صادق الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، خلال جمعيته العمومية الـ74 التي انعقدت الجمعة في بانكوك بتايلاند، على تعديل يمنع انتقال أي لاعب من أي بلد ليس عضوا في الأمم المتحدة، في خطوة يرى مراقبون أنها تعني بالدرجة الأولى الجزائر التي تحاول إقحام ما أسمته منتخب “تندوف” أو “بوليساريو” في المسابقات القارية.
وتقطع هذه الخطوة الطريق أمام محاولات الجزائر إقحام ما أسمته منتخب “تندوف” أو “بوليساريو” في المسابقات القارية والدولية، وتفشل مساعيها في التسلل السياسي عبر ملاعب الكرة للتسويق لفريق الانفصاليين.
ويأتي قرار فيفا بعد نجاح المغرب قبل عامين في تعديل المادة الرابعة من النظام الأساسي للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي أغلق الطريق أمام عضوية الدول غير الأعضاء في الأمم المتحدة في الهيئات الدولية ذات الطبيعة الثقافية أو الرياضية أو غيرها، مع فشل وليد صادي رئيس “الفاف”، ضمن أشغال اجتماع الفيفا ببانكوك، في انتزاع مكسب رياضي بغطاء سياسي.
وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية، أن “هذا القرار سيضع حدا لكل المحاولات اليائسة للجزائر بإقحام منتخب تندوف أو بوليساريو في المسابقات القارية والدولية، خاصة وأنها كانت تراهن على المؤسسات والمنظمات الرياضية من أجل إيجاد موطئ قدم للرياضة للجمهورية الوهمية المتواجدة على أراضيها الجنوبية”.
وأوضح أن “الخطوة الجديدة لأعضاء ‘فيفا’، هي جواب صريح لبعض الفاعلين الدوليين الذين يحاولون إقحام البعد السياسي في الأنشطة الرياضية الكروية، ورد خاص على التلاعب السياسي الذي تتبناه الجزائر في أي تظاهرة كروية من أجل الحديث عن كيانات غير معترف بها والترويج لها والمتاجرة بها إعلاميا، كما تقطع بشكل كامل مع كل التصرفات التي حاولت الجزائر اعتمادها من أجل استغلال المنصات الكروية لـ’فيفا’ لتنفيذ أجندات سياسية محضة لا تحترم توجهات المنتظم الدولي والإطار الأممي والشرعية السياسية لمسار الدول المنضوية تحت مظلة الأمم المتحدة”.
ولفت هشام معتضد إلى أن “النظام الجزائري حاول في السنوات الأخيرة إقحام الشأن السياسي في المحطات الكروية القارية والدولية أو ربط أي منافسة رياضية قارية بقضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بالتشويش على مجريات المحادثات والاجتماعات”، معتبرا أنه “أقحم المجال الكروي لتصريف عداء سياسي، إضافة إلى التشكيك في إنجازات المغرب الرياضية والتشويش على عمله داخل الهيئات الرياضية الدولية والقارية”.
والعام الماضي أعلن ما يسمى سفير بوليساريو بالجزائر عبدالقادر طالب عمر عن التأسيس الرسمي للمنتخب الصحراوي لكرة القدم، مؤكدا أن “هذا ما سيفتح مرحلة جديدة للرياضة الصحراوية وسيجعلها تصل إلى أماكن مختلفة في العالم، كما سيمهد الطريق لكي تدخل الرياضة أو كرة القدم الصحراوية في المنافسات الدولية”.
النظام الجزائري حاول في السنوات الأخيرة إقحام الشأن السياسي في المحطات الكروية القارية والدولية
وسبق أن تداولت وسائل إعلام جزائرية صور وصول “الفريق الصحراوي” بوليساريو، إلى مطار هواري بومدين، واستقباله من طرف شخصيات سياسية ورياضية “صحراوية وجزائرية”، على رأسها ما يسمى سفير الجبهة بالجزائر، موضحة أن هذا الفريق سيجري مباريات مع فرق محلية على ملعب نيلسون مانديلا، بعد يوم واحد على المباراة النهائية لكأس أفريقيا للناشئين التي احتضنها الملعب ذاته.
وتترجم السلطات الجزائرية عداءها للمغرب عبر عدة آليات منها الرياضة، حيث سبق لها عدم الترخيص لطائرة المنتخب المغربي بالسفر إلى قسنطينة، للمشاركة في بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين “الشان”، إلى جانب الرسائل السياسية التي وجهها حفيد الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا خلال حفل افتتاح البطولة، ولاقت استهجانا كبيرا.
وأسست الجزائر منتخبا لمخيمات تندوف ووفرت له أزياء رياضية وأحذية، وأقحمت الفريق المصطنع من الانفصاليين بشكل رسمي في هيكلة كرة القدم القارية، وهو ما يصب في المشروع العدائي الذي تتزعمه الجزائر ضد المغرب، حيث إن النظام الجزائري قام بتوجيه فريق اتحاد العاصمة الجزائري للانسحاب في أبريل الماضي من مباراته ضد نهضة بركان، ضمن إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم.
واختار فريق اتحاد العاصمة عدم خوض مباراة الإياب وتكرار سيناريو الذهاب، وذلك احتجاجا على قميص فريق نهضة بركان الذي يحمل خارطة المملكة المغربية، حيث فضل النظام خسارة فريقه مباراة الذهاب بثلاثة أهداف دون رد بقرار من “كاف” بسبب أزمة القمصان، وقبلها انسحب منتخب الجزائر من البطولة العربية لكرة اليد المقامة بالمملكة، إضافة إلى إلغاء مشاركة المنتخب في المنافسة الأفريقية للجمباز.