حرب ضروس بين النجمين المغربيين حسن الفد ودنيا بوطازوت- (تدوينات)
ترك المشاهد المغربي القنوات التلفزيونية وبرامجها التي وصفت بـ”الحامضة”، وتوجه نحو مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة إنستغرام حيث اندلعت حرب “ضروس” بين نجمي الكوميديا في المغرب، ويتعلق الأمر بحسن الفد ودنيا بوطازوت.
وقائع الحرب بدت مظاهرها واضحة، خاصة وهي تثير النقع في المواقع الإخبارية المغربية التي تلقفت تفاصيله، واكتفت بسرد مضامين التدوينات أو كما تسمى في إنستغرام “ستوريات”، دون حديث عن تفاصيل ما قبل أو ما بعد.
الفد وبوطازوت، شريكا الأمس في إحدى أنجح السلسلات الكوميدية “الكوبل”، دخلا في نزاع حول ملكية “الحقيقة” التي تفسر انفصالهما الفني قبل سبع سنوات خلت، حين جمعهما عمل حقق نجاحا ما زال يتغنى به المشهد الفني المغربي.
أول طلقة في حرب “الكلاشات” جاءت من بندقية الفنان حسن الفد، حين رد على سؤال صحافية بخصوص توقف تجربة “الكوبل” في الجزء الثاني، بقوله إن الجزء الثالث كان سيكون “حامضا” بمعنى غير جيد وسيدخله في الحائط، وهي عبارة مغربية تعني الحادث والخسارة.
لم تكد تندثر رائحة طلقة الفد، حتى ردت الفنانة دنيا بوطازوت بطلقة أخرى مباشرة، من خلال نشرها لستوري على حسابها في إنستغرام تضمن كل أنواع القصف، من وصف غريمها بـ”المقهور” وتوعده بقولها: “غدا ألقاك في عقر دارك”، مؤكدة أن “النجاح يحكم يا عزيزي”، وأضافت مخاطبة الفنان حسن الفد: “لولا قهرك لما تحدثت عني في كل مكان”.
بسرعة جاء الرد من حسن الفد، الذي فضل أن يشرح أسباب النزول وطلب من غريمته أن تحكي جانبها من القصة، دون “شخصنة ودون تلك الحساسية البلدية” ويقصد بها البدوية، وأضاف مخاطبا دنيا بوطازوت: “مشكلتك الأبدية هي النضج، أما طقوسك الخاصة بالسب والشتم والبداوة، لن أدخل معك فيها، لأنني صائم”.
من جديد، ردت دنيا بوطازوت لكن بتدوينة مختصرة جدا: “بدوية وأفتخر” مع نشر محتوى تدوينة الفد، في إشارة واضحة إليه، وكانت قد نشرت قبل ذلك صورة عبارة عن أبيات شعرية للإمام الشافعي يقول فيها “إذا نطق السفيه فلا تجبه، فخير من إجابته السكوت” والبيت الثاني “فإن كلّمته فرّجت عنه، وإن خليته كمدا يموت”.
المعركة التي بدأت رقمية، احتضنتها كواليس الصالونات الفنية في المغرب، وتناقلها عموم الرأي العام وهو يناقش أسباب انفصال “كبور والشعيبية” وعدم اكتمال “الكوبل” بجزء ثالث بعد النجاح الكبير فيما سبق من جزأيه الأول والثاني، لا أحد توصل إلى الحقيقة، وظل أنصار هذا يلومون تلك، وأنصار هذه يلومون ذاك، بل حتى بعض الجمهور قرر أن ينحاز بشكل سافر، ويؤكد أن دنيا صنيعة الفد، وفي الجهة المقابلة أنصار بوطازوت يؤكدون أنها سبب نجاح “الكوبل”.
كل هذا الجدل لم يغن المشهد الكوميدي في شيء، ولم يثمر عملا تنافسيا ينتج الإبداع ويبهر الجمهور الذي يبدو أنه مستاء جدا من كليهما خاصة في رمضان 2024، حيث نال العمل الكوميدي الجديد “القديم” لحسن الفد الكثير من النقد، بعد اجتراره للشخصيات والمشاهد والحوارات في صيغ مختلفة لكنها تفيد المضامين نفسها في النسخ السابقة من “الكوبل”.
من جهتها، نالت دنيا بوطازوت الكثير من النقد بسبب ما تقدمه في سلسلة “أولاد يزة” الكوميدية، التي لم ترق للجمهور ولم ترق إلى صفوة النجاح مطلقا بعد اعتمادها الافتعال والبهرجة والارتجال في الحركات الفكاهية التي لم تنفع المشاهد في شيء سوى إعطائه نموذجا لعمل غير متقن وأنجز من أجل الإنجاز فقط دون روح ودون ابتكار وإبداع.
ويبدو أن ضغط الفشل النسبي في أعمال هذا الموسم، جعل الانفجار يكون في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الجمهور المغربي يحن إلى أعمال مثل “الكوبل” بالجودة نفسها والإبداع ذاته، ويحن أكثر إلى ثنائي ناجح مثل الفد وبوطازوت، وكلاهما أنتجا أعمالا سميت في تدوينات بـ”الكارثية” و”الضحلة”.
ومن التدوينات ما كتبته صفحة على فيسبوك تدعى “سبرينغ تي في”، حين أكدت أنه “أقل ما يقال على نسخة الفد تي في هذه السنة هي ربما ستكون أسوأ نسخة من شخصية كبور”، مبرزة أن الفنان يحاول “منذ أكثر من عشر سنوات إحياء شخصيته بشتى الطرق، لكن في الغالب يسقط في النمطية والتكرار فلا يمكن فهم ما يريد قوله في جل حلقات هذه السلسلة وكأننا أمام طلاسيم يصعب فهمها”، وختمت التدوينة بسؤال “هل حان الوقت لطمر شخصية كبور؟”.
بالنسبة للمشهد الفني المغربي، فإن حسن الفد يعتبر إحدى القلاع الحصينة للكوميديا، ولم يكن ينتج إلا ما يسعد ويبهر، لكنه في نسخة هذا الموسم نال نصيبه من النقد والجلد أيضا، ونذكر تدوينة أخرى لصفحة تدعى “حديث المملكة” اختارت عنوان “حسن الفد والنمطية”، مبررة ذلك بأنه “دخل في نفق الإفلاس الإبداعي”، وأنه منذ “ما يزيد عن عشر سنوات، لم يستطع الخروج من عباءة (كبور) التي حقق بها نجاحا باهرا، ولكن وجد نفسه غير قادر على الإبداع وإيجاد شخصية مغايرة ليحقق بها نجاحا موازيا”.
أما البطلة الثانية في معركة “الكلاشات” الرقمية، دنيا بوطازوت، فقد نالت النصيب الأوفر من النقد والهجوم أيضا بسبب سلسلة “أولاد يزة”، وإضافة إلى أوصاف مثل الضحالة والتفاهة والحموضة وقلة الإبداع، فإن أبرز ما أثارته السلسلة المذكورة هو غضب فئة مهمة من المجتمع المغربي وهي فئة المدرسين الذي غضبوا بشدة من التمثل الساخر لشخصية رجل التعليم.
الغضب التعليمي من دنيا بوطازوت ومن معها في السلسلة، انتقل من مواقع التواصل الاجتماعي إلى النقابات، وتم توجيه مراسلات لـ”الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري” (مؤسسة رسمية)، من أجل التدخل لوقف “إهانة المدرس في مسلسل رمضاني”.