الحزب الاشتراكي ببلجيكا يستغل القضية الفلسطينية في الانتخابات لاستقطاب عطف الجالية المسلمة
حنان الفاتحي
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وحقن دماء الشعب الفلسطيني، يبدو أن أحمد لعوج كان لديه مآرب أخرى أراد أن يقتنصها، باستغلاله هذا الملف، لا سيما وأن شعبيته اهتزت بدرجة كبيرة، خلال الانتخابات البلجيكية لهذا الشهر.
أشار تقرير بصحيفة أخبارنا الجالية إلى أن العدوان الوحشي الذي يتعرض له قطاع غزة ، ألقى بظلاله على الانتخابات المحلية البلحيكية المزمع إجراؤها بداية الشهر الجاري.
وذكرت التقارير الأخيرة التي نشرتها صحيفة أخبارنا الجالية أن السياسيين في الحزب الاشتراكي البلجيكي بجهة بروكسيل و الذي يترأسه أحمد لعوج سارع إلى طرح “ورقة غزة” خلال حملاتهم الانتخابية، وسط تراجع ملحوظ في حدة خطاب الكراهية ضد العرب واللاجئين.
وأوضحت أن المكونات السياسية في بلجيكا انقسمت مع اقتراب موعد فتح صناديق الاقتراع، إلى استغلال مواضيع تثير اهتمام الجالية المسلمة ، لكسب عطفها و استدراجها في مواقف الحزب الاشتراكي و ذلك بطرح مواضيع ليس لها اي علاقة بالانتخابات البلجيكية كالحرب الفلسطينية و الصحراء المغربية .
و يبدو أن المرشحين في الحزب الاشتراكي البلجيكي و الذي أصبح حزبا مغربيا بجميع مكوناته حيث يضم ازيد من 60 % من المغاربة يحسون بخطر فقدان مقاعدهم داخل البرلمان و في المؤسسات التشريعية بعدما تبين انهم يستغلون الجالية المسلمة و خصوصا المغربية في مصالحهم الانتخابية و يختفون مباشرة بعد انتهاء الانتخابات.
و في هذا السياق، يرى الباحث في قضايا الجالية يوسف لفرج، أن احمد لعوج سعى إلى استغلال قضية غزة من أجل استقطاب الأصوات المحافظة في بروكسيل، لافتا إلى أن “القضايا الخارجية الحساسة بالنسبة للجالية المسلمة أصبحت تحظى بشكل متزايد بجانب كبير من الاستثمار السياسي الداخلي لدى مختلف الأحزاب السياسية خصوصا في الفترات التي يكون فيها انتخابات”.
وأضاف في حديثه لـ”أخبارنا الجالية “، أن “هناك انعكاسات للحرب في غزة على سياق الانتخابات البلجيكية و خصوصا عند الحزب الاشتراكي لأن غزة كانت حاضرة النقاش السياسي الداخلي المرتبط بالانتخابات”، مستدركا بالقول: “لكن هذه الانعكاسات تبقى محدودة مقارنة بالعوامل الأخرى الأكثر تأثيرا على الناخب البلجيكي”.
وفي المقابل، يرى الباحث المختص بالهجرة يوسف لفرج، أن “الجالية المغربية تهتم بالملفات الخارجية ولكن يهتمون أكثر بتخفيض معاناتهم اليومية في المدينة التي يعيشون بها من موضوع الحلال و الحجاب و غلاء المعيشة و ارتفاع فاتورات الغاز والكهرباء والمشاكل الخدمية الاخرى”.
وأوضح في حديثه لـ”أخبارنا الجالية”، أن “هذه الانتخابات هي انتخابات خدمية والشعب البلجيكي سيختار من يخدمه بشكل أفضل بغض النظر عن سلوكه اتجاه الملفات الخارجية إن كان ملف غزة أو ملف الصحراء المغربية على سبيل المثال”.