التلفزيون الجزائري يغيّب المهنية باستبدال علم المغرب في مباراة لفريقه
أثار التلفزيون الجزائري استنكارا واستهجانا واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو كشف منعه وضع علم المغرب في مباراة لفريق بلاده مع فريق ليبي، وهو الفعل الذي يتنافى مع المعايير الصحفية والمهنية لأي إعلام، خصوصا أن هذا التلفزيون الرسمي يمثل الدولة.
رفض التلفزيون الجزائري وضع علم المغرب في خانة العداد لإحدى مباريات بطولة اتحاد شمال أفريقيا التي تقام في الجزائر، ووضع بدلا منه علم تونس الذي كان من المقرر أن يواجه المنتخب الليبي، في فعلٍ غريب أثار موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وأجمعت التعليقات على أنه مناف للممارسة المهنية في الصحافة.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة تتضمن ما قام به التلفزيون الجزائري، وعلق ناشطون في موقع يوتيوب على الحادثة مشيرين إلى غياب الروح الرياضية والمهنية التي يجب على الإعلام أن يلتزم بها، وأكدوا أن مثل هذه الممارسات تخصم من رصيد التلفزيون الرسمي والإعلام الجزائري ولا تقلل بأي حال من الأحوال من شأن الفريق المغربي أو بلاده. وقال معلق:
user-jm6wc8sd4c@
والله العظيم كرههم لنا زادنا حبا ووحدة وطنية، شكرا لك يا جزائر.
وكتب آخر:
azizomha3087@
نظام العسكر جسد مريض يتألم في صمت، المملكة المغربية شوكة في حلقه إلى يوم الدين.
واعتبر معلق ثالث:
MustafaIboualatsen@
هذه الدولة يجب ألا تحتضن أي تظاهرة رياضية أو أي شيء آخر. وعليها أن تغلق حدودها وتعيش على أوهامها.
وذكر رابع:
abdellahboulal@
ما لا أفهمه لماذا لم يستطع الإعلام الجزائري عرض هذه البطولة على تلفزيونه واكتفى بيوتيوب.
كما اجتاحت التعليقات على الواقعة الغريبة والمثيرة للجدل والسخرية موقع إكس، حيث قال أحد الناشطين:
وتأتي هذه الحادثة بعد الضجة الكبيرة التي أثيرت حول قمصان فريق نهضة بركان المغربي، ضمن منافسات كأس الكونفيدرالية الأفريقية التي أقيمت في الجزائر، حيث قررت لجنة الأندية والمسابقات بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الأربعاء اعتبار نادي اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا بنتيجة 0 – 3 أمام نهضة بركان في ذهاب نصف نهائي المسابقة بعد أزمة القمصان. وأعلن بيان “كاف” أيضا إحالة الملف إلى لجنة الانضباط لعقوبات محتملة إضافية.
والأحد الماضي لم ينزل لاعبو نهضة بركان المغربي إلى أرض ملعب “5 جويلية” في العاصمة الجزائرية لمواجهة مضيفهم اتحاد العاصمة، حامل اللقب، لخوض ذهاب الدوري نصف النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. واعترض الفريق المغربي على حجز السلطات الجزائرية أمتعته في مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية، لتضمن القميص الرسمي للفريق خارطة المغرب مدمجة مع الصحراء المغربية.
وقبل ساعات من انطلاق المباراة راسل الاتحاد الأفريقي نظيره الجزائري من أجل السماح لنهضة بركان باستعادة قميصه واللعب به، بعد طعن الجزائريين في قرار سابق من لجنة الأندية الأفريقية التي أكدت أن قميص بركان معتمد وسبق له اللعب به خلال الأدوار السابقة من المسابقة. وتسببت الحادثة في جدل على مواقع التواصل، تحول في أحيان كثيرة إلى تبادل شتائم بين جماهير الفريقين ومواطني البلدين.
◙ التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تُجمع على غياب الروح الرياضية والمهنية التي يجب على الإعلام الجزائري الالتزام بها
وعلق الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي قائلا على حسابه في فيسبوك “تحية خاصة وخالصة لجمهور اتحاد الجزائر على سمو أخلاقه، ورقي تعامله، وكرم تفهمه، ووعيه بأن سيادة الشعب والوطن أولى وأهم من مباراة كرة مهما كانت أهميتها، الأهم والأجمل أن فريق نهضة بركان المغربي دخل وخرج من الملعب معززا مكرما دون أن يمسه سوء وسط أكثر من 60 ألف مناصر متحضر، وهذا من شيم شعبنا العظيم”.
ورد عليه المذيع والإعلامي الرياضي المغربي أمين السبتي “أن يدخل فريق نهضة بركان ملعبا ويخرج منه سالما فهذا ليس إنجازا، الأمر عادي وطبيعي لفريق جاء ليلعب مباراة في كرة القدم، العقلية الإجرامية وحدها تجعل البعض يعتبره كرما ورقيا.. فريق نهضة بركان لا يحتاج تضامنا أو منشورات، لا يحتاج دفاعاً طالما أنه لم يرتكب أي خطأ، مطلبه الوحيد والشرعي هو اللعب بقميصه المصادق عليه والذي صال وجال به طوال الموسم في دول مختلفة دون أي اعتراض، أما الخارطة فهي في قلب كل مغربي ومعروفة حدودها عند كل شريف دارس للتاريخ المؤرخ وليس المزور، فريق نهضة بركان له رجاله ومؤسسة أفريقية حمت حقوقه بمجرد عدم دخول الحكم إلى ساحة الملعب.. أقول لأبناء وبنات جلدتي لا تنساقوا إلى دعاوى الفتنة فقد أثبتت المواقف طينة أصحابها وتأثيرها على شعوب لا حول لها ولا قوة”.
وتشهد علاقات البلدين أزمة دبلوماسية متواصلة منذ أن قطعت الجزائر علاقاتها مع الرباط صيف العام 2021، بزعم اقتراف “أعمال عدائية” ضدها، في سياق نزاع تسعى فيه الجزائر إلى انفصال الصحراء المغربية.
وليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الجزائر إلى استعمال مثل هذه المناورات ضد الأندية والمنتخبات المغربية، إذ حرم المنتخب المغربي من المشاركة في كأس أفريقيا سنة 2023 بسبب رفض السلطات الجزائرية منح ترخيص لطائرة “الأسود” بالتوجه صوب الجارة الشرقية.
وسبق أن دعا وزير الاتصال الجزائري السابق محمد بوسليماني وسائل الإعلام الوطنية إلى التصدي للحملات العدائية التي تستهدف الجزائر من خلال تبني “منهج استباقي” دفاعا عن مصالح البلاد، في إشارة إلى ضعف إعلام بلاده في صناعة التأثير على الرأي العام داخليا وخارجيا.