إسرائيل تعتذر للمغرب عن خريطة مبتورة من صحرائه
قدمت إسرائيل رسميا اعتذارا للمغرب بعد ظهور خريطة وراء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حوار تلفزي مع قناتين فرنسيتين، تظهر المملكة المغربية مبتورة من صحرائها، في أمر وصفته الخارجية الإسرائيلية بأنه خطأ غير مقصود.
واثارت هذه الواقعة التي سارعت تل أبيب لاحتوائها، غضب المغاربة الذين اعتبروا أن نتنياهو تعمد استفزاز المغرب بسبب موقفه المناصر للقضية الفلسطينية وبسبب تضامنه مع غزة التي تتعرض لحرب إبادة.
وقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية حسن كعيبة للعاهل المغربي الملك محمد السادس والشعب المغربي اعتذار الحكومة الإسرائيلية عن “الخطأ غير المقصود” في الحوار التلفزي.
وقال كعيبة “بسبب خطأ غير مقصود تم إثارة ضجة إعلامية كبيرة بخصوص خارطة استعملها السيد بنيامين نتنياهو تظهر فيها خارطة المغرب مبتورة عن صحرائها” مضيفا “أقدم توضيحا لجلالة الملك محمد السادس وشعبه العزيز وحكومته الموقرة قائلا: المغرب في صحرائه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها”.
ووصف ما حصل بأنه خطأ تقني مضيفا “إسرائيل والمغرب ‘خاوه خاوه’ ولن نتراجع عن اعترافنا التاريخي بمغربية الصحراء”.
وتحدث نتنياهو عن الصراع في قطاع غزة وكل منطقة الشرق الأوسط وذلك في حوار صحفي بالقناتين الفرنسيتين “إل سي إي” و”تي إف 1″ الخميس حيث اظهر خريطة تظهر المغرب مبتورا عن صحرائه ما اثار حملة انتقادات واسعة بين المغاربة تفطن لها الجانب الرسمي في إسرائيل.
وتكررت مثل هذه المشاهد بعض ان عرض نتنياهو في أكتوبر الماضي خريطة على رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني تظهر كذلك خريطة للمغرب مبتورة من صحرائه ما اثار كذلك غضب المغاربة.
ونفت وزارة الخارجية الإسرائيلية حينها كذلك وجود أي تغيير في الموقف الرسمي الإسرائيلي تجاه سيادة الرباط على إقليم الصحراء مؤكدة أن الامر لن تكون له تداعيات على العلاقات الثنائية.
ويعتقد مراقبون أن الخطأ غير مقصود حيث من غير المتوقع أن يثير نتنياهو بشكل مجاني غضب المغرب الذي تجمعه به علاقات متينة في حين انه يواجه انتقادات واسعة بسبب الحرب في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل أعلنت في رسالة وجهها نتنياهو للعاهل المغربي في يوليو الماضي الاعتراف بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي مؤكدا أنه “سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”.
لكن إسرائيل ربطت حينها قرار اعترافها بسيادة المغرب على منطقة الصحراء المغربية باستضافة الرباط قمة النقب الثانية.
واكد انه ” سيتم إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية”.
ونصت الرسالة ان إسرائيل تدرس فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة في إطار الاعتراف بمغربية الصحراء.
ورفع المغرب مستوى العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، بتشجيع من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء التي تطالب بها جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر كدولة مستقلة.
وعقد المغرب منذ توقيع معاهدة السلام العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات بما فيها العسكرية والاقتصادية وهو ما اثار حفيظة الجزائر.