المغرب وغامبيا يبحثان تعزيز تعاونهما العسكري
بتعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبل الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، الاثنين بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، الفريق مامات أو شام، رئيس أركان الدفاع بغامبيا، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة ما بين 4 و9 فبراير الجاري.
وذكر بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الدفاع بغامبيا تبادلا خلال هذا اللقاء، وجهات النظر بشأن مختلف أوجه التعاون بين القوات المسلحة الملكية والجيش الغامبي، ولا سيما التكوين وتبادل التجارب.
وأضاف البيان، أنه بعد التنويه بالمستوى الذي بلغته العلاقات بين البلدين، بحث المسؤولان أيضا سبل تعزيز هذا التعاون وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك، وخاصة تنظيم تدريبات عسكرية والمشاركة فيها.
ولفت إلى أن العلاقات بين المغرب وغامبيا، التي تتسم بالثقة والاحترام المتبادلين، ما فتئت تتعزز، خاصة منذ الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى غامبيا سنة 2006، والتوقيع مؤخرا بمدينة الداخلة على العديد من اتفاقيات التعاون.
ووقع المغرب وغامبيا، الخميس على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات تفاهم تهم عدد من القطاعات على رأسها الجمارك والسياحة والنقل والأمن.
وفي وقت سابق الخميس، أكد الوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون المغرب – غامبيا بالداخلة، أن المغرب وغامبيا يتطلعان للارتقاء بعلاقتهما إلى مستوى شراكة ملموسة ومتعددة الأبعاد.
وأوضح بوريطة، أن انعقاد هذه اللجنة “سيكون منطلقا لتطوير الصداقة والتضامن بين البلدين إلى شراكة ملموسة ومتعددة الأبعاد، وذلك في إطار رؤية قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس أداما بارو”.
وأضاف أن هذه اللجنة، التي تأتي بعد 10 سنوات من عقد آخر لجنة مشتركة بين البلدين، تهدف إلى إعادة تنشيط هذه الآلية المهمة في العلاقات الثنائية، مبرزا، في هذا الصدد، أن غامبيا كانت أول دولة تفتح قنصلية لها بالداخلة.
وأشار الوزير إلى أن عقد اللجنة المشتركة للتعاون يأتي، كذلك، في سياق التطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات المغربية – الغامبية، انسجاما مع رؤية قائدي البلدين، مما يجعل من انعقاد هذه اللجنة مناسبة أيضا لرصد المكتسبات وفتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية في السنوات المقبلة.
وسجل أن المغرب وغامبيا ليسا بلدين شقيقين وصديقين فحسب، بل هما شريكان قويان في شتى المجالات، بفضل التشاور والتنسيق من منطلق التضامن وتبادل الدعم، مذكرا بأن “غامبيا كانت دائما حليفا قويا وموثوقا للمغرب في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية”.
ومن جهة أخرى، قال بوريطة إن العلاقات بين المغرب وغامبيا شهدت تطورا مهما أيضا على المستوى الاقتصادي، موردا، في هذا السياق، أنه سيتم العمل على عقد منتدى اقتصادي مغربي-غامبي خلال شهر ماي المقبل.
وعلى المستوى الإنساني، أكد الوزير أن غامبيا تعد من الدول التي تستفيد بشكل مهم من المنح التي يقدمها المغرب، سواء في مجال التكوين الأكاديمي أو التكوين المهني، لافتا إلى قطاعات كالشباب والبيئة والتغيرات المناخية والسياحة والرياضة تعد أيضا مجالات ذات أولوية في العلاقة بين المغرب وغامبيا خلال السنوات المقبلة.
وعلى صعيد آخر، قال بوريطة إن المغرب يتابع باهتمام الإصلاحات التي يباشرها الرئيس أداما بارو منذ انتخابه رئيسا لجمهورية غامبيا، بهدف تعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد.
وأشار بوريطة إلى أنه، في إطار رؤية الرئيس أداما بارو في ما يخص الأمن والاستقرار ببلاده، يمكن للمغرب أن يتقاسم تجربته مع غامبيا، وذلك انسجاما مع رؤية الملك محمد السادس للتعاون جنوب-جنوب.
وتشكل الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون المغرب-غامبيا فرصة لبحث آفاق جديدة لتعزيز أواصر التعاون الثنائي، ومناسبة لإرساء شراكات مثمرة في العديد من المجالات.
وتوجت أشغال هذه الدورة، التي ترأسها بوريطة ونظيره الغامبي، مامادو تانغارا، وحضرها على الخصوص، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، وممثلو عدد من القطاعات الحكومية بالبلدين، بالتوقيع على 11 اتفاقية تشمل عددا من مجالات التعاون الثنائي.
وجددت غامبيا، الخميس بالداخلة، التأكيد على دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة، ولمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد ذي مصداقية وواقعي لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية، وذلك في بيان مشترك بين وزارة الخارجية المغربية ونظيرتها الغامبية صدر عقب أشغال الدورة الثالثة للجنة المختلطة للتعاون المغرب – غامبيا.
وجاء في البيان المشترك “بعدما ذكر بفتح قنصلية عامة لغامبيا بالداخلة في يناير 2020، جدد تانغارا التأكيد أيضا على دعم بلاده للمبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة في 2007، والتي تشكل الحل الوحيد ذا مصداقية، والواقعي لتسوية هذا النزاع”.
وأعرب في هذا الصدد، عن الدعم القوي لجمهورية غامبيا في البحث عن حل مستدام، يحافظ على الوحدة الترابية ووحدة وسيادة المملكة المغربية، تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة. كما أشادت جمهورية غامبيا، الخميس، بالجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس من أجل تنمية القارة الأفريقية، وفق البيان.
كما جدّد الطرفان في البيان المشترك، عزمهما على المشاركة في جهود تسوية النزاعات في أفريقيا، معربين عن ارتياحهما للتطابق التام لوجهات نظرهما بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، التي تم التطرق إليها.