أخنوش يستعرض نجاحات المغرب في البنى التحتية والطاقات المتجددة
عدّد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال تطوير بنيتها التحتية، ما ساهم في تحسين مسيرتها التنموية تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، مؤكّدا أن بلاده قطعت أشواطا هامة في مجال تطوير الصناعات الحديثة والذكية، إلى جانب نجاحات محققة في تنفيذ إستراتيجيته للطاقات المتجددة بأفريقيا.
وقال أخنوش في حوار لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية الأربعاء عقب مشاركته في قمة “إيطاليا – أفريقيا.. جسر للنمو المشترك”، “لقد قمنا بتشييد بنى تحتية وفقا لأفضل المعايير الدولية، مع ربط جوي – بري – بحري غير مسبوق في المنطقة”.
وأشار رئيس الحكومة المغربية إلى أن “المملكة طورت شبكة طرق سريعة تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر، وأول خط سكة حديد فائق السرعة في أفريقيا، وأكبر ميناء في القارة على البحر الأبيض المتوسط، وقريبا أهم بنية تحتية بحرية في المحيط الأطلسي، فضلا عن 14 مطارا دوليا، ما يقدم قدرة انتشار أفريقية مهمة للغاية”.
وكان الملك محمد السادس قد وجّه خلال منتدى الاستثمار الأفريقي الذي انعقد في مراكش في نوفمبر الماضي بتعزيز شبكة الطرق السيارة في المملكة لتصل إلى 3 آلاف كيلومتر بحلول العام 2030.
المغرب أطلق طلب عروض لاقتناء عشرات القطارات، توازيا مع خطة تطوير الصناعات في مجال السكك الحديد
وأكد أخنوش أن “هذه البنى التحتية مكنت المغرب من تطوير صناعات فعالة، لاسيما في السيارات والطيران اللذين يعتبران اليوم مرجعا، وكذلك فلاحة مرنة وسيادية، فضلا عن قطاع سياحي جذاب بشكل خاص.
وسجّلت المملكة العام الماضي رقما قياسيا باستقبال 14.5 مليون سائح، وفق وزارة السياحة المغربية التي وصفت الإنجاز بـ”التاريخي”، مشيرة إلى أن الزيادة تقدر بـ34 في المئة.
وأضاف أن المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس تمكنت أيضا من أن تصبح “المنتج الأفريقي الرئيسي للطاقات المتجددة وتعزيز مكانتها الرائدة في مجال التحول الأخضر”، مسلطا الضوء على إستراتيجية تنمية الطاقة المتجددة التي تم إطلاقها في العام 2009.
وشهدت المملكة تحوّلات كبرى في مجال البنية التحتية منذ سنوات كمحفز لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية ضمن إستراتيجية تهدف إلى ربط المناطق الصناعية بالموانئ وتسهيل التوريد والتصدير.
المغرب أطلق طلب عروض لاقتناء عشرات القطارات من بينها 18 قطارا فائق السرعة، توازيا مع خطة تطوير الصناعات في مجال السكك الحديد المغربية.
وأبرز رئيس الحكومة جهود المغرب في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، ومبادرة أنبوب الغاز النيجيري – المغربي التي ستساهم في أمن الطاقة لغرب أفريقيا والاتحاد الأوروبي، مسجلا اهتمام إيطاليا بمبادرات المملكة في هذا المجال.
ونوه أخنوش باختيار رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني المغرب كأحد أول البلدان التي ستطلق فيها استثمارات جديدة في هذا القطاع، موضحا أن الأمر يتعلق بـ”مركز امتياز كبير للتكوين المهني في مجال الطاقات المتجددة”.
وبخصوص “خطة ماتي” التي تم تقديمها في إطار القمة، أوضح رئيس الحكومة أن هذه المبادرة تهدف إلى دمج أفريقيا في سلاسل القيمة العالمية، مشيرا إلى أنه “من الضروري إشراك القطاع الخاص الإيطالي والدول الأوروبية والأفريقية لرفع هذا التحدي”، مضيفا أن الخطة “تتطلب أيضا أن تتوافق الموارد المعبأة فعليا مع الطموحات المتوقعة”.
وكانت ميلوني قد كشفت في تصريح الاثنين الماضي أن “خطة ماتي” تبلغ قيمتها الأولية أكثر من 5.5 مليار يورو (نحو 6 مليارات دولار)، بما في ذلك الضمانات العامة لمشروعات الاستثمار، مؤكدة أنها شكل جديد من أشكال الشراكة بين إيطاليا والقارة الأفريقية.
المغرب عزّز ريادته في الاستثمار في الطاقات المتجددة ودخل في شراكات مع أكبر الشركات العالمية الرائدة في المجال
كما أكد أخنوش أن “الاستثمارات بين أوروبا وأفريقيا يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في إدارة تدفقات الهجرة، إذا تم إطلاقها بمنطق الشراكة والتنمية المشتركة”، مسلطا الضوء على نموذج استثمارات شركة مجموعة “ستيلانتيس” للسيارات التي أعلنت سنة 2022 عن رغبتها في مضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصنعها بالقنيطرة.
وعزز المغرب ريادته في المنطقة في الاستثمار في الطاقات المتجددة والنظيفة ودخل في شراكات مع أكبر الشركات العالمية الرائدة في المجال، فيما يمضي بثبات على طريق تنفيذ إستراتيجيته الهادفة إلى الحصول على 52 في المئة من احتياجاته من الكهرباء من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، ارتفاعا من نحو 30 في المئة حاليا.
وتطرّق أخنوش إلى مشروع أنبوب الغاز النجيري – المغربي باعتباره رافعة إستراتيجية للاندماج الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان غرب أفريقيا، كما سيساهم في إمداد أوروبا بالطاقة، مشيرا إلى اهتمام إيطاليا بالمبادرات المغربية في مجال الطاقات المتجددة.
ومثّل أخنوش، الملك محمد السادس في قمة “إيطاليا – أفريقيا.. جسر للنمو المشترك” التي انعقدت أشغالها يومي 28 و29 يناير الماضي بالعاصمة الإيطالية روما.
ويأتي انعقاد هذه القمة في سياق مسار بدأته الحكومة الإيطالية منذ تولي مهامها، عبر العديد من الاجتماعات، أهمها المؤتمر حول التنمية والهجرة المنعقد بروما في يوليو الماضي، والذي تم خلاله إطلاق “مسلسل روما”.