واشنطن: المغرب سيظل مهد مناورات الأسد الأفريقي

ماموني

تعكس مناورات الأسد الأفريقي عمق الشراكة الإستراتيجية التي تربط بين المغرب والولايات المتحدة، لاسيما في البعد الأمني، ويؤكد المسؤولون العسكريون الأميركيون أن المملكة ستظل دائما مهدا لهذا التمرين الضخم متعدد الجنسيات.

قال الجيش الأميركي إن المغرب سيظل مهد مناورات الأسد الأفريقي، في تأكيد جديد على عمق العلاقات التي تربط بين البلدين.

وانطلقت في المغرب الاثنين المناورات العسكرية “الأسد الأفريقي 2024“، والتي ستستمر إلى غاية 31 من الشهر الجاري، بشراكة مع الجيش الأميركي، ومشاركة قوات تمثل العديد من الدول الحليفة والصديقة للرباط وواشنطن.

وبحسب بيان رسمي للقوات المسلحة الملكية، سيسهم التمرين في تعزيز قابلية التشغيل المشترك العملياتي، والتقني والإجرائي بين الجيوش المشاركة.

وتنفيذا لتعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ستعرف المناورات واسعة النطاق مشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة من حوالي عشرين دولة بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك على مستوى بنجرير، وأغادير، وطانطان، وأقا، وتفنيت.

وخلال حفل الافتتاح الرسمي لمناورات “الأسد الأفريقي”، قال الجنرال تودر واسموند، القائد العام لقوة المهام الخاصة بجنوب أوروبا التابعة للجيش الأميركي في أفريقيا، إن “المغرب سيظل دائما مهد تمرين الأسد الأفريقي كأكبر تمرين متعدد الجنسيات يجرى في القارة الأفريقية، وليس هناك ما يعادله، بوصف المملكة شريكا إستراتيجيا حاسما للقوات المسلحة الأميركية، لتشكيل مستقبلنا المشترك، ويظل تمسكنا بتنظيم هذه العملية ثابتا، متمنيا أن نستمر سنوات عدة، مرارا وتكرارا، هنا في المغرب”.

وقال هشام معتضد الأكاديمي والباحث في الشؤون الإستراتيجية في تصريحات له إن النسخة العشرين من مناورات الأسد الأفريقي تترجم عمق التعاون الإستراتيجي الذي يجمع المغرب بالولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالتعاون الأمني والدفاع عن المصالح المشتركة والمحاور الحيوية المتعلقة بالأمن القومي للبلدين، مشيرا إلى أن اختيار المغرب كشريك أساسي ومتميز لمناورات الأسد الأفريقي، له دلالات سياسية وجيوستراتيجية، وهو اعتراف بالمغرب كمنصة صلبة للاستقرار في المنطقة وعامل فعَّال في نشر السلم على مستوى منطقة الساحل والصحراء.

وتؤكد الدورة العشرون، حسب بلاغ القوات المسلحة الملكية، استدامة التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأميركية، انسجاما مع الروابط التاريخية المتينة القائمة بين البلدين.

وشدد اللواء ويليام ويلكرسون عن الجيش الأميركي، بقيادة المنطقة الجنوبية بأغادير، جنوبا، أن “تمرين الأسد الأفريقي لا يزال يمثل التمرين الأول متعدد الجنسيات في أفريقيا ويساعدنا جميعا على تعزيز التبادل من خلال التعاون وتبادل الأفكار”.

ويرى الباحث المغربي أن “احتضان المملكة لتمرين الأسد الأفريقي إلى جانب توسيع مجال التعاون إلى مستوى الأكاديميات العسكرية والتعليم العسكري العالي، يعكس الرؤية الإستراتيجية للمملكة في توحيد الجهود على المستوى الإقليمي والقاري من أجل تجاوز التحديات المشتركة وكسب الرهانات المتجددة، خاصة في ظل التطورات التي يشهدها الفضاء الأفريقي”.

وفي سياق متصل بالعلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة، بحث الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية الاثنين بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، مع مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي سيليست والاندر متانة واستدامة الروابط المتميزة والشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين.

وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن المسؤولين عبّرا عن ارتياحهما لحصيلة التعاون العسكري الثنائي، وذلك على هامش انعقاد الدورة الـ13 للجنة الاستشارية للدفاع، وهي حصيلة إيجابية تترجمها الإنجازات الملموسة التي تغطي عدة مجالات، لاسيما إبرام اتفاقيات ومذكرة تفاهم، على مستوى التجهيزات واقتناء المعدات، والتكوين والتدريبات، بالإضافة إلى تنظيم مناورات مسلحة متعددة ومشتركة.

وعشية انطلاق مناورات الأسد الأفريقي خضع أكثر من 350 فردا من ضباط وضباط صف ينتمون إلى القوات المسلحة الملكية وإلى قوات بلدان شريكة بقيادة المنطقة الجنوبية بأغادير، لدورة تكوينية تهم مختلف المجالات العملياتية.

وبحسب الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب المنطقة الجنوبية،  تعنى الدورة  بـ“تحليل المعلومات الاستخبارية”، و“التخطيط البيني”، و“عمليات الاستهداف”، و“تخطيط الدعم والإسناد اللوجستي”، و“الأمن السيبراني”، و“إتقان اجراءات التخطيط للعمليات الخاصة”، إضافة إلى “تقنيات التواصل أثناء الأزمات”.

واعتبر الرائد ياسر الأصيلي الحليمي، في تصريحات صحفية أن “التمرين يعزز مفهوم الشراكة الإستراتيجية، ويقوّي أسس التواصل والتنسيق وتحسين استعدادنا من خلال عمل جماعي مع حلفائنا”، مؤكدا أن “التمرين يظهر التزام القوات المسلحة الملكية وشركائها في الحفاظ على السلم والأمن بالمنطقة”.

واستجابة للتطورات الأمنية والتهديدات الإرهابية التي تشهدها القارة الأفريقية والعالم شاركت القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة الملكية، قبل أيام في مناورات ”فلينتلوك” في كل من غانا وكوت ديفوار، إلى جانب قوات من 28 دولة أفريقية ومن “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة.

وأعلنت قيادة العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا أن هدف مناورات “فلينتلوك”، “تعزيز قدرة الدول الشريكة الرئيسية في المنطقة على مواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة، والتعاون عبر الحدود، وتوفير الأمن لشعوبها، وأن “المشاركة القوية للشركاء الأفارقة والدوليين تعكس الالتزام المتبادل بمكافحة الأنشطة الخبيثة والتطرف العنيف في جميع أنحاء منطقة الساحل وغرب أفريقيا”.

وسجل هشام معتضد، في تصريحات له أن  مشاركة القوات الخاصة المغربية في مناورات ” فلينتلوك” وتوسيع مجال التعاون العسكري مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأفريقية، تندرج في سياق تحسين القدرات لمواجهة التحديات التي تشهدها القارة الأفريقية بشكل عام، ومنطقة الساحل والصحراء بشكل خاص، والتي تحتم على مختلف المدارس العسكرية الأفريقية تكثيف الجهود وخلق فضاءات لتبادل الأفكار والتجارب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: