المد الشيعي يتسرب من السفارة الإيرانية إلى الجالية المغربية ببلجيكا
رغم يقضة السلطات البلجيكية من النفوذ الإيراني و تأثيره على الجالية المسلمة ، إلا أن المراقبين ما زالوا ينظرون بنوع من الريبة لحجم انتشار المد الشيعي في المملكة.
وتشير تقارير إلى أن هناك أكثر من 2000 مواطن مغربي اعتنقوا المذهـب الشيعي ببلجيكا، غير أن ما يؤرق بال السلطات ببروكسيل هو النشاطات الإيرانية المستمرة في أوساط الجالية المغربية في أوروبا.
وتتحدث معطيات دقيقة عن أن آلاف المغاربة في أوروبا يعتنقون المذهب الشيعي، وهو ما جعل أصوات المهتمين ترتفع للتحذير من هذا التزايد المقلق.
و يصرح بوشعيب البازي الصحفي المختص بشؤون الجالية أنه، “لا توجد إحصائيات رسمية تبين نسبة أتباع المذهب الشيعي في بلجيكا وتوزيعهم الجغرافي، غير أن كل ما يوجد مجرد تخمينات لا يمكنها التنبؤ بالأعداد، علما أن ما يزيد الوضعية تعقيدا هو اعتناق العديد من المغاربة المذهب الشيعي للتقية في تعاملهم مع باقي المواطنين”.
وأكد البازي، أن “عوامل كثيرة ساعدت في تزايد أعدادهم، بدءا من ثورة الخميني التي ألهمت كثيرا من التيارات السياسية الدينية وغير الدينية، وحرضت على مواجهة الأنظمة السياسية الموالية للغرب، فضلا عن التجربة المشرقة للمقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله، الذي افتتن به تيار واسع يضم اليساريين والليبراليين، بالإضافة إلى الإسلاميين وشرائح واسعة من المواطنين بمن فيهم البسطاء”.
ويضاف إلى هذه العوامل، يشرح الصحفي المغربي، “الجهود التي تبذلها إيران عبر شبكة من الجمعيات، والعلاقات، والبعثات الثقافية لنشر عقائد المذهب الشيعي واستقطاب الأتباع”.
ولعل المساجد التي فتحتها جماعات شيعية مغربية ببروكسيل المسماة الخيمة ، يضيف بوشعيب البازي، “خير مثال على الطرق المعتمدة في نشر عقائد المذهب”.
وذكر أن “الديمقراطية الغربية توفر مجالا أوسع للمنظمات الشيعية لممارسة أنشطتها الاستقطابية في أوساط الجاليات العربية والمسلية، وضمنها الجالية المغربية التي اعتنقت عقائد المذهب الشيعي بأعداد لا تخفى ملاحظتها، ما اضطر كثيرا من الدعاة والسياسيين إلى دق ناقوس الخطر لأن أعضاء الجالية المغربية المتشيعين يتحولون إلى عناصر استقطاب ونشر عقائدهم حين العودة إلى المغرب”، مبرزا أنه “من هنا لا يمكن الجزم بأن المد الشيعي قد تراجع مع قطع العلاقة مع إيران، لأن هذا المد يتخذ أساليب عديدة لا يمكن مراقبتها والتحكم فيها”.
هذا و أكد البازي ، إن “انتشار هذا المد ما زال موجودا في بلجيكا، بدعم من السفارة الإيرانية”، مشيرا إلى أن “التهديد يأتي من دول أوروبية اخرى ، حيث الساحة مفتوحة لممارسة نشاطهم، إذ أن آلاف المغاربة المغتربين جرى تشييعهم”.
وأوضح البازي ، أنه “ليس لهذا المد تأثير كبير”، مبرزا أن العدد لا يمكنه ضبطه، غير أن أكبر عدد من معتنقي هذا المذهب يوجدون في العاصمة بروكسيل ”.
وكانت وزارة الخارجية المغربية أعلنت قطـع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، احتجاجا على رد الفعل الإيراني، بعد تضامن الرباط مع المنامة، إثر الأزمة البحرينية الإيرانية، وكذلك بسبب “نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البـعثة الدبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي، ووِحدة عقيدته، ومذهبه السـني المالكي، الذي يحميه جلالة الملك محمد السادس”، حسبما ورد في نص البلاغ الرسمي.