المحافظة على التقاليد والأعراف من مقومات الأسر المغربية المقيمة في الخارج
كشفت ندوة دولية نظمت بالرباط أن المغاربة المقيمين خارج البلد يتميزون بتشبثهم بعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم، وأن الأجيال المتعاقبة ظلت تحافظ على هذه الأعراف على مر التاريخ.
وتوقفت الندوة التي تناولت موضوع “قيم الأسرة المغربية بين بلدان الإقامة والبلد الأم” عند تجليات الثقافة والتقاليد والأعراف المغربية والاستماتة في الدفاع عن الهوية المغربية والتربية على قيم الوطنية والمواطنة.
وقال رئيس جامعة الكفاءات المغربية بالخارج رضوان القادري إن المغاربة يتميزون بتشبثهم بعاداتهم وقيمهم، موضحا أن الأجيال المتعاقبة ظلت تحافظ على هذه الأعراف وقواعد السلوك على مر التاريخ.
وبعدما تطرق إلى التحولات والتغيرات التي تعرفها المجتمعات البشرية بسبب التطور الحاصل في مجالات التواصل والمعرفة والرقمنة والذكاء الاصطناعي، استحضر القادري كيف استطاع مغاربة العالم صون قيمهم الدينية وأسلوبهم الاجتماعي في العيش وتراثهم الذي يزاوج بين الحضاري والتقليدي، وحماية مكتسباتهم من الحقوق الأساسية والحريات العامة.
موضوع قيم الأسرة يرتبط في جزء كبير منه بتمكين الأسرة من عناصر الحياة الفاعلة والحية من قبيل القيم الأخلاقية النبيلة
وقالت رئيