استنفار أمني ليبي على الحدود الجزائرية لمكافحة التهريب والهجرة

أعلن جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التبعة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تكثيف الدوريات على خط الحدود مع الجزائر لمكافحة الجرائم العابرة للحدود بما فيها تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية، مضيفا أن تحرك الدورية سيكون تمشيطا واسطا لجميع المسالك بداية من  منفذ ‘إيسين’ مرورا بمواقع ‘تخرخوري’ و’إيماننغ’ وصولا إلى أناي و’تيلمسين’.

يأتي ذلك بعدما أعلنت قوة عسكرية متمركزة في طرابلس يوم الثلاثاء مقتل ثلاثة من أفرادها في اشتباكات مع مهربين وتجار مخدرات في الصحراء قرب الحدود مع الجزائر، موضحة أن الاشتباكات كانت محتدمة واستمرت لساعات، مضيفة أنها أحبطت تهريب كمية هائلة تقدر بنحو خمسة ملايين حبة مخدرة.

ونشرت ‘الكتيبة 680’ التابعة للواء 128 المُعزز على صفحتها على فيسبوك، لقطات تظهر دوريات في الصحراء وأكواما من صناديق الورق المقوى مع عينات من الحبوب البيضاء والحمراء فوقها، فيما أظهرت اللقطات اثنين ممن يُشتبه بأنهم مهربون جاثيين على ركبتيهما وأيديهما فوق رأسيهما ويحيط بهما مقاتلو اللواء.

وقالت إدارة الإعلام بوزارة الخارجية للصحفيين في رسالة إن ورشة عمل انعقدت في طرابلس خلال اليومين الماضيين، شارك فيها مسؤولون ومختصون وخبراء أمنيون من 26 دولة، توصلت إلى اتفاق على “زيادة التنسيق ومكافحة التهريب وتجفيف مصادر تمويله”.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة تسيير دوريات أمنية مكثفة في المناطق الصحراوية على طول الشريط الحدودي بين ليبيا والجزائر بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الحدودية ومنع عمليات التهريب التي تتم في المنطقة.

وتشهد مدينة غدامس القريبة من مثلث الحدود الليبي – التونسي الجزائري، حالات توتر أمني نتيجة موقعها الجغرافي والعمليات غير القانونية التي تحدث في هذا القاطع الحدودي المشترك بين الدول الثلاث.

وعرفت ليبيا خلال السنوات الأخيرة ظاهرة تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول الجوار الليبي وأصبحت بوابة العبور نحو أوروبا عبر رحلات بحرية خطيرة ولم تقتصر عمليات الهجرة عبر مياه المتوسط، بل ابتدع تُجار البشر طرقًا مميتةً أخرى عبر الصحراء لتحقيق مكاسب مالية هائلة من المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في الوصول إلى أوروبا ويستغل المهربون الفراغ الأمني في ليبيا منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.

وتطرقت القمة التشاورية الثلاثية التي استضافتها تونس في نهاية شهر أبريل وضمت الرئيس التونسي قيس سعيد وضيفيه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إلى الملفات التي تجمع الدول الثلاث، خاصة فيما يتعلق منها بالبعد الأمني والمتعلق بالهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة وتنمية المناطق الحدودية والاتفاق على تنسيق الجهود لتأمين الحدود المشتركة من أخطار وتبعات هذه الملفات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: