واشنطن تسعى لقرار دولي يدعم مقترح وقف إطلاق النار في غزة
أعلنت الولايات المتحدة الاثنين عن توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم مقترحا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس كشف عنه الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي، وحضت حماس على الموافقة على الاتفاق المقترح، في وقت ظهرت انقسامات بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الخطة المعلن عنها.
ووُزعت مسودة نص من صفحة واحدة على المجلس المؤلف من 15 عضوا. ويحتاج إقرار المشروع تأييد تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام أي من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض.
ويدعو مشروع القرار حماس إلى قبول الاتفاق و”التنفيذ الكامل لبنوده دون إبطاء أو شروط”. كما “يشدد على أهمية التزام الأطراف بشروط الاتفاق بمجرد الاتفاق عليه بهدف التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية”.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن “العديد من القادة والحكومات، بما في ذلك في المنطقة، أيدوا هذه الخطة”.
ومشروع القرار “يرحب بالاتفاق الجديد الذي أُعلن عنه في 31 مايو، ويدعو حماس إلى قبوله بالكامل وتنفيذ شروطه دون تأخير أو شروط”.
وعرض بايدن الجمعة ما وصفه بأنه خطة إسرائيلية لإنهاء النزاع الدامي في غزة على ثلاث مراحل تتضمن وقفا لإطلاق النار وتحرير جميع الرهائن وإعادة إعمار الأراضي الفلسطينية المدمرة دون وجود حماس في السلطة.
لكن الانقسامات ظهرت بين الحليفين بايدن ونتنياهو عندما أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الحرب في غزة ستستمر حتى يتم تحقيق جميع “أهداف” إسرائيل، بما في ذلك تدمير قدرات حماس العسكرية.
وعلى وقع تهديدات من حلفائه بتفكيك الحكومة، قال نتنياهو الاثنين إن الادعاء بأن مجلس الحرب وافق على وقف إطلاق النار دون تحقيق شروطه ليس صحيحا.
وأضاف أنه لن يستعرض تفاصيل الصفقة، وأن ما عرضه الرئيس الأميركي ليس دقيقا، قائلا إن هناك تفاصيل لم تكشف.
وتساءلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مدى تنسيق خطاب بايدن مع فريق نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار إضافة إلى بعض التفاصيل الهامة مثل مدة أي هدنة وعدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم ومتى.
وفي وقت سابق الاثنين، قال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال محادثة هاتفية، إن حماس هي العقبة الوحيدة أمام اتفاق هدنة مع إسرائيل في غزة، وحضّه على الضغط على الحركة لقبوله، وفق البيت الأبيض.
وفي حين حثت الولايات المتحدة إسرائيل على قبول المقترح وقالت إنه يحقق لها مكاسب أمنية، ردت تل أبيب بتصريحات متضاربة ولم تعلن بعد قبولها بالاتفاق المطروح.
وفي المقابل، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأفكار التي عرضها بايدن إطارا عاما، وأكدت ضرورة التوصل لاتفاق كامل يتضمن وقفا لإطلاق النار، وانسحابا إسرائيليا، وإغاثة وإعمار قطاع غزة.
وفي غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مقترح وقف إطلاق النار بغزة الذي أعلنه بايدن الجمعة “إسرائيلي”، وإنها تأمل أن يتم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل إذا قبلته حماس، وذلك في تصريح لمتحدث الوزارة ماثيو ميلر، الاثنين، خلال تقييم آخر التطورات فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة خلال مؤتمره الصحفي اليومي.
وتطرق ميلر إلى انتقادات الحكومة الإسرائيلية بأن اقتراح وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل “لا يتطابق تماما مع اقتراح إسرائيل”، مبينا أن هذه التقييمات غير صحيحة.
وأضاف “هذا الاقتراح هو المسودة التي طورتها (إسرائيل) نتيجة للمشاورات مع الولايات المتحدة وقطر ومصر، لكنه في النهاية اقتراح إسرائيلي”، مؤكدا أن بايدن أعلن اقتراح وقف إطلاق النار بكل وضوح للرأي العام العالمي.
ولفت المتحدث إلى أنه “لا توجد ثغرات في مسودة وقف إطلاق النار المعلنة، وأن بايدن بطبيعة الحال لم يكشف عن كل تفاصيل اقتراح وقف إطلاق النار، لكنه شارك المعلومات الأساسية بوضوح”.
وأفاد ميلر في حديثه أنه في حال قبول حماس للاقتراح المطروح، فإنهم يتوقعون تنفيذ خطة وقف إطلاق النار بالكامل، وأنهم على اتصال دائم مع الجانب الإسرائيلي بشأن هذه القضية.
وأكد أن “الشيء الوحيد الذي يقف في طريق وقف فوري لإطلاق النار اليوم هو حماس”، مضيفا أن واشنطن تأمل أن تقبل حماس بمقترح الاتفاق، وأن قطر ومصر تساعدان بهذا الصدد.
وقبل إعلان بايدن الجمعة عن المقترح الجديد، كانت الجزائر قد تقدمت الأسبوع الماضي بمشروع قرار أمام مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح، مستندة إلى حكم صادر عن محكمة العدل الدولية.
واعتبرت واشنطن حينها أن مشروع قرار الجزائر لن يكون مفيدا، قائلة إن مفاوضات مباشرة على الأرض أمر ضروري للتوصل إلى هدنة.
ولم يحدد مجلس الأمن موعدا للتصويت على أي من مشروعي القرار.
ويبذل مجلس الأمن الدولي جهودا للوصول إلى صوت موحد منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر وما أعقبه من رد إسرائيلي انتقامي.
وبعد تمريره قرارين يركزان على الحاجة إلى إدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة، أقر مجلس الأمن في مارس مشروع قرار يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، وهو النداء الذي تجاهلته الولايات المتحدة مرات عدة قبل ذلك.
لكن واشنطن التي شعرت بإحباط متزايد إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، سمحت أخيرا بتمرير هذا القرار بالامتناع عن التصويت.