هزيمة برلمانية للحزب الحاكم في جنوب افريقيا تنعكس على دعم البوليساريو
تشير النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية الى هزيمة متوقعة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم فيما يعتقد ان الهزيمة ستكون لها تداعياتها على السياسة الخارجية لجنوب افريقيا خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية ودعم جبهة بوليساريو وربما لما يحدث في قطاع غزة والعلاقة الموترة مع إسرائيل.
ويشير جميع المراقبين ان الأحزاب تسير صوب تشكيل ائتلاف حكومي، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وذلك عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وبعد فرز نحو 52 % من الأصوات، حصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم على 41.93 % من الأصوات، صباح اليوم الجمعة، بحسب لجنة الانتخابات الوطنية.
وتعني هذه النتائج الأولية خسارة واسعة النطاق بواقع نحو 15 نقطة مئوية للحزب الحاكم الذي حصل على 57.5 % من الأصوات في الانتخابات السابقة، عام .2019 وحال ظلت نتائج الحزب دون حاجز الـ 50%، وهو المرجح الآن، فسوف يضطر إلى تشكيل ائتلاف. وكان الزعيم الراحل نيسلون مانديلا عضوا بحزب المؤتمر الأفريقي الحاكم.
ومن المنتظر ان تتغير على وقع النتائج الانتخابية والتحالفات القادمة نظرة بريتوريا للعديد من الملفات خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية حيث تسبب موقف حزب المؤتمر الوطني الافريقي غير المفهوم وغير المتوازن في الملف في توتير العلاقة مع المغرب.
ويعتقد ان النظرة المحدودة للحزب الحاكم في ملف الصحراء والدعم غير المبرر للبوليساريو على حساب تعكير العلاقات مع الرباط من بين أسباب تراجع شعبية الحزب الذي فوت على بريتوريا شراكة هامة مع دولة افريقية قوية ورائدة مثل المغرب.
ولعبت جنوب افريقيا دورا سلبيا للغاية في إبقاء ضجيج النزاع المفتعل في الصحراء المغربية من قبل جبهة بوليساريو ودفعت نحو تقويض جهود الحل السلمي للنزاع. كما تقود إلى جانب الجزائر حملة ممنهجة في الاتحاد الافريقي معادية للمغرب ووحدة أراضيه وعملت طوال سنوات على توفير الغطاء السياسي للجبهة الانفصالية ومحاولة الترويج لها إقليميا ودوليا كحركة تحرر وطني بينما تواجه الأخيرة حالة عزلة تزداد تفاقما مع تواتر الاعترافات الدولية والإقليمية بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة سبيلا وحيدا ومنطقيا لحل النزاع المفتعل.
وجنوب افريقيا من الدول القلائل التي لا تزال تدعم الطرح الانفصالي تحت عنوان تقرير المصير الذي تفتت على ضوء انكشاف طبيعة جبهة بوليساريو الإرهابية وممارساتها الميليشاوية وبطلان ادعاءات التحرير الوطني.
وانتقدت الرباط مرارا موقف جنوب افريقيا من ملف الصحراء حيث تعتبر بريتوريا من العواصم القليلة الداعمة لجبهة بوليساريو إضافة للجزائر حيق يقول المسؤولون المغاربة على غرار مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال أن “نظرة بريتوريا كانت وتظل سامة لهذه القضية”.
وبسبب موقف حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم تضررت مصالح بريتوريا في المغرب وعلى المستوى الدولي في حين يرى مراقبون ان النتائج الانتخابية الأخيرة فرصة لإعادة النظر في تلك المواقف ما سيفتح وفق ذلك شراكة واسعة بين البلدين في مختلف المجالات على غرار المثال الاسباني.
كما يعتقد ان النتائج ستكون لها تداعيات على موقف بريتوريا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غزة رغم ان القادة السياسيون في هذا البلد الافريقي متفقون على دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وكانت جنوب افريقيا قدمت شكوى في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل ما أدى لتوتير العلاقة مع تل أبيب.
وعلى مدار الأعوام الثلاثين الماضية، منذ بداية الديمقراطية في 1994، كان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يفوز بأغلبية مطلقة ليتولى، بمفرده، مقاليد الحكم في أقوى اقتصاد بالقارة.
وأظهرت النتائج الأولية حصول حزب التحالف الديمقراطي على 23.43 %، بينما حصل حزب أومكونتو وي سيزوي الذي أسسه الرئيس السابق جاكوب زوما قبل ستة أشهر فقط، على 10.58 %.، وحزب مقاتلي الحرية الاقتصادية على 9.78 %