من كاتب الدولة المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج،إلى منصب أكثر خطورة وحساسية، عين محمد عامر سفيرا للمملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللكسمبورغ .
اختيار نتج أساسا عن كفاءة الرجل وروحه القتالية والصلابة التي أبان عليها أمام تعنت و ادعاء أعداء الوحدة الترابية في عاصمة الاتحاد الأوروبي ، والتي طالت القضية الوطنية بالاتحاد الاوروبي.
محمد عامر تَمثَّلَ خطاب الملك الّذي حث فيه مؤسسات الدولة على الانتقال إلى سياسة الهجوم للدّفاع عن قضية الصحراء، تنصت إلى السفير المغربي الذي كان بصدد دفع كل تهجمات الإعلام البلجيكي ضدّ الوحدة الترابية المغربيّة بلغة دبلوماسية قوية ومتماسكة، خاصّة عندما هاجمت هذه الأخيرة تحركات السفير المغربي لإظهار حقيقة القضية الوطنية و الدور الذي تلعبه الجزائر في تأجيج الوضع بواسطة مرتزقة البوليساريو .
مناورات الخصوم
تمكّن محمد عامر من جميع تفاصيل عمله ودفاعه المستميت على بلاده أمام مناورات الخصوم بالعاصمة الأوروبية ، انطلاقا من معرفته المعمقة بأساليب الإعلام الدولي ومكائد ساكني قصر المرادية، فجعل منه ذلك المؤهل الأوّل لتبوُّءِ منصب حساس كسفير للملكة ببلجيكا. عامر، البالغ من العمر 65 عاما كان متفطنا لكافة الخطط التي تحاك خيوطها في بلجيكا و تريد النيل من وحدة المغرب، وعلى هذا الأساس أطّر كل القناصلة و مغاربة بلجيكا لنسف كل تلك المناورات بدبلوماسية فائقة الدقة والقوة.
الظرفية التي تمر بها قضية الصحراء والتحديات التي تواجهها وكثرة الخصوم، كلّها عوامل أناطت تعزيز حضور المغرب بعاصمة المؤسسات الأوروبية ، بهذا الدبلوماسي الذي خَبِرَ ملف العلاقات الجزائرية منذ سبعينات القرن الماضي، وهو الخبير في الدبلوماسية متعددة الأطراف، حيث كوّن رصيدا مهما حول الأسلحة التي تدير بها الجزائر حربها ضدّ المغرب، وهو الآن يجعل من موقعه تتمة لما بدأه في حكومة عباس الفاسي.
انشغل محمد عامر بتفنيد ادعاءات أعداء الوحدة الترابية ، مستندا إلى فصول اتفاقية فيينا، فكان يشرح ويناظر ويقدم الدلائل والبراهين في جميع لقاءاته مع الجالية المغربية على أن الجزائر هي الداعم الأساسي للبوليساريو التي تعنف وتقمع المواطنين في القبايل والمزابيين وخاصة في غرداية، «فمدينة غرداية الجزائرية تشبه أكثر ساحة الوغى، بمنازلها المحروقة ومحلاتها المنهوبة وسكانها المطاردين ومكوناتها السوسيو-دينية الموظفة لغايات سيئة»
مدافع شرس نجح في صد الضربات التي حاول الخصوم توجيهها إلى المغرب من خلال مقر البرلمان الاوروبي، هذا المجال الذي أتقن محمد عامر التعامل مع تشعباته و مسالكه في توضيح و إبراز الوجه الحقيقي لما تحقق في المغرب من تقدم في جميع الميادين و المناطق و خصوصا الاقاليم الجنوبية دون مكياج، حيث أنّه أصبح بمثابة حقيقة أضحت بارزة بشهادة الجميع. هكذا يدافع هذا الدبلوماسي عن بلاده بالأدلة و الحقائق و لا بالدعاية المغرضة، فهو يقول حقيقة أصبحت معروفة، وهي تفيد بأنّ المغرب “بلد حريات التعبير والرأي والتجمع والتظاهر، لأنه بلد ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان”.
كان السفير محمد عامر بارعا في الرد على وزير العدل البلجيكي عند طرح مشكل الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا حول تخابر بعض الاعضاء لصالح المغرب عبر المسجد الكبير، حيث أوضح أنّه كان “مضطرا للرد على الوزير السابق فانسان فن كويكنبيرغ حيث تطرق لسيطرة المغرب على المساجد المغربية ببلجيكا ”. ومن ثمّة أخذ يوجه اللكمة تلو الأخرى، في فضح الوزير.
أدوات الوثائق والتفاصيل
ساحة الصراع داخل المجتمع الاوروبي، كان فيها هذا الدبلوماسي المحنك و الرجل الوطني الذي رغم الضغط والاكراهات، استطاع أن يباشر مهمته المقدسة كجندي يحمل الورقة و القلم و ينهل من تجربته و يستعمل ذكاءه الوقاد ويتحدث باستفاضة عن قمع حرية الرأي والتعبير والتظاهر والتجمع السلمي الذي تعرفه الجزائر، معتمدا على وثائق وتقارير وحقائق، من ضمنها تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” لشهر يناير 2013، الذي أكّد على أن “السلطات الجزائرية تعتمد القوانين والأنظمة القمعية لخنق الأصوات المعارضة وقمع الأنشطة المتصلة بحقوق الإنسان”.
، البالغ من العمر 65 عاما كان متفطنا لكافة الخطط التي تحاك خيوطها في بلجيكا و تريد النيل من وحدة المغرب، وعلى هذا الأساس أطّر كل القناصلة و مغاربة بلجيكا لنسف كل تلك المناورات بدبلوماسية فائقة الدقة والقوة.
دعا سفير المملكة المغربية ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، في جميع تواصلاته مع أفراد الجالية المغربية إلى الدفاع عن مكتسبات وقيم بلدهم الأم.
وأوضح عامر خلال لقاءاته مع أفراد الجالية، أن “المغرب حقق في السنوات الأخيرة مجموعة من المكتسبات في عدد من المجالات، تحت قيادة الجلالة الملك محمد السادس، مما جعله نموذجا يحتدى في المنطقة، ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار”.
ومن بين هذه المكتسبات، توقف السفير عند مصادقة البرلمان الأوروبي باستراسبورغ ، على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي بأغلبية ساحقة، وهو ما يشكل خطوة إضافية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، منوها بموقف النواب الأوروبيين الذين أبانوا على درجة عالية من الحكمة والتبصر.
وذكر بأن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي بدأت منذ حوالي خمسين سنة وعرفت تطورا مستمرا، توجت بمنح المغرب الوضع المتقدم، ليكون بذلك البلد الوحيد الذي يتمتع بهذا الوضع في جنوب المتوسط.
وأضاف “أمّا في ما يتعلق بالوضع في الصحراء المغربية، وسواء شاء حكام الجزائر أم أبوا، فإن مدنها تعيش بسلام وسكّانها يباشرون بكل أريحية أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية”.
هذا و يصول عامر بثقة في العاصمة الأوروبية ويدافع بحماس عن تجربة المغرب الحقوقية التي تفتقر إليها الجزائر الغارقة في ظلمة من العجز السياسي والحقوقي، ولا يعدو شغلها أن يكون مُركّزا سوى على تكثيف الضغط على المغرب من خلال شراء ذمم بعض من يوظفون حقوق الإنسان لتلويث سمعة المملكة، فيرد السفير عامر، في علاقة بهذه المسألة قائلا: ” إنّ التراب المغربي كل لا يتجزأ كما هو الشأن بالنسبة للشعب المغربي في مواجهة الشدة والإعتداء الدبلوماسي الجزائري، الذي تمّت تغذيته بأكثر من 700 مليون دولار في السنتين الأخيرتين”.
الأستاذ الجامعي بجامعة بكلية الآداب و العلوم الانسانية بفاس حصل على درجة البكالوريوس في الجغرافيا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس عام 1979. ثم حصل على دكتوراه الدولة من جامعة تولوز جان جوريس سنة 1989 في التخطيط الحضري، ودرجة الدكتوراه السلك الثالث في الجغرافيا والتخطيط من الجامعة نفسها.
ألّف عددا من المقالات والمنشورات حول مسائل المدن والتنمية الإقليمية، وهو عضو في العديد من شبكات البحوث على الصعيدين الوطني والدولي، وعضو في جمعية الجغرافيين المغاربة، وعضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومُشارك في العديد من الفعاليات والمؤتمرات العلمية الوطنية والدولية.
في 15 أكتوبر 2007، تم تعيينه وزيرًا منتدبا لدى الوزير الأول، المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، في حكومة عباس الفاسي،يؤمن بأهمية وحيوية الوظيفة الاستراتيجية للمؤسسة الملكية المنطلقة من مشروعيتها التاريخية والسياسية، والتي ترتبط عمليا بالحرص على ممارسة الحكومة لصلاحياتها الدستورية المنطلقة من الشرعية الانتخابية، ومن فكرة ربط المسؤولية بالمحاسبة، ذلك أن ملء الحكومة لكامل مساحتها الدستورية، وحده سيسمح ببروز أوضح لوظيفة اليقظة الاستراتيجية للمؤسسة الملكية
كيساري معتدل متشبع بروح اشتراكية اجتماعية حداثية لايخفي عامر مخاوفه من مخاطر مشروع الإسلام السياسي، ويرى أن مواجهته تكون بالديمقراطية وحدها، وبواسطة الديمقراطيين، وداخل الشرعية وفي وضح النهار، حتى لا يظل المغاربة مطالبين بالاختيار بين اليمين واليمين، وحتى لا يتحول الاتحاد الاشتراكي من قوة رائدة إلى حزب مكمل لمشاريع الآخرين داخل الحكومات أو داخل المعارضة.
السفير عامر يمثل الدولة المغربية والاهتمام الذي يوليه العاهل المغربي الملك محمد السادس لتعزيز العلاقات الممتازة القائمة بين المغرب و بلجيكا، وهو يشتغل على أساس أن هذين البلدين تربطهما علاقات راسخة عبر التاريخ، تقوم على أساس “التقارب الحقيقي”، و تتقوى من خلال تشابه الاختيارات الاقتصادية والديمقراطية والاجتماعية والثقافية الكبرى إلى جانب التوجهات الاستراتيجية للسياسة الخارجية والالتزامات الدولية.
إلى جانب مهام أخرى صقل بها موهبته في العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف، وقد أهّلته خبراته لينجح في نسج عدة علاقات بحكم الموقع الذي وضع فيه والمهمة التي كلّف بها إضافة إلى لباقته وحنكته في تدبير المفاوضات وترتيب الملفات.
كل هذه المهام و غيرها جعلت السفير عامر يبدو مُتمكّنا من الدبلوماسية الدولية وكيفيّة العمل بداخلها، وإدراكه لكيفية صناعة القرار الدولي وتصريفه والتدخلات المؤثرة في اتّخاذه. هذا الدبلوماسي والوطني القح، أوضح ودافع على مصداقية المغرب الذي انخرط بشكل واضح وتام في منظومة الاتحاد الاوروبي.
فسفير المغرب ببلجيكا يعرف الخبايا ويفضح المستور ويتساءل عمّن “يؤطر الحملة الدبلوماسية للبوليساريو، ويعبئ ويمول المنظمات غير الحكومية بجنيف، غير الدبلوماسيين الجزائريّين، كما يمكن للجميع أن يلحظ ذلك في أروقة الاتحاد الأوروبي.