قرار إبراهيم دياز يثري مكاسب الكرة المغربية

تنتظر الكرة المغربية الكثير من المكاسب، وراء اختيار إبراهيم دياز نجم ريال مدريد تمثيل أسود الأطلس. وكان دياز قد قرر اختيار تمثيل منتخب المغرب بدلا من إسبانيا، ليرتدي قميص الأسود لأول مرة في معسكر مارس الجاري، استعدادا للاستحقاقات القادمة. وقالت مصادر إعلامية إن المغرب سيحقق العديد من المكاسب من وراء قرار دياز، منها تعلق الأطفال الصغار به كونه لاعبا عالميا يتواجد في صفوف ريال مدريد.

وحظي دياز باستقبال كبير من جانب الجماهير المغربية، وخاصة الأطفال، لدى وصوله إلى مطار الرباط سلا. وقالت وسائل الإعلام “من الناحية الكروية والرياضية المغرب سيربح الكثير من قدوم نجم وهداف كبير من طينة دياز ومن ناحية القيمة التسويقية المغرب سيتصدر قارة أفريقيا أمام نيجيريا ليصبح الأعلى قاريا”. وتابعت “صورة المنتخب المغربي ستتغير كثيرا بعد قدوم إبراهيم دياز”.

وذكرت عدة صحف أن “اللاعب بدوره سيربح الكثير من الناحية الرياضية وسيكون المرشح الأول في أفريقيا لأغلى الجوائز الفردية، لأنه يلعب مع نادٍ كبير مرشح دائمًا للتتويج بالبطولات”. من جانبه قال دياز في تصريحات صحفية “سعادتي لا توصف، أرى نفسي أسعد إنسان في العالم، وأنا أتابع الحشود التي جاءت لاستقبالي”. وأضاف “شكرا للمغرب، أنا ممتن لهذا الحب وهذه العواطف التي لم أشعر بها من قبل، هذا شيء يبعث على الفخر، ويحرك الكثير بداخلي”.

وهتفت الجماهير الحاضرة، وخاصة منها الأطفال، باسم دياز كثيرا، كما تواجدت وسائل إعلام مغربية وأجنبية لتغطية وصول اللاعب الذي كان محور جدل كبير وتنافس شديد بين المغرب وإسبانيا للظفر بخدماته. ومن المنتظر أن يمثل دياز إضافة مهمة لأسود الأطلس خلال المرحلة المقبلة. ويشار إلى أن إبراهيم دياز يقدم موسما مميزا مع ريال مدريد، إذ سجّل 9 أهداف وصنع 4 أهداف.

تحركات سرية

 

أبدى وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، سعادته بانضمام إبراهيم دياز لاعب ريال مدريد إلى أسود الأطلس، مؤكدا أن هذا الملف كان سريا للغاية. وقال الركراكي خلال مؤتمر صحفي “دياز يعتبر جوهرة حقيقية، وموهبة فذة، وسيقدم إضافة كبيرة للكرة المغربية”. وتابع “لقد عملنا على هذا الملف منذ عام تقريبا، منذ كان في نادي ميلان، وتحركاتنا كانت سرية، ورئيس اتحاد الكرة المغربي بذل مجهودات كبيرة لاستقدامه وتأهيله”.

وأضاف “لم يكن ممكنا الخروج في السابق للحديث عنه، لأن الوضع لم يكن يحتمل ذلك، لما فيه مصلحة المنتخب المغربي. هو اليوم بيننا، وما يهمنا هو كيف انتهى الموضوع بضم هذا اللاعب الكبير إلى صفوف الأسود”. وعن احتمال مشاركة دياز في الأولمبياد قال الركراكي “لا يمكن تقديم وعود في هذه القصة، لأن الأمر يرتبط بموقف ناديه ريال مدريد ومدربه أنشيلوتي أولا، ورغبة دياز نفسه ثانيا”.

ووعد الركراكي مدرب منتخب المغرب بتعديل خطة أسود الأطلس في المباريات المقبلة. وقال في المؤتمر الصحفي لودية أنغولا “أعد الجماهير المغربية بتغيير أسلوب اللعب خلال الفترة المقبلة، بعدما صارت الخطة مكشوفة لدى الخصوم”.

وتابع “غير منزعج من تغيير الخطة، خاصة مع استقدام إبراهيم دياز نجم ريال مدريد، بجانب التعويل على مواهب واعدة مثل إلياس أخوماش وإلياس بن الصغير”. وأضاف “لا مشكلة لدينا في ظهور إبراهيم دياز وحكيم زياش معا في تشكيل واحد داخل المستطيل الأخضر”. وعن علاقته بسفيان رحيمي علق قائلا “اللاعب استحق العودة إلى المنتخب الوطني، لقد اجتهد في صمت، وأخبرته بأنني معجب بقوة شخصيته”.

