العاهل المغربي يبحث مع رئيس نيجيريا الجديد مشروع أنبوب الغاز

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء مباحثات هاتفية مع رئيس نيجيريا بولا أحمد أديكونلي تينوبو، وفق ما أفاد بلاغ للديوان الملكي، موضحا أن المباحثات تناولت الدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية.

كما تحدث الزعيمان عن مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي نيجيريا-المغرب، المشروع الواعد الذي من المتوقع أن يحدث نقلة نوعية ليس في العلاقات المغربية النيجيرية فحسب بل في مجمل الدول الافريقية التي سيمر عبرها الأنبوب ضمن رؤية المملكة لتعزيز التنمية في افريقيا والدفع نحو شراكات أوسع خدمة لشعوب المنطقة.

والمشروع المهيكل سيشكل رافعة إستراتيجية للاندماج الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجموع بلدان غرب إفريقيا، بينما جاءت مبادرة الأطلسي التي طرحها الملك محمد سادس في الفترة الأخيرة لتعزيز التكامل بين دول الساحل ودول غرب افريقيا.

وقال الديوان الملكي في بلاغه إن العاهل المغربي وجه دعوة للرئيس النيجيري للقيام بزيارة رسمية للمغرب، سيتم تحديد تواريخها عبر القنوات الدبلوماسية.

ويأتي الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس وبولا أحمد أديكونلي تينوبو الذي تولى منصبه في مايو 2023 خلفا لمحمد بخاري تأكيدا على استمرارية العلاقات الثنائية والسعي لتعزيز وتطويرها وأن ما تم الشروع فيه في عهد بخاري هو مشروع دولة يواصله الرئيس النيجيري الحالي.

كما يشير التواصل الملكي مع الرئيس النيجيري الجديد إلى الرؤية المستقبلية والاستشرافية للعلاقات مع نيجريا والدفع بالدينامية الافروأطلسية وتكتل الساحل وهي التي من المتوقع أن تشكل محور الاهتمام من الجانبين.

خطوات ثابتة

وفي الوقت الذي سعت فيها جهات بينها الجزائر للتشكيك في مشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب، جاءت الإجابة سريعا في الأشهر الماضية من عدة دول أعلنت انخراطها في المشروع ما يقلص كلفة الانجاز ويخفف الأعباء المالية على الدول الرئيسية التي تبنته.

وفي يونيو من العام الماضي انضمت أربع دول افريقية رسميا لمشروع خط أنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا بالمغرب ليرتفع عدد الدول المنخرطة فيه إلى عشر وهو ما يعزز إلى حدّ كبير جهود المضي بثبات نحو الانجاز الذي يتطلب تمويلات ضخمة ويحتاج إلى توسيع الشراكات الإفريقية وهو ما يوسع في الوقت ذاته روابط دول المنطقة بالمملكة التي عدلت بوصلتها خلال السنوات الماضية نحو العمق الإفريقي كقاطرة للتنمية وأيضا كلاعب محوري في دعم وتعزيز الاستقرار.

ووقّعت كوت ديفوار وليبيريا وغينيا والبنين في مقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بلاغوس مذكرة تفاهم مع المغرب ونيجيريا وهي تتمة للمذكرات الموقعة في العام 2022 مع مجموعة ‘إيكواس’ وموريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وسيراليون وغانا. وحضر حينها عن الجانب المغربي أمينة بنخضرا المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن.

ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها في يونيو من العام الماضي تؤكد التزام مختلف الأطراف بهذا المشروع الإستراتيجي الذي سيعزز تسييل موارد الغاز الطبيعي للبلدان الأفريقية وسيوفر طريق تصدير بديل جديد إلى أوروبا”.

ويمر خط أنبوب الغاز عبر دول نيجيريا وبنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وانتهاء بالمغرب. وأعلنت نيجيريا والمغرب عزمهما بناء خط الأنابيب في عام 2016 وأجريا دراسات جدوى بشأن المشروع الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تصدير الغاز إلى أوروبا.

وقالت شركة “إن.إن.بي.سي” النيجيرية للنفط إن “التكلفة المقدرة تبلغ حوالي 25 مليار دولار. لدينا رؤية بالفعل عن مصدر هذا التمويل. ليس لدينا أي مخاوف”.

وسيبلغ طول خط أنابيب الغاز 5600 كيلومتر وسيضخ ما يصل إلى أربعة مليارات قدم مكعبة قياسية يوميا عند اكتماله، وستأتي الإمدادات من نيجيريا والسنغال وموريتانيا.

وسيؤدي المشروع إلى تكامل اقتصادي في غرب أفريقيا إضافة إلى الشبكة الحالية لخطوط أنابيب الغاز التي توصل الإمدادات إلى أوروبا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: