رئيس السنغال المنتخب يفتتح عهده برسالة ثقة عالية في المغرب ورغبة في شراكة أوسع
مثل رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش اليوم الثلاثاء العاهل المغربي في مراسم تنصيب رئيس السنغال المنتخب باسيرو ديوماي فاي وذلك بدعوة شخصية كان قد وجهها للملك محمد السادس القائد الوحيد من خارج المنطقة الذي تلقى دعوة رسمية لحضور حفل التنصيب وأداء اليمين الدستورية، في خطوة تعكس عمق العلاقات بين البلدين والثقة العالية التي بات يحظى بها المغرب في فضائه الإقليمي والافريقي اعترافا بالدور الذي يلعبه لجهة دعم الاستقرار في المنطقة وبناء جسور التعاون بما يخدم المصالح الثنائية والعامة لشعوب القارة الافريقية.
ورافق أخنوش في الزيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة بتعليمات من العاهل المغربي، بينما يعكس هذا الحضور نيابة عن الملك محمد السادس مستوى العلاقات بين الرباط ودكار والشراكة الاستثنائية متعددة الأبعاد والتي تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والروحية.
ويحمل حضور الوفد المغربي ممثلا للملك محمد السادس في حفل تنصيب باسيرو ديوماي فاي، في توقيته ومضامينه رسالة ثقة عالية من رئيس السنغال المنتخب في المغرب شريكا فاعلا يمكن الرهان عليه في دعم جهود التنمية في البلد الافريقي الذي يتوق لتحقيق تنمية مستدامة والاستفادة من التجربة المغربية خاصة بعد مبادرة الأطلسي التي تتيح لدول الساحل الولوج للمحيط الأطلسي عبر بوابة المغرب.
ونجح المغرب في بناء علاقات شراكة متوازنة مع عمقه الافريقي من خلال مقاربة دبلوماسية هادئة قائمة على الدفع نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة والوقوف مسافة واحدة من كل الأطراف في المناطق التي تشهد أزمات والعمل على المساعدة في حل الأزمات عبر الحوار ومراعاة خصوصية مبدأ السيادة لكل دولة.
وجرت مراسم أداء اليمين وتنصيب الرئيس السنغالي الجديد على الخصوص، بحضور العديد من رؤساء الدول ورؤساء مفوضيات الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا.
وأصبح باسيرو ديوماي فاي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في جولتها الأولى التي جرت في 24 مارس الماضي، بنسبة 54.28 في المئة من الأصوات، متقدما بفارق كبير على المرشح أمادو با (35.79 في المئة)، خامس رئيس للسينغال، منذ استقلالها سنة 1960.
وتعهد فاي الذي أصبح الثلاثاء الرئيس الخامس للسنغال بعد صعود سريع، إجراء “تغيير منهجي” على رأس الدولة و”مزيد من السيادة” فضلا عن التهدئة بعد سنوات من الاضطرابات.
وأدى الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام مئات المسؤولين السنغاليين والعديد من رؤساء الدول والقادة الأفارقة في مركز المعارض في مدينة ديامنياديو الجديدة، بالقرب من دكار، متعهدا بالدفاع عن “وحدة الأراضي والاستقلال الوطني، وعدم ادخار أي جهد لتحقيق الوحدة الأفريقية”.
وأصبح فاي (44 عاما) الذي لم يشغل أي منصب منتخب من قبل، أصغر رئيس للدولة الواقعة في غرب إفريقيا منذ الاستقلال في عام 1960.
وفي كلمة مقتضبة بعد أداء القسم، قال فاي إنه “يدرك” أن فوزه الكبير في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 24 مارس ينم عن “رغبة عميقة في التغيير المنهجي”، مضيفا أن “السنغال تحت قيادتي ستكون بلد الأمل، بلدا هادئا يتمتع بالقضاء المستقل والديمقراطية المعززة”.
ويخلف فاي لمدة خمس سنوات ماكي سال (62 عاما) الذي قاد البلاد البالغ عدد سكانها 18 مليون نسمة لمدة 12 عاما وحافظ على علاقات متينة مع الغرب وفرنسا مع تنويع الشراكات.
وقال إنه سمع “بوضوح صوت النخب الصريحة التي تعبر بصوت عال وقوي عن تطلعنا لمزيد من السيادة والتنمية والرفاه” في أفريقيا، مؤكدا مجددا للشركاء الأجانب “انفتاح السنغال على تبادلات تحترم سيادتنا وتتوافق مع تطلعات شعبنا في شراكة مربحة للجانبين”.
كما أشار إلى حجم التحديات الأمنية التي تواجه العديد من البلدان الأفريقية والتي “تتطلب منا المزيد من التضامن”.
ويمثل هذا التناوب على السلطة عبر صناديق الاقتراع، وهو الثالث في تاريخ السنغال، نهاية التحدي الذي امتد لثلاث سنوات بين سال والثنائي الفائز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 24 مارس، أي فاي وعثمان سونكو الذي حالت السلطات دون ترشحه للانتخابات وكان حاضراً في الصفوف الأمامية الثلاثاء.