بأمن المملكة وسلامة المواطنين.
وقبلها تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية في الثالث من مايو الماضي من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 عناصر موالين لتنظيم “داعش” الإرهابي، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 46 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام.
وفي يناير الماضي استطاعت الأجهزة الأمنية تفكيك شبكة إرهابية مكونة من 4 عناصر تتراوح أعمارها ما بين 35 و40 سنة، بكل من مدن طنجة والدار البيضاء وبني ملال (شمال) وإنزكان (وسط)، والتي تنشط في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين من أجل الالتحاق بفرع تنظيم داعش، بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.
وتمكن المغرب من إجهاض 500 مشروع إرهابي، و215 خلية إرهابية منذ سنة 2002، وذلك وفق آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن تقرير “منجزات وزارة الداخلية” برسم سنة 2023.
وبحسب الأرقام ذاتها، فمنذ بداية سنة 2023 تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك 6 خلايا إرهابية، خلص منها إلى توقيف 21 شخصا، وذلك في سياق عمليات استباقية متفرقة، شملت مناطق الناظور، واشتوكة أيت باها، ثم سوق الأربعاء الغرب وتطوان والعرائش وطنجة وإنزكان أيت ملول.
كما لعب المغرب سنة 2023 دورا حاسما في تجنيب شركاء دوليين حمامات الدم، وآخر تدخلاته في هذا الصدد ما خلص إليه التنسيق المغربي – الإسباني في إفشال مخططات إرهابية كانت تستهدف مدينتي الناظور ومليلية المحتلة.
وعمل المغرب على إعادة النظر في منهجية التعاطي مع الظاهرة الإرهابية بعد حادثة مايو 2003، بالدار البيضاء، حيث تم اتخاذ العديد من التدابير والإجراءات المتنوعة، والتي أثبتت نجاعتها.
وبعد مرور 21 سنة على عملية الدار البيضاء، حقق المغرب نتائج مهمة حيث استطاع أن يدحض الخطر الإرهابي بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية وإحباط الكثير من المخططات في دول كثيرة من العالم، جعلته يحظى بإشادة دولية في مكافحة الإرهاب والتطرف.
حيث جاء التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية صادر في مارس الماضي مليئا بالثناء والمديح للأدوار التي تلعبها الرباط في التصدي للظاهرة وإحباط الكثير من المخططات في نقاط كثيرة من العالم.
وأبرزت المجلة الإلكترونية لوزارة الخارجية الأميركية أن المغرب يرسخ مكانته باعتباره فضاء للسلام والاستقرار في منطقة تواجه العديد من التحديات.
وأشارت إلى أن المملكة، التي تعد أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي، تضطلع بـ”دور محوري” في الجهود المبذولة على الصعيد الإقليمي، في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.