سانشيز إلى الرباط على رأس وفد رفيع يضم وزراء ورجال أعمال
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أنه سيزور المغرب، الأربعاء، وفق وكالة الأنباء الرسمية “إيفي” الإسبانية، حاملا ملفات عديدة، خاصة تلك “العالقة” بين مدريد والرباط، وفي الوقت ذاته “تأكيدا جديدا على استمرار نمو العلاقات بين البلدين”.
وتعتبر هذه أول زيارة لسانشيز بعد إعادة انتخابه على رأس الحكومة الإسبانية، والثالثة بعد إعلان مدريد عن تغيير جذري في موقفها المتعلق بقضية الصحراء المغربية من خلال تأييدها موقف الرباط علنا وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافا دبلوماسيا كبيرا بين البلدين امتد لأشهر.
ويرافق سانشيز خلال هذه الزيارة وفد إسباني رفيع المستوى يضم وزراء في الحكومة ومسؤولين كبار إضافة إلى ثلة من كبار رجال الأعمال ورؤساء كبريات الشركات الإسبانية.
كما يرافقه وزير خارجيته خوسيه مانويل ألباريس، في هذه الرحلة، التي “تؤكد العلاقات العميقة التي باتت تربط بين البلدين”، وأكد مكتبه أن المغرب “جار صديق وحليف استراتيجي لإسبانيا في جميع المجالات”.
وكانت آخر زيارة لسانشيز للمغرب، كانت في فبراير الفارط، والتي وقع فيها مع نظيره المغربي عزيز أخنوش 19 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى في الرباط من أجل تعزيز “الشراكة الاستراتيجية”.
وفق وكالة “إيفي” الإسبانية ، فإن “قصر المونكلوا لم يذكر مسألة الاستقبال الملكي”، مبينة أن “التوقعات الرسمية تشير إلى أن الاستقبال سيكون من طرف رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش”.
وتأتي هذه الزيارة في سياق استمرار تعرقل إعادة فتح الجمارك التجارية عبر معابر سبتة ومليلية المحتلتين، وهو الملف الذي سبق أن طُرح جديده خلال زيارة لوزير الخارجية الإسباني، إيمانويل ألباريس، شهر ديسمبر الماضي، الذي أكد حينها “غياب جدول زمني متفق عليه حول الأمر”.
وشدد ألباريس على أن “كل ما تم الاتفاق حوله خلال القمة الثنائية الأخيرة بين البلدين، سيتم تنفيذه”، في حين أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المشكل في موضوع سبتة ومليلية “تقني، وليس سياسيا”.
والسياق الآخر لهذه الزيارة، هو استمرار “التباعد” بين الجزائر وإسبانيا، حيث الذي ألغى ألباريس زيارته إلى الجزائر لأسباب تدور رحاها، وبحسب وسائل إعلام إسبانية، إلى اشتراط المسؤولين الجزائريين تراجع مدريد عن موقفها الداعم لسيادة المغرب على صحرائه مقابل إتمام الزيارة.
وحافظت إسبانيا منذ إعلانها دعم الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية على موقفها رغم العديد من الضغوط الداخلية والخارجية. وبعد تشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة، زار ألباريس الرباط لتجديد هذا الدعم.
ومن المرتقب أيضا أن يحظر ملف التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات بين البلدين ضمن جدول أعمال زيارة سانشيز.
الملف الآخر أيضا الذي يفترض أن يحمله سانشيز إلى الرباط، هو التنسيق بين الدول الثلاث المستضيفة لمونديال 2030، المغرب والبرتغال وإسبانيا، الذي تسعى أيضا مدريد من خلاله للاستفادة من حصص من المشاريع المغربية.
وقبل أكثر من عام، عقد البلدان قمة ثنائية توجت بالتوقيع على 19 مذكرة تفاهم، همت العديد من القطاعات، أبرزها الأمن والاقتصاد، والصحة، والتعليم.
ووفق وزير الخارجية ناصر بوريطة، فإن “مدريد هي أول شريك تجاري خارجي للمملكة”، مشيرا خلال لقائه مع نظيره الإسباني، شهر ديسمبر الماضي ، إلى أن “العلاقات بين البلدين لها آفاق قوية في إطار تنظيم مونديال 2030، وتدفعنا إلى تطويرها بشكل كامل”.
وتعد إسبانيا الشريك التجاري الرئيسي للمغرب، ويعملان معاً في قضايا تشمل الهجرة، ومكافحة التطرف، والطاقة.