فدية “رقمية” للإفراج عن مغاربة تايلاند
تفاصيل جديدة عن معسكر “وادي جهنم” وميلشيات تماطل في إطلاق سراح خمسة آخرين
قادت مفاوضات أجرتها منظمات دولية إلى الإفراج عن مغربي مختطف، لدى ميلشيات مسلحة في معسكر يقع في الحدود بين تايلاند وميانمار، بعد تسديد أسرته مبلغ ثمانية ملايين، تم تحويلها إلى عملات رقمية، في الوقت الذي ينتظر أن تفرج العصابات نفسها عن خمسة مغاربة آخرين.
وحسب معلومات، حصلت عليها “أخبارنا الجالية”، فإن الميليشيات المسلحة أفرجت عن أحد المختطفين، الذي استقبلته منظمة إنسانية، تحمل اسم “غلوبال أدفانس بروجيكتس”، التي تنشط في مجال محاربة الاتجار بالبشر، وهو يخضع للرعاية الصحية والنفسية، في انتظار التنسيق مع السلطات الأمنية لعودته إلى المغرب.
وتوصل الخاطفون بالفدية بطريقة معقدة، إذ حولت أسرة المختطف إلى حساب أخيه البنكي مبلغ ثمانية آلاف دولار بطريقة نقدية عادية، ثم حولها إلى حساب صديق له في أوربا، ومن ثم تم تحويل الفدية إلى العملة الرقمية للخاطفين.
وتنتظر أسر أخرى الإفراج عن خمسة مغاربة مختطفين تم دفع فديتهم المالية التي تقدر ب 8000 دولار أمريكي لكل مخطوف، علما أن الخاطفين أوهموا المنظمات الإنسانية بتحريرهم، ما رجح أن الميليشيات لجأت إلى المراوغة، لتفادي وقوع أفرادها في قبضة رجال الأمن التايلانديين، خاصة أنهم مبحوث عنهم في قضايا تتعلق بالنصب والاحتيال والخطف والتعذيب، بعد أن كشف عدد من المحتجزين تعرضهم لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، حتى أصيب بعضهم بعدة كسور في أجسادهم، استدعت نقلهم إلى مراكز صحية تخضع لنفوذ العصابات.
ومازالت الميليشيات تحتجز عشرات الشباب المغاربة، وتجبرهم على العمل ضمن شبكات احتيال إلكترونية وتحتجزهم بمعسكر يطلق عليه اسم “طاي شانغ بولاية كارين”، ويلقب ب”وادي جهنم”، بالمقابل مازالت الأبحاث جارية لتحديد هوية الوسطاء المشاركين في استقطاب الضحايا، إذ تشير بعض المعلومات إلى أن عمليات التجنيد بدأت من المغرب بواسطة وسطاء، بهدف تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب، الذين يتولون في ما بعد إدارة عمليات الاحتيال والنصب عبر ملفات تعريف مزيفة، ومواقع للقمار والابتزاز، عن طريق تهديدات بانتهاك الخصوصية.
ويقدر عدد الضحايا المختطفين بحوالي 158 مغربيا، بينهم أشخاص لا يرغبون في العودة للمغرب لأنهم مطلوبون للعدالة، أو لأنهم يحصلون على مبالغ مهمة، مقابل الخدمات المعلوماتية التي يقدمونها عن طريق العمل في التجارة الإلكترونية، أو عبر استدراج أشخاص آخرين للعمل أمام الحاسوب لساعات قد تصل إلى 17 ساعة في اليوم.
وكشفت معلومات من بعض أقارب المختطفين، أن المكان عبارة عن مستودع كبير، يضم عددا من الوحدات وبعض الملاهي أيضا، فضلا عن الكازينوهات حيث يقضي “المحظوظون” وقت فراغهم هناك، ويصرفون ما جنوه من أموال.