“ساحة الحمام” تستقطب زوارها بحلة جديدة
الساحة تمثل الوجهة السياحية المفضلة للأهالي والعديد من مرتادي المدينة لما توفره من مقومات سياحية وتراثية تجلب الناظرين.
تعد ساحة محمد الخامس بالدار البيضاء المعروفة شعبيا بـ”ساحة الحمام”، التي أحدثت منذ عقود، إرثا تاريخيا وواجهة حضارية وسياحية للعاصمة الاقتصادية للمملكة. ويتوافد سكان المدينة وزوارها على هذه الساحة بشكل مستمر وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع باعتبارها متنفسا حقيقيا يتزايد الإقبال عليه لقربه من العديد من المآثر التاريخية والفضاءات السياحية المغرية.
وأضحت “ساحة الحمام”، وفق ما صرح به بعض زوار الدار البيضاء لوكالة المغرب العربي للأنباء، الوجهة السياحية المفضلة للأهالي والعديد من مرتادي المدينة. وينبع هذا الاختيار من توفر هذا الفضاء الجميل على مقومات سياحية وتراثية تجلب الناظرين من قبيل النافورة الأنيقة المزينة بالأضواء ووفرة “الحمام” الذي يضفي على الساحة رونقا جماليا ساحرا، وفق قولهم.
ولفتوا إلى أن الساحة أصبحت أيضا فضاء لعشاق إطعام الحمام والتقاط الصور التذكارية ومكانا للقاءات والمواعيد، ووجهة لهواة المشي والتجوال لعقود من الزمن. وأشاروا إلى ترميم وإعادة تأهيل الساحة، فضلا عن أن التماثيل والمجسمات التي أثثت الفضاء في حلته الجديدة زادت من جمالية المكان ورونقه.
◙ الإرث التاريخي لهذه المعلمة التراثية نابع من التطور العمراني والاقتصادي الذي شهدته الساحة منذ سنوات عديدة
ومن بين المعالم التي تم ترميمها، مؤخرا، النافورة الواقعة وسط الساحة، حيث تم تأهيلها وفق تصميم جديد وأكثر حداثة أضفى رونقا وجمالا على المكان من خلال نوافيرها المائية المتراقصة على الإيقاعات الموسيقية التي تنبعث منها، والتي تسعد الكبار والصغار على حد سواء. ولقيت النافورة التي قامت السلطات المحلية بتركيبها في وسط الساحة في العام 1976، استحسانا من لدن عشاق المشي والتجوال لعقود من الزمن.
وفي إطار زخم ورشات التأهيل والتحديث بالعاصمة الاقتصادية، يعبر “ساحة الحمام”، حاليا خط “الطرامواي”، الذي يضفي لمسة من الحداثة على هذه الساحة التي أصبحت من الأماكن المفضلة لدى البيضاويين. وقد أعطى المسرح الكبير في الدار البيضاء، الذي تم إحداثه بجوار الساحة، طابعا جديدا وبعدا متجددا لهذا الفضاء الجميل.
وتشهد هذه المنارة التراثية، التي تعد جزءا من هوية مدينة الدار البيضاء، بشكل يومي وخاصة عطلة نهاية الأسبوع، حركية غير عادية لمختلف الفئات العمرية والمجتمعية الباحثة عن المتعة والترويح عن النفس، والتقاط صور تذكارية وقضاء أوقات ممتعة خاصة مع الأجواء المريحة التي يوفرها التجاوب والعناية بطائر “الحمام” الذي يجذب الناظرين، فالساحة تلقب بـ”ساحة الحمام” من قبل سكان الدار البيضاء لعدم مفارقة أسراب الحمام لساحاتها.
يشار إلى أنه تم تصميم الساحة من قبل مهندس الإقامة الفرنسية، هنري بروست، الذي صممها وفق تصور يجعل منها نقطة التقاء تجمع بين مجموعة من الإدارات والمرافق الهامة التي تسهم في السير الجيد للمدينة، ومنها مقر عمالة الدار البيضاء، والمحكمة وإدارة البريد وبنك المغرب، وذلك ضمن مزيج متناغم بين الأساليب الحديثة المغربية والمغاربية.
واتخذت هذه المنارة، التي شيدت سنة 1920 إبان الحماية، العديد من الأسماء بدءا من ساحة “ليوطي”، ثم الساحة الكبرى، وساحة النصر، والساحة الإدارية، وساحة الأمم المتحدة، وصولا إلى ساحة محمد الخامس تكريما للملك الراحل محمد الخامس الذي ناضل من أجل تحرير المغرب.
ويعتبر الإرث التاريخي لهذه المعلمة التراثية، التي تعد القلب النابض للمدينة، نابعا من التطور العمراني والاقتصادي الذي شهدته الساحة منذ سنوات عديدة، والتي أضحت، في ما بعد، من أهم الساحات والأماكن التاريخية والسياحية بوسط مدينة الدار البيضاء. وإلى جانب أهميتها التراثية، تؤكد “ساحة الحمام”، مكانتها كواجهة حضارية وسياحية بالنظر إلى رمزيتها ومكانتها في قلوب البيضاويين الذين يحجون إليها من أجل الاستجمام والترويح عن النفس.