وفاة «كرّاب» مأساة الخمور الفاسدة بسيدي علال التازي
أوقفت عناصر سرية الدرك الملكي بسيدي علال التازي، إلى حدود اليوم الأربعاء، أربعة أشخاص يشتبه ضلوعهم في بيع مادة «الميثانول» الكحولية، التي تستعمل عادة في مجال التعقيم ضد الباكتيريا، لشباب أدت إلى إصابة 114 شخصا بتسمم، ووفاة 8 أشخاص آخرين.
ووفقا لما أكدته مصادر مطلعة، التي كتبت خبرا في الموضوع ضمن عددها ليوم الخميس 6 يونيو 2024، فقد أعلنت المصادر نفسها وفاة أحد باعة المادة المسكرة بالتقسيط (كراب)، بسبب تناولها.
وعاش سكان دواوير لكيحلات وأولاد زيان وأولاد عمر وسيدي محمد لحمر ولمكرن وبمنصور، بسيدي علال التازي، ضواحي القنيطرة، وفقا لليومية، مأساة حقيقية بعدما تحولت حفلات زفاف بالمنطقة إلى مآتم إثر فقدان شباب كانوا يستعدون لقضاء «ساعات من المتعة»، رفقة أهاليهم، بعدما فقدت أسر عديدة أبناءها وهناك من فقد ابنين، وآخرون متزوجون تركوا وراءهم أرامل ويتامي.
وفي السياق ذاته، تكشف الصحيفة، فإن السلطات المحلية باشرت أبحاثا وتحريات بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي، أسفرت عن تحديد هويات المشتبه فيهم المتورطين في التسمم الجماعي، جراء تناول مادة كحولية غير صالحة للاستهلاك، مبرزة أنه تم، في بداية الأمر، إيقاف شخصين، يبلغان من العمر 41 سنة و21 وضعا تحت المراقبة الطبية بالمستشفى الإقليمي بالقنيطرة، في انتظار تحسن وضعيتهما الصحية، لأجل إخضاعهما لإجراءات البحث القضائي، للاشتباه في ضلوعهما في صناعة وبيع مواد مضرة بالصحة العامة، والتسبب في وفاة مستهلكيها، إلا أن أحدهما وافته المنية، قبل بدء التحقيق معه.
وذكرت نفس المصادر أن إجراءات البحث تتواصل، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات القضية، وتحديد العلاقة بين الوفيات المسجلة والمواد الكحولية المتناولة، وتوقيف كافة المتورطين المفترضين في ارتكاب تلك الأفعال الإجرامية، حيث قال أحد العاملين في مستودع الأموات بالقنيطرة إنه، بعد إجراء التشريح الطبي، تبين أن المواد السامة تسببت في سكتة قلبية للضحايا، كما أصيب بعض المصابين بالعمى.
من جهتها، تورد الصحيفة، أعلنت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة أنه، إلى حدود الثامنة من صباح اليوم الأربعاء، تم تسجيل 114 حالة إصابة بالتسمم بسبب مادة «الميثانول»، وفق ما تم تأكيده مخبريا من قبل المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية بالرباط، مشيرة إلى أن تناول تلك المادة أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص، سبعة منهم على مستوى المركز الاستشفائي الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة، فيما تم تسجيل الحالة الثامنة على مستوى مستشفى الزبير سكيرج بسوق أربعاء الغرب. كما توجد 81 حالة إصابة أخرى تحت الرعاية الطبية عبر مختلف المراكز الاستشفائية التابعة للجهة، ويتعلق الأمر، وفقا لليومية، بـ28 حالة بالمركز الاستشفائي الإقليمي الإدريسي بالقنيطرة، من بينها 3 حالات بمصلحة الإنعاش، فيما غادر 38 شخصاً المستشفى بعد تحسن حالتهم، كما توجد 40 حالة بالمركز الجهوي مولاي يوسف بالرباط، منها حالتان تمت إحالة صاحبيهما على مصلحة الإنعاش، ويخضعان، إلى جانب 20 حالة أخرى، لتصفية الدم بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط نتيجة مضاعفات تناول هذه المادة.