المغرب يفكك في ضربة استباقية شبكة تُجند جهاديين لداعش
أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب اليوم الثلاثاء عن تفكيك شبكة إرهابية تنشط في تجنيد وإرسال مقاتلين إلى داعش وذلك في إطار المقاربة الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية.
ويتزايد خطر الإرهاب مع ارتفاع معدلات تفكيك “الخلايا النائمة”، إذ تزحف الحركات المتطرفة من الساحل الأفريقي باتجاه منطقة شمال أفريقيا، خاصة المغرب، نظرا إلى موقعه الجيو-إستراتيجي.
وتتكون الشبكة، وفق بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، من أربعة عناصر تتراوح أعمارهم ما بين 35 و40 سنة، بكل من مدن طنجة، الدار البيضاء، بني ملال وانزكان، ينشطون في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين من أجل الالتحاق بفرع تنظيم داعش بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.
وذكر البيان أن إحباط المخطط الإرهابي جرى اليوم الثلاثاء وأمس الاثنين، وأن التحريات أثبتت أن هذه الشبكة تقوم بالتنسيق مع قياديين لهذا التنظيم بالساحل جنوب الصحراء في أفق تسهيل التحاق متطرفين بهذه المنطقة.
وأضاف البيان أن إجراءات التفتيش المنجزة بمنازل المشتبه فيهم مكنت من حجز مجموعة من المعدات الإلكترونية، ومبالغ مالية وأسلحة بيضاء عبارة عن سيوف من الحجم الكبير، وأقنعة وقفازات بالإضافة إلى بندقية.
وتأتي هذه العملية الاستباقية، وفق البيان، في سياق انخراط الأجهزة الأمنية المغربية في مواجهة تنامي التهديدات التي يشكلها داعش وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، لاسيما بعد توالي الدعوات التحريضية الصادرة عن هذه التنظيمات الداعية للالتحاق بمعاقلها خصوصا بمنطقة الساحل.
وتكشف العمليات الأمنية الأخيرة أن الأجهزة الاستخباراتية المغربية استبقت مخاطرها، من خلال تكثيف الرباط التعاون الأمني مع دول الساحل لمحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب، وعياً منها بالوضع الداخلي الهش للمنطقة الذي ينعكس على بلدان الشمال الأفريقي.
وتم الاحتفاظ بالأشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على ذمة التحقيق الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، وذلك لرصد التقاطعات التي تجمعهم بالتنظيمات الإرهابية خارج المغرب والكشف عن مخططاتهم ومشاريعهم الإرهابية المحتملة.
وسيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وتعتبر منطقة الساحل والصحراء، خاصة المثلث بين شمال مالي والنيجر وبوركينافاسو، مركزا تنشط فيه الجماعات المتطرفة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، اعتبارا للفراغ الأمني الحاصل والصراع الدولي بالمنطقة.
وراكم المغرب على مدى سنوات خبرة عالية في مجال العمل الاستخباري ومكافحة الإرهاب، الأمر الذي ساعده على تحقيق إنجازات كبيرة خلال السنة الماضية.
وحققت الاستخبارات المغربية عدة إنجازات كان أهمها تفكيك مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في أكتوبر الماضي، كانت على وشك مهاجمة مدن طنجة وتطوان وإنزكان آيت ملول.
وتحظى جهود المغرب في مكافحة الإرهاب والتطرف بإشادة دولية، حيث جاء التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية صادر في يناير من العام الماضي مليئا بالثناء والمديح للأدوار التي تلعبها الرباط في التصدي للظاهرة وإحباط الكثير من المخططات في نقاط كثيرة من العالم.
وأفادت الخارجية الأميركية، في التقرير الخاص بسنة 2022، بأن المغرب يمثل “عنصرا مهما ضمن التنسيق التاريخي والتعاون القوي مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب”، مؤكدة أنه “واصل استراتيجيته الشاملة، التي ضمنها الرفع من اتخاذ التدابير الأمنية اليقظة، والتعاون الإقليمي والدولي، ووضع سياسات لمكافحة التّطرف”.
وأشار التقرير إلى أن المغرب استضاف، الاجتماع الوزاري لعام 2022 للتحالف الدولي ضد داعش، وساهم في وضع مجموعة من التدابير لمكافحة تمويل داعش، والتركيز أيضا على منطقة أفريقيا (أفريكا فوكيس)، لافتا إلى أن “المغرب أيضا عضو في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF) وتولى منصب المشاركة في رئاسة المنتدى ذاته (ثلاث ولايات متتالية) قبل تسليمها لمصر.