تعزيز التعاون بين الجيش المغربي والمينورسو لدعم الاستقرار في الصحراء
مثل لقاء المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية قائد المنطقة الجنوبية محمد بريظ الخميس بمقر القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة المينورسو ألكسندر إيفانكو جزء من الجهود الكبيرة التي تبذلها الرباط لدعم الاستقرار في الصحراء المغربية والعمل على مواجهة أية محاولة لزعزعة الأمن وبالتحديد من قبل جبهة البوليساريو التي تسعى جاهدة بتحريض من جهات إقليمية لتأجيج الأوضاع.
وأكدت القيادة العليا للقوات المسلحة في المغرب “أن الجانبين بحثا، بهذه المناسبة، مختلف أوجه التعاون بين القوات المسلحة الملكية وقوات المينورسو، معربين عن رغبتهما في تعزيزه خدمة للسلم والاستقرار في المنطقة”.
والتزمت القوات المغربية مرار بضبط النفس في التعاطي مع استفزازات بوليساريو وانتهاكاتها من خلال التواصل المستمر مع بعثة المينورسو في فضح جرائم الجبهة الانفصالية وكذلك دور بعض القوى الإقليمية في دعم تحركات مشبوهة تصدى لها المغرب بكل قوة لحماية مواطنيه وسيادته على ترابه لكن من خلال التزامه كذلك بالقانون الدولي وبالقرارات الدولية.
وأثبتت القوات المغربية مدى التزامها بالقوانين الدولية واحترام قرارات الأمم المتحدة من حيث موقفها المسؤول والعقلاني من هجوم البوليساريو في مدينة السمارة.
وفي ديسمبر الماضي شهدت مدينة السمارة هجوما تمثل في انفجارين في منطقتين متفرقتين، أحدهما وقع بالقرب من مخيم “الربيب”، فيما وقع الانفجار الثاني بالقرب من ثكنة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية حيث يتواجد مقر بعثة المينورسو في المدينة.
وجاء الهجوم بعد أسبوع من هجوم اخر تبنته جبهة البوليساريو أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين في محاولة من قبل الجبهة والداعمين لها لاستفزاز المغرب.
وقرر المغرب التمسك بالقنوات الدولية لمواجهة تلك الهجمات الاستفزازية لكن مع اتخاذ كل الخطوات لحماية التراب المغربي والتصدي لانتهاكات البوليساريو وتفويت الفرصة على الجهات التي تقدم الدعم العسكري والسياسي لها خاصة الجزائر.
وكانت “المينورسو” رفعت تقريرها بشأن الهجوم الإرهابي الأول وهو ما اثار حفيظة البوليساريو ومن يقفون وراءها.
وجاء ذلك الهجوم بعد أن رفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لأعضاء مجلس الأمن الدولي تقريره السنوي حول الوضع في الصحراء المغربية مشيدا بالتعاون الوثيق بين السلطات المغربية وبعثة “المينورسو” في الصحراء المغربية، فيما أشار إلى عرقلة الجبهة الانفصالية لمهام البعثة.
ونوّه غوتيريش حينها بالتعاون المستمر بين “المينورسو” والقوات المسلحة الملكية، مذكّرا بالزيارتين إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية للمنطقة الجنوبية بأغادير في سبتبمر/أيلول 2022 ويوليو/تموز الماضي.
وأكد أن المغرب استجاب بشكل إيجابي لطلب “المينورسو” باستئناف أنشطة إزالة الألغام في شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية، مؤكدا أن أي تحرك تقوم به البعثة في الصحراء المغربية يتم بموافقة المملكة، ما يفضح الأكاذيب التي تروج لها جبهة البوليساريو ومن ورائها الجزائر التي تدعمها وتوفر لها الغطاء السياسي.
وتكثف المساعي الأممية لحلّ النزاع المفتعل في الصحراء المغربية في الوقت الذي تتالى فيه الاعترافات الدولية والإقليمية بمغربية الصحراء والتأييد المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقترحها المملكة كحل وحيد وواقعي.
ويشدد المغرب على أن الحكم الذاتي تحت سيادته هو الحل السياسي الوحيد لإنهاء النزاع المفتعل في المنطقة، لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تريد إقامة دولة مستقلة وتعارض أي حل سياسي رغم مساعي الأمم المتحدة ودعواتها المتكررة لحل الأزمة سياسيا.
وأعلنت الولايات المتحدة في العام 2020 اعترافها بمغربية الصحراء وافتتحت 28 دولة أفريقية وعربية قنصليات لها في الداخلة أو مدينة العيون، بينما تتجه عدة دول أخرى إلى اتخاذ نفس الخطوة.
وأثارت هذه النجاحات الدبلوماسية غضب الجزائر التي سعت من خلال أداتها البوليساريو لتأجيج التوتر من خلال هجمات استهدفت المدنيين والأبرياء.