المغرب ينجح في مواجهة التطرف بالتوعية ونشر قيم التسامح الديني
أعلنت إدارة السجون وإعادة الإدماج في المغرب الثلاثاء الإفراج عن ما مجموعه 217 سجينا، مدانين بقضايا “التطرف والإرهاب” ضمن برنامج مصالحة منذ إطلاقه عام 2017 وذلك في بيان للهيئة الحكومية خلال حفل بالرباط عقب اختتام فعاليات الدورة 13 لهذا البرنامج.
وتمكنت الرباط من النجاح بشكل كبير في مواجهة الفكر المتطرف من خلال التوعية ونشر قيم التسامح الديني.
ولا تعول السلطات المغربية على المسألة الأمنية فقط لمواجهة المتطرفين فبالإضافة الى احباط الهجمات وتفكيك الخلايا وتجفيف المنابع المالية تقوم الرباط بتجفيف المنابع الفكرية للتطرف من خلال الاقناع والتوعية الدينية لأنها الوسيلة الفعالة لقطع دابر الإرهاب.
وبحسب البيان، “فقد تم الإفراج عن ما مجموعه 217 سجينا من إجمالي 301 استفادوا من برنامج مصالحة”.
ويشار إلى أنه بعد استفادة السجناء من هذا البرنامج، يستفيد أغلبهم من عفو ملكي (159 سجينا) والباقون (58 سجينا) انتهت مدة سجنهم.
وكان المغرب قد أعلن في نوفمبر الماضي إطلاق سراح جميع السجينات في قضايا الإرهاب والتطرف، إثر استفادتهن من برنامج “مصالحة” المخصص لإعادة تأهيل مدانين في تلك القضايا.
وأقر المغرب في 2016، استراتيجية جديدة بشأن المعتقلين وموظفي السجون، تهدف إلى ضمان أمن وسلامة السجناء، وتحسين ظروف الاعتقال وإعداد المعتقلين للاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
وفي 2017، أطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بالشراكة مع “الرابطة المحمدية للعلماء” و”المجلس الوطني لحقوق الإنسان”، برنامج “مصالحة” الذي يعمل على محاربة التطرف بالاعتماد على التربية الدينية والمواكبة النفسية، وتنظيم ورش عمل تعنى بالقانون ونشر ثقافة حقوق الإنسان وتقديم تأطير سياسي اقتصادي.
والمغرب من الدول القليلة الناجحة في مكافحة الإرهاب وفي برامج ” المناصحة” لمواجهة الفكر الإرهابي.
وأشاد تقرير صادر عن الخارجية الأميركية حول مكافحة الإرهاب للعام 2021 نشر في مارس الماضي على المغرب كشريك موثوق نجح إلى حد كبير في الحد من تنامي الأنشطة الإرهابية.
وأشار إلى أن المملكة المغربية استمرت في تطبيق إستراتيجيتها الشاملة والتي تشمل تدابير ويقظة أمنية إلى جانب تعاونها إقليميا ودوليا والتي تتضمن أيضا سياسات عملية ومنطقية في مكافحة التطرف.
ويعتمد المغرب منذ سنوات مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب والتطرف ونجح إلى حدّ كبير في تفادي اعتداءات إرهابية من خلال يقظة أمنية أفضت إلى تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
كما تصدى للدعاية للتطرف واعتمد مناهج علمية في التوعية من مخاطر التشدد الديني ورسخت مبادئ التسامح والتعايش وفتحت الباب لتعاون واسع مع شركاء غربيين لمحاصرة الظاهرة التي تزايدت في السنوات الأخيرة.
ونجحت الأجهزة المغربية كذلك في منع عدة هجمات إرهابية في دول أوروبية من خلال تعاون وازن ومعلومات موثوقة أفضت إلى اعتقال متطرفين كانوا يخططون لاعتداءات في دول أوروبية.
وأقرت اسبانيا ودول أوروبية أخرى بدور المغرب في تجنيبها مخططات إجرامية سواء تلك المتعلقة بالإرهاب أو الجريمة المنظمة خاصة بعد اعتداءات باريس 2015 التي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.