إيطاليا تثمن حجم التطور في المغرب تحت رعاية الملك محمد السادس
أشاد نائب وزير الشؤون الخارجية الإيطالي، إدموندو سيريلي بما وصله المغرب من تقدم واستقرار بفضل القيادة المتبصرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس بينما تشهد العلاقات المغربية الإيطالية تطورا هاما في مختلف المجالات.
وشدد سيريلي خلال لقاء بروما الخميس حول موضوع “البحر الأبيض المتوسط أمام التحديات الجديدة”، نظمته “مؤسسة كالابريا-روما-أوروبا”، بالتعاون مع بلدية روما وسفارة المغرب بإيطاليا، أنه بفضل قيادة الملك محمد السادس ينعم المغرب بالاستقرار والتقدم.
ونتيجة للإنجازات التي حققها المغرب في أكثر من مجال أشار المسؤول إلى أن إيطاليا تعتبر المغرب “شريكا استثنائيا في جميع المجالات” مؤكدا أن جودة هذه الشراكة شجعت العديد من المقاولات الإيطالية على الاستقرار بالمملكة في إطار تدويل أنشطتها، وحفزت اختيار المغرب من بين الدول ذات الأولوية للاستفادة من خطة ماتيي.
وكانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني أعلنت عن خطة استثمار بمليارات الدولارات لتوسيع تأثير روما في البلدان الإفريقية، بهدف الحد من الهجرة غير النظامية.
وعلى ضوء هذه الخطة تعززت العلاقات المغربية الإيطالية حيث قال رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش خلال مشاركته بداية العام الحالي في قمة “إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك” بروما ان الجانب الإيطالي مهتم بالاستثمار في بلاده خاصة في مجال الطاقات المتجددة.
وأضاف سيريلي أن “الاختيار وقع على المغرب لأنه بلد يتمتع بمستوى كبير من التنمية ولأنه يمتلك الإمكانيات اللازمة للاضطلاع بدور القاطرة والنموذج للدول الأخرى”.
بدوره ثمن رئيس هيئة ميناء جيويا تاورو، الأميرال أندريا أغوستينيلي أهمية ميناء طنجة المتوسط بصفته “صرحا هيكليا هاما” مشيرا إلى أن هذا المستوى “تم بلوغه بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس الذي أدرك أهمية الموقع الاستراتيجي للمغرب في مجال الربط البحري، من خلال تزويده بميناء تمكن من احتلال الصدارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.
وأوضح الأميرال الايطالي أن نجاح طنجة المتوسط يكمن في تصميمه كمشروع متكامل ونظام بيئي يجمع بين الميناء والخدمات اللوجستية الصناعية مؤكدا أن هذه البنية التحتية يمكن أن تكون بمثابة نموذج لإيطاليا.
من جهته، أكد سفير المغرب بروما، يوسف بلا أنه “بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس جعل المغرب من البحر الأبيض المتوسط أحد محددات سياسته الخارجية، مما سمح له بمواجهة عدة تحديات، بتبني مقاربة استباقية وعملية” مؤكدا أن “البحر الأبيض المتوسط يواجه تحديات ذات طبيعة مختلفة، لا سيما المناخ والطاقة والغذاء والأمن، وهو ما يؤكد أهميته كمنطقة تقارب استراتيجي تتطلب تعاونا دوليا وثيقا”.
وشدد على انه “من أجل مواجهة هذه التحديات، بنى المغرب عمله على مبادئ توجيهية تمليها الأولويات الوطنية والتعاون الإقليمي والمتعدد الأطراف ” قائلا ان “بلاده تحظى بتقدير واسع النطاق لجهودها في مكافحة التطرف، ولا سيما استراتيجيتها التي تشمل مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد، والتي أثبتت فعاليتها وتعتمد الآن كنموذج للعديد من الدول”.
وشدد السفير على أن “المغرب يتميز بتعاونه الإقليمي النموذجي في مجال التنقل والهجرة ويعتبر شريكا ذا مصداقية، ويدافع عن مبادئ التضامن والمسؤولية المشتركة في التعاون في مجال الهجرة.” مشيرا الى أن ” الرباط شرعت في بناء مينائي الناظور غرب المتوسط الجديد، والداخلة الأطلسي، اللذين سيعززان مع طنجة المتوسط قدرة البلاد على تقوية مكانتها كقطب بحري رئيسي”.
وتحدث عن المبادرة الأطلسية للعاهل المغربي والتي تهدف إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى البحر، في رؤية أوسع للفضاء المتوسط قائلا “أن إيطاليا والمغرب، من خلال العمل معا، لديهما القدرة ليس فقط على مواجهة التحديات الحالية في البحر الأبيض المتوسط، ولكن أيضا لتعزيز علاقاتهما الثنائية والمساهمة في استقرار وازدهار جوارهما، مع العمل على جعل البحر الأبيض المتوسط فضاء للسلام والرخاء والتعاون”.
ويمكن وفق متابعين أن تكون العلاقات المتميزة بين المغرب وإيطاليا نموذجا يحتذى به في المنطقة لتعزيز الاستقرار والنمو.