انتخاب قيادة جماعية لسفينة حزب الأصالة والمعاصرة المغربي
انتخب المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ثاني قوة سياسية في الائتلاف الحكومي الحالي في المغرب، مساء السبت، قيادة جماعية لإدارة دفة الحزب خلال السنوات الأربع المقبلة، في سابقة في المشهد السياسي بالبلاد وفي تاريخ الحزب الذي أعلن عن ميلاده في أغسطس 2008 لمواجهة الإسلاميين.
جاء ذلك خلال مؤتمره الوطني الخامس بمدينة بوزنيقة ما بين 9 و11 فبراير الجاري، تحت شعار “تجديد الذات الحزبية لضمان الاستمرارية”، لاختيار قيادة جديدة.
وجاء انتخاب القيادة الجماعية الجديدة لـ”الأصالة والمعاصرة”، بعدما أقرّ المجلس الوطني المنتخب بالإجماع لائحة الترشيح الجماعية التي ضمّت في عضويتها كلاً من الرئيسة السابقة للمجلس الوطني للحزب وزيرة الإسكان في حكومة عزيز أخنوش، فاطمة الزهراء المنصوري، ووزير الثقافة والشباب محمد مهدي بنسعيد والبرلماني صلاح الدين أبوغالي، فيما أعلن عن اختيار المنصوري منسقة وطنية للحزب.
وانتخب المجلس الوطني للحزب هذه القيادة بالأغلبية بعدما تقدمت لذلك بشكل منفرد.
وكان الأمين العام السابق للحزب عبداللطيف وهبي قد أعلن خلال جلسة افتتاح المؤتمر، الجمعة، عدم نيته الترشح لقيادة الحزب لولاية ثانية، في خطوة وضعت حداً للغموض بشأن هوية من يقود دفته خلال السنوات الأربع المقبلة.
وجاء انتخاب قيادة جماعية لحزب الأصالة والمعاصرة المعروف اختصاراً بـ”بام”، بعد إقرار مؤتمره الوطني في وقت سابق من مساء السبت تعديلاً على النظام الأساسي يقضي بفرز قيادة تتكون من ثلاثة أمناء عامين وممثل قانوني.
وفي أول تصريح لها، قالت المنصوري “هذه أمانة عامة جماعية لها خصوصية”، منوهة بعضوي المكتب السياسي الشابين اللذين سيرافقانها في قيادة الحزب (أبوالغالي وبنسعيد).
وتابعت “هؤلاء أبناء الحزب، شباب عاشوا وسط الحزب، حضروا بقوة ومارسوا سياسة القرب مع المواطنين محليا، نزهاء ومتشبعون بثوابت الوطن”.
وأكدت أن “ليست هناك أزمة قيادة، بل هناك أطر من مستوى عال، ولدينا مؤسسون، منهم الأب تاعنا أحمد اخشيشن”، مضيفة “سأسكت وسأشتغل كثيرا إن وضعتم فينا الثقة”.
ومن جانبه، قال عضو الأمانة العامة الجماعية صلاح الدين أبوالغالي إن “القيادة الجماعية هي دليل على أن الحزب يبتكر في التدبير”، وإن “هذا التدبير الجماعي المقترح سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ الحزب، وبداية مرحلة جديدة”.
وجاء حزب “الأصالة والمعاصرة” (ليبرالي) ثانيا في الانتخابات التشريعية بـ86 مقعدا، التي جرت في 8 سبتمبر 2021، خلف “التجمع الوطني للأحرار” (وسط)، الحاصل على 102 مقعد (من أصل 395).
ويوصف حزب الأصالة والمعاصرة، بأنه مقرب من السلطة، تم تأسيسه عام 2008، واكتسح الحزب الانتخابات البلدية في 2009 بنحو 21 بالمئة من المقاعد، مقارنة بـ7 بالمائة فقط لحزب العدالة والتنمية (إسلامي/ معارض).