تشكل المقاهي خلال شهر رمضان، ملاذا بالنسبة إلى الجالية المغربية مدينة بروكسيل للترفيه عن النفس كل يوم بعد أداء صلاتي العشاء والتراويح.
بروكسيل – تتسم الأجواء الليلية في شهر رمضان الكريم ببروكسيل بطابع خاص حيث يفضل غالبية مغاربة بروكسيل الترويح عن النفس خارج جدران المنازل فيقصدون المقاهي المنتشرة في كل أنحاء المدينة التي يجدون فيها ضالتهم.
وتعتبر المقاهي على اختلاف أنواعها ومستوياتها، ملاذا حيويا، ومتنفسا يلجأ إليه الناس بعد وجبة الإفطار، وتصل ذروتها بعد أداء صلاة العشاء والتراويح، حيث يزداد الإقبال عليها بتوافد الأشخاص فرادى أو في جماعات لتضفي هذه الفضاءات إلى جانب المساحات الخضراء المتواجدة بالعاصمة الأوروبية والتي تغص بدورها بالمتنزهين، سحرا وجمالية على السمر الليلي برمضان.
وتتحول المقاهي خلال هذا الشهر الفضيل إلى مجالس يغتنمها روادها لتجاذب أطراف الحديث ، أو مناقشة بعض القضايا التي تهم المجتمع وغيرها من المواضيع الثقافية والفكرية، فتصبح كخلية نحل من كثرة توافد الزبناء الباحثين عن فسحة لتغيير الأجواء الروتينية للعمل داخل المؤسسات والمنازل خلال النهار، حتى إن بعضا منها تكون مكتظة ويصعب وجود ممرات بداخلها.
فالمقاهي بمدينة بروكسيل وغيرها من مدن التي تعرف تواجدا مهما للجالية المغربية ، تجسد في هذا الشهر أماكن تحمل في طياتها الكثير من الرمزية الأسرية، والاجتماعية والثقافية. كما أن طبيعة الجو تزيد من درجة اكتظاظها خصوصا كلما كان الجو باردا، بحيث يتكاثر الرواد على الجلوس داخل المقاهي التي تصبح أكثر شعبية ومحجا للمئات من المواطنين الذين يقضون لحظات مغايرة للأجواء التي تعيشها المقاهي في الأيام العادية.
وأبرز هشام صاحب مقهى تطوان وسط مدينة بروكسيل، في تصريح لأخبارنا الجالية، أن المقاهي بمدينة بروكسيل تكتسي طابعا خاصا خلال ليالي رمضان؛ فهي تستقبل أعدادا كبيرة بالرغم من ساعات العمل القليلة على خلاف الأيام العادية.
وأشار إلى أن مدينة بروكسيل تعتبر الوجهة السياحية الأولى بالمملكة البلجيكية والتي يطبعها سحر خاص طيلة ليالي رمضان، تتميز بنوعين من المقاهي، فهناك المقاهي العصرية التي تتواجد وسط المدينة والتي تعرف اكتظاظا من طرف المواطنين منذ وقت الإفطار إلى ساعة متأخرة من الليل، ثم المقاهي التقليدية بشارع سطالين غراد و موريس لومونيي والتي تشهد بدورها إقبالا كبيرا خاصة من طرف الجالية المغربية، الذين يستمتعون بدورهم بالأجواء الليلية الرمضانية، وينعشون الحركة الاقتصادية لهذه المقاهي.
ولفت إلى أن الأسبوع الأول من الشهر الفضيل ، شهد توافد عدد كبير من المغاربة والسياح من جنسيات مختلفة، مما أضفى لمسة إضافية على الأجواء التي تعيشها هذه الفضاءات ليلا.
من جهته، اكد اسامة مسير مقهى تطوان ، إن الأجواء التي تسود المقاهي خلال ليالي شهر رمضان تكون مغايرة لما هو عليه الحال في الأيام العادية؛ ذلك أنها تعرف إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، كما هو الحال بالنسبة للمقهى التي يسيره ، حيث يبدأ مع اقتراب أذان المغرب في استقبال العديد من العائلات التي ترغب في تناول وجبة الإفطار خارج البيت.
وأكد في تصريح مماثل، على الحرص على توفير كل الظروف الملائمة للوافدين من أجل قضاء أوقات ليلية ممتعة داخل هذا المقهى الذي تتميز بطابع عائلي حيث يقصده العديد من الأسر الراغبة في الاستمتاع بلحظات تناول الإفطار لتغيير الأجواء الروتينية داخل المنازل وفي العمل خلال النهار.
واعتبر أن المقاهي تعد المتنفس الوحيد أمام العديد من الأشخاص بعد أداء صلاة التراويح، مما يفسر الإقبال الكبير الذي تشهده، لتشكل فضاء رحبا للقاء بين الأصدقاء في سمر ليلي رمضاني قد يمتد لساعات.
وتبقى المقاهي بمختلف درجات تصنيفها من الأماكن الأكثر استقطابا للزوار في ليالي شهر رمضان، مما يدفع مسيريها إلى الحرص على تهيئتها وتحسين خدماتها تلبية لاحتياجات زبائنها من أفراد وعائلات في قضاء لحظات ممتعة تروح عن النفس وتكسر تعب النهار.