أخنوش يلقي الضوء على انجازات المغرب التنموية تحت قيادة الملك محمد السادس
أبرز رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في حوار لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية نشر الأربعاء الإنجازات التي يحققها المغرب في المجال التنموي تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس ما جعل البلاد نموذجا عالميا في الالتزام بمبادئ أهداف التنمية المستدامة في مختلف المجالات مع استمرار جهود التطوير والتحديث ما يجعل الرباط شريكا موثوقا وهاما لروما وأوروبا.
وتحدث أخنوش عن إنجازات المملكة في مجالات البنى التحتية والصناعة والفلاحة والسياحة وهي مجالات أبدع المغرب فيها وحقق مكاسب كبيرة تشهد بها مختلف التقارير الدولية التي تحظى بمصداقية.
وقال عقب مشاركته في قمة “إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك” التي انعقدت أشغالها يومي 28 و29 يناير الجاري بروما “لقد قمنا بتشييد بنى تحتية وفقا لأفضل المعايير الدولية، مع ربط جوي-بري-بحري غير مسبوق في المنطقة” مشددا على أن “المملكة طورت شبكة طرق سريعة تمتد لأزيد من 2000 كيلومتر، وأول خط سكة حديدية فائق السرعة في إفريقيا، وأكبر ميناء في القارة على البحر الأبيض المتوسط وقريبا أهم بنية تحتية بحرية في المحيط الأطلسي، فضلا عن 14 مطارا دوليا ما يقدم قدرة انتشار إفريقية مهمة للغاية”.
كما شدد على أن هذه البنى التحتية مكنت المغرب من تطوير صناعات فعالة لاسيما في السيارات والطيران “اللذين يعتبران اليوم مرجعا” إضافة لفلاحة “مرنة وسيادية” فضلا عن قطاع سياحي “جذاب بشكل خاص”.
وحقق المغرب نقلة حقيقية في مجال صناعة السيارات لتنافي دولا مثل الصين والهند حيث باتت أكبر منتج للسيارات في إفريقيا، وثالث أكبر منتج عالميا بعد الصين والهند، بإنتاجها سيارة كل دقيقة ونصف ليكشف في منتصف مايو الماضي عن أول سيارة محلية الصنع تحمل اسم “نيو”.
وفي مجال صناعة الطائرات شجعت الحكومة المغربية موردي قطاع الطيران على الاستثمار في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، على أمل محاكاة نجاحها في صناعة السيارات فأقامت مراكز لتسريع سلاسل الإمداد وتبادل الخبرات.
وأضاف أخنوش أن المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس تمكنت أيضا من أن تصبح “المنتج الإفريقي الرئيسي للطاقات المتجددة وتعزيز مكانتها الرائدة في مجال التحول الأخضر” حيث سلط الضوء على استراتيجية تنمية الطاقة المتجددة التي تم إطلاقها في العام 2009.
وفعلا حقق المغرب تطورا كبيرا في مجال الطاقات المتجددة ليكون قطبا عالميا في انتاج الطاقة الشمسية بتدشين أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم حيث يستعد لتزويد بريطانيا بالكهرباء المتجددة عبر أطول كابل كهربائي بحري في العالم يربط الرباط بالمملكة المتحدة.
وأطلقت الخطوط الملكية المغربية و”إفريقيا سي.إم.دي.سي” أول رحلة طيران خالية من الكربون من القارة الإفريقية مزودة بوقود الطيران المستدام، تزامنت مع انعقاد مؤتمر المناخ كوب 28 في دبي.
كما أبرز أخنوش جهود المغرب في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، ومبادرة أنبوب الغاز النيجيري-المغربي، التي ستساهم في أمن الطاقة لغرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي، مسجلا اهتمام إيطاليا بمبادرات المملكة في هذا المجال.
ويعول الاتحاد الأوروبي على المغرب في مجال التزود بالطاقة والغاز وذلك بعد أزمة الطاقة اثر العقوبات المفروضة على روسيا بعد حربها في أوكرانيا.
وشدد على عمق واستراتيجية العلاقات الإيطالية المغربية وخاصة التعاون في المجال الطاقي منوها باختيار رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني المغرب كأحد البلدان الأولى التي ستطلق فيها استثمارات جديدة في قطاع الطاقات المتجددة.
وكشف رئيس الحكومة المغربية عن مشروع “مركز امتياز كبير للتكوين المهني في مجال الطاقات المتجددة”.
وتطرق لخطة “ماتيي” الإيطالية وهي الشراكة الإستراتيجية الجديدة المخطط لها مع الدول الإفريقية لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والتي تتضمن برنامجا واسعا للاستثمار والشراكات في قطاع الطاقة مع الدول الافريقية.
وقال عزيز أخنوش أن هذه المبادرة تهدف إلى دمج إفريقيا في سلاسل القيمة العالمية مؤكدا ضرورة “إشراك القطاع الخاص الإيطالي والدول الأوروبية والإفريقية لرفع هذا التحدي” وأضاف ان الخطة الحالية “تتطلب أيضا أن تتوافق الموارد المعبأة فعليا مع الطموحات المتوقعة”.
وتحدث عن ضرورة دعم الاستثمارات بين الدول أوروبا وافريقيا قائلا أن “الاستثمارات بين أوروبا وإفريقيا يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في إدارة تدفقات الهجرة إذا تم إطلاقها بمنطق الشراكة والتنمية المشتركة” مشيرا كذلك لنموذج استثمارات شركة مجموعة “ستيلانتيس” للسيارات، التي أعلنت سنة 2022 عن رغبتها في مضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصنعها بالقنيطرة.