ولد الشيخ الغزواني يتنصل من فخ الجزائر بإقامة تحالف مغاربي بدون المملكة المغربية
اصطدمت المبادرة التي أطلقها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون والتي تهدف إلى إقامة تحالف مغاربي لا يضمّ المغرب بتجاهل من طرف موريتانيا التي نأت بنفسها عن الفكرة، ما يؤشر على فشل مبكّر للمقترح الذي لا يعدو أن يكون سوى محاولة لمنافسة المبادرة التي طرحها المغرب بهدف تسهيل ولوج دول منطقة الساحل الأفريقي إلى المحيط الأطلسي.
وتنصل الرئيس المويتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ولم يحضر اللقاء الذي انعقد إثر منتدى الدول المصدرة للغاز الذي احتضنته الجزائر الأسبوع الماضي وجمع تبون بكلّ من الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس مجلس الرئاسة الليبي محمد المنفي وخصص لمناقشة مبادرة إنشاء تكتل مغاربي.
ويعكس تخلّف الرئيس الموريتاني عن الاجتماع الذي وصفته الرئاسة الجزائرية بـ”اللقاء المغاربي” رفضا مبطّنا لفكرة إقامة التحالف، خاصة وأن ولد الغزواني كان متواجدا في المنتدى وأجرى عديد اللقاءات مع عدة رؤساء وكبار المسؤولين الذين شاركوا في القمة.
وسعى تبون إلى إقناع الرئيس الموريتاني بالانضمام إلى التحالف إذ أجرى معه اتصالا هاتفيا الثلاثاء أطلعه خلاله على مستجدات اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمعه مع سعيد والمنفي.
وأفادت الرئاسة الجزائرية في منشور على موقع فيسبوك بأن “تبون أجرى مكالمة هاتفية مع أخيه محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، جدّد له فيها تهانيه بانضمام بلاده إلى منتدى الدول المصدرة للغاز، كما أعرب له عن شكره للحضور الموريتاني المميز في أشغال القمة السابعة”
وتابعت أن “الرئيس الجزائري أطلع نظيره الموريتاني على اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمع رؤساء كل من الجزائر تونس وليبيا عقب القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز”.
وكانت الجزائر قد أعلنت في وقت سابق “أنه تقرر عقد لقاء قمة مغاربي على مستوى الرؤساء كل 3 أشهر من أجل تنسيق أطر الشراكة والتعاون”، مشيرة إلى أن “الاجتماع الأول ستحتضنه تونس بعد شهر رمضان المقبل”.
وكثّفت الجزائر خلال الآونة الأخيرة جهودها لاستقطاب موريتانيا، في مسعى للتشويش على التقارب بين الرباط ونواكشوط التي التزمت الحياد في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وفي فبراير/شباط الماضي أدى رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي ورؤساء الفرق البرلمانية زيارة إلى موريتانيا توّجت باتفاق على تمسك البلدين باتحاد المغرب العربي وإنشاء منتدى ينعقد سنويا في أحد البلدين لتعزيز الشراكة.
ودشّن تبون وولد الغزواني الشهر الماضي معبرا بريا بين البلدين، فيما أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول مستقبل هذه النقطة الحدودية، في وقت يهيمن فيه معبر الكركرات في الصحراء المغربية على أغلب المبادلات التجارية ويشكّل شريانا حيويا تمرّ عبره السلع إلى العمق الأفريقي.
ويرى محللون أن كافة المبادرات التي تطرحها الجزائر تهدف من خلالها إلى مجاراة المبادرة الأطلسية التي تشكّل فرصة تاريخية لبلدان المنطقة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي وتحسين الأوضاع الاجتماعية لشعوبها، ضمن مقاربة مغربية تقوم على وضع إستراتيجيات ناجعة بعيدا عن المزايدات السياسية.
هذا و تريد “الجزائر أن تجد لها قدما في السياسة الخارجية وتستعيد وهجها الدبلوماسي انطلاقا من محيطها القريب”، مستدركا أن “هدف الجزائر الوحيد هو محاصرة التفوق والنجاح المغربي، بعيدا عن أي أهداف تنموية أو اندماجية أو تعاونية تضمها في الأصل الترسانة القانونية واتفاقيات الاتحاد المغاربي التي لا تنتظر منها إلا فتح الحدود وتنفيذها والعمل على مستوى المبادلات التجارية وغير ذلك”.