وتابع “رحيمي يعود ورومان سايس يغيب، لقد سافرت إلى السعودية وأخبرت سايس بأن المعسكر الحالي لا يصلح له وفضلت إراحته”. ودافع مدرب الأسود عن اللاعبين بقوله “تفرحون عندما يسجل يوسف النصيري هدفا مميزا، وعندما يهدر فرصة يتعرض لسيل من الانتقادات. وهذا الأمر حدث أيضا مع سايس”. وقال “فضلت عدم استدعاء أمين حارث، من أجل اكتشاف لاعب جديد في وسط الميدان”. وأتم “نتطلع إلى الحصول على دعم جماهيرنا، فالإخفاق في أمم أفريقيا لا يعني هدم كل شيء، فهذا الجيل حقق معجزة في المونديال، ويستحق الأفضل”.

وانتشرت بعض التقارير حول وجود خلافات بين وليد الركراكي ومساعده غريب أمزين، وهو ما أطاح بالأخير خارج الجهاز الفني لأسود الأطلس بعد عودة الفريق من المشاركة في أمم أفريقيا بكوت ديفوار. وودع منتخب المغرب منافسات أمم أفريقيا بالخسارة 0 – 2 أمام جنوب أفريقيا في ثمن نهائي البطولة.

إقناع صعب

 

ذكرت بعض التقارير أن الخلافات هي التي كانت وراء خروج غريب أمزين من الجهاز الفني للأسود، لكن الركراكي كشف الحقيقة في المؤتمر الصحفي لودية أنغولا، حيث نفى حدوث خلافات مع غريب أمزين، مؤكدا أنه سعى لضخ دماء جديدة في الجهاز الفني للأسود، وهو ما تحقق بقدوم عبدالعزيز بوحزامة. كما جرى استقدام معد بدني جديد من فرنسا، للعمل مع منتخب المغرب.

وتحدث رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، في لقاء إعلامي، عن تفاصيل تتعلق بإقناع لاعب فريق ريال مدريد الإسباني إبراهيم دياز، الذي قرر تمثيل منتخب المغرب في الفترة القادمة بدلا من منتخب إسبانيا.

وأكد لقجع أنّ عملية إقناع دياز (24 سنة) مرت بعدة مراحل، ومن أهمها تفسير مشروع منتخب المغرب، وبعدها اللاعب هو الذي يُقرر ماذا يريد في النهاية. وقال لقجع “مشروعنا جذاب للغاية، اللعب في أمم أفريقيا 2025 في بلدنا، والمشاركة في بطولة كأس العالم 2026 ثم استضافة بطولة كأس العالم في عام 2030. نحن نوضح لهم طريقة العمل هنا والظروف التي نقدمها”.

وأضاف “نحن لم نجذب إبراهيم دياز فقط بل إلياس أخوماش أيضا، الذي كان يلعب لإسبانيا تحت 21 سنة، وكذلك يوسف إنريكيز، الذي يلعب في مدريد، لكن إذا اختار أحدهم إسبانيا أو فرنسا فنحن نحترم رأيه ونتمنى له التوفيق”. وعن رأيه بخصوص ما يقوله البعض من أن اللاعب إبراهيم دياز غير وطني لعدم اختياره إسبانيا، رد “كيف لا يكون كذلك إذا كان الفتى يحب إسبانيا ويلعب في مدريد ويعيش هناك. ما قام به أنه يثبت أنّه يحب المغرب أيضاً بفضل أسرته”.

ولدى سؤاله عن قضية منير الحدادي وكيف رأى المغرب الأمر قال “ليس من المعقول استدعاء لاعب للعب 15 دقيقة في مباراة فقط. لا أعلم من المدرب الذي قام بهذا. هو فيسينتي ديل بوسكي، لكن منير توقف تطوره بسبب هذا الأمر، لم يلعب لإسبانيا ولا للمغرب. ربما لو كان قد استمر في اللعب لأحد المنتخبين لواصل التطور، لكننا استعدناه بعدها للعب لبلدنا، غير أن على كرة القدم أن تساعد في تطوير الشباب”.

وعن اختيار جناح فريق برشلونة لامين يامال تمثيل منتخب إسبانيا تحدث لقجع عن تفاصيل تتعلق باللاعب وأنه كانت هناك مفاوضات معه بشأن إمكانية تمثيله المغرب، وقال “عقدنا جلسات مع والديه (الأب مغربي والأم من غينيا الاستوائية)، ونقلنا لهم مشروعنا، له وللأسرة، لكن لامين كان مقتنعاً بتمثيل إسبانيا. تمنينا له التوفيق. فإسبانيا والمغرب تفصلهما مسافة 14 كيلومترا ومن الطبيعي حدوث مثل هذه الأمور”.

كما ذكر لقجع في حديثه أن “لامين يامال لاعب محترف ونحترم قراره. أعتقد أنني واضح، وإبراهيم لن يكون اللاعب الأخير الذي يختار المغرب أو العكس، نحن في عالم بلا حدود”. ومثّل لامين يامال وإبراهيم دياز ملفّين جدليين كبيرين أشعلا نار التنافس بين أسود الأطلس ولاروخا من أجل استمالة الثنائي وإقناعه بالانضمام إلى أحد المنتخبين، اللذين يستضيف بلداهما بطولة كأس العالم 2030 بالتشارك مع البرتغال.

النجم الأول

 

يظل حكيم زياش لاعب قلعة سراي التركي نجم منتخب المغرب الأول، حتى بعد قدوم إبراهيم دياز نجم ريال مدريد لتمثيل أسود الأطلس. وقال مصدر داخل منتخب المغرب “مكانة زياش داخل المنتخب المغربي لن تتأثر بقدوم دياز، وسيبقى النجم الأول للأسود”. وأضاف “زياش هداف الجيل الحالي لمنتخب المغرب برصيد 21 هدفًا، ويبقى النجم الملهم وصاحب مكانة متميزة داخل المجموعة، ودياز يعلم هذا الأمر تماما”.

وتابع “زياش وأشرف حكيمي سيلعبان دورا هائلا في دمج دياز داخل أجواء معسكر المغرب بحكم خبرتهما الطويلة”. وأشار إلى أن زياش سيرتدي شارة قيادة الأسود في المباراتين المقبلتين نظرًا لغياب رومان سايس. وكان زياش قد وصل إلى المغرب للحاق بالمعسكر التدريبي على متن نفس الطائرة مع نايف أكرد مدافع وست هام، رفقة أيضا والدته (زياش). ويشار إلى أن والدة زياش هي من دفعته إلى تمثيل المغرب، واعتادت الحضور معه في معسكرات شهر مارس للاحتفال بعيد ميلاده، الذي يوافق 19 مارس، داخل مجمع محمد السادس مع بقية زملائه.

ويفكر الاتحاد المغربي في الاستعانة بالوافد الجديد إبراهيم دياز خلال دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها باريس الصيف القادم. وكانت قرعة مسابقة كرة القدم قد وضعت منتخب المغرب الأولمبي في المجموعة الثانية مع الأرجنتين وأوكرانيا وصاحب المركز الثالث في بطولة كأس أمم آسيا تحت 23 سنة. وتسمح قوانين الدورة الأولمبية لمنتخبات كرة القدم بالاستعانة بـ3 لاعبين فوق هذه السن، على ألا يتجاوز عمر باقي اللاعبين 23 عاما، وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية تعويل أسود الأطلس على إبراهيم دياز.

وهنالك عراقيل تمنع منتخب المغرب من التعويل على نجم ريال مدريد في أولمبياد باريس 2024. فقد اعترض الميرينغي على فكرة السماح لنجومه بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية لأسباب إستراتيجية، من بينها إجراء المسابقة في فترة الراحة ما بين الموسمين. ويعلم نادي العاصمة الإسبانية أن مشاركة لاعبيه في الأولمبياد قد يكون لها انعكاس سلبي عليهم من الناحية البدنية خلال موسم 2024 – 2025.

ويفضل ريال مدريد أن يخضع نجومه لراحة مطولة بعد نهاية الموسم الحالي، قبل المشاركة في كامل التحضيرات الصيفية تحسبا لمنافسات الموسم الجديد. ومنح وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب، موافقته المبدئية على استعانة المنتخب الأولمبي بخدمات إبراهيم دياز في أولمبياد باريس 2024.

وتظل إمكانية تراجع المدرب الأسبق للوداد عن موقفه واردة لعدة أسباب منطقية، من بينها توقيت إجراء الدورة الأولمبية (ما بين 26 يوليو و11 أغسطس) الذي قد يفسد استعدادات اللاعب للموسم الجديد. وتجدر الإشارة إلى أن منتخب المغرب الأول سيخوض في شهر يونيو المقبل مواجهتين هامتين أمام زامبيا والكونغو ضمن الجولتين الثالثة والرابعة  في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.