النصب على الجالية في المناسبات و الأعياد بالإحسان الافتراضي
أثار تحويل مبالغ مهمة من الخارج إلى حسابات بنكية تعود لأشخاص لا تربطهم أي علاقة مهنية أو قرابة مع الجهات المرسلة، شكوكا لدى المسؤول عن تدبير هذه الحسابات، خاصة أن أصحابها من فئات اجتماعية ضعيفة وليس لهم أي مصدر رزق قار.
وأفادت مصادر الجريدة أن التحريات التي باشرتها المجموعة البنكية المعنية بهذه التحويلات أبانت أن أصحاب الحسابات ليست لهم أي معلومات بشأن الحسابات المفتوحة بأسمائهم.
وأكد المعنيون بالتحويلات أن أشخاصا قدموا أنفسهم ممثلين لجمعيات خيرية طلبوا منهم تسجيل فيديو لتوثيق حالتهم الاجتماعية، من أجل إرسالها إلى محسنين يقدمون مساعدات مالية للمعوزين، واشترطوا عليهم ضرورة فتح حسابات بنكية للتوصل بالتبرعات، ما جعلهم لا يترددون في إتمام إجراءات فتح الحساب.
وأكدت نفس المصادر أن هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم ممثلين لجمعيات خيرية، مجرد نصابين يختارون فئات اجتماعية معينة لتوظيفها في النصب على محسنين، إذ يختارون أسرا تعيش في قرى نائية ويقدمون أنفسهم لها على أنهم فاعلون جمعويون يعملون مع جمعيات دولية تقدم مساعدات للفئات المعوزة، ويقنعونها أنه يتعين عليها تسجيل فيديوهات لإرسالها إلى هذه الجمعيات للتوصل بالدعم، وينشرونها، بعد ذلك، على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويستعملون بعض التقنيات المؤدى عنها، لضمان وصول هذه المقاطع المرئية إلى الجهات التي يستهدفونها، التي تسارع في الاتصال بهم للاطلاع أكثر على معطيات حول الأشخاص الذين يظهرون في الفيديوهات، قبل أن تطلب منهم البيانات الضرورية لإجراء التحويلات، التي يسطون عليها.
و تعاني الجالية المغربية من نفس عمليات النصب بإسم الإحسان و الخير كذلك بدول الاقامة من طرف مغاربة يترأسون جمعيات مدنية ، ينصبون مرة بإسم قفة رمضان و تارة بإسم الفقراء و المرضى بالمغرب و مرة بإسم عيد الاضحى ، و هذا ما أقدمت عليه جمعيات مدنية بلجيكية خلال زلزال المغرب حيث جمعت ازيد من 137 الف اورو بدون اي دليل على ارسالها إلى الضحايا بالمغرب.
وأفادت المصادر ذاتها أن الشبكة تستهدف بالدرجة الأولى مغاربة العالم، الذين يتفاعلون بشكل سريع مع الحالات الاجتماعية التي يتم عرضها، مشيرة إلى أن أفراد الشبكة يعمدون إلى فتح حسابات بنكية مؤقتة بأسماء الفئات المعوزة، التي يتم الترويج لأوضاعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتم نشر تعريفهم البنكي لاستقبال التحويلات المالية، وتظل هذه الحسابات تحت تصرف محترفي النصب الافتراضي، الذين يسحبون المبالغ المتوصل بها، ويقدمون جزءا يسيرا منها لذوي الاحتياجات ويستفردون بالجزء الأكبر من هبات المحسنين. ويسجلون فيديوهات أخرى يصرح فيها المستفيدون بأنهم حصلوا على المساعدات ويشكرون مانحيها.
وأكدت التقارير الصحفية أن أفراد الشبكة يتمكنون من تحصيل مبالغ بالملايين طيلة رمضان، الذي يرتفع نشاطهم خلاله، علما أن عمليات النصب بالإحسان العمومي تتواصل طيلة السنة.
وسبق أن فككت السلطات الأمنية شبكة للنصب الافتراضي، بعدما تقدم أفراد من الجالية المغربية بالخارج بشكاوى يؤكدون فيها أنهم تعرضوا للنصب من قبل جمعيات تنشط في مواقع التواصل الاجتماعي، واكتشفوا الأمر، بعدما طلبوا من بعض أقاربهم الاتصال المباشر بأشخاص معوزين سبق أن أرسلوا إليهم مساعدات، فتبين لهم أن هؤلاء المعوزين لم يتلقوا إلا مبلغا بسيطا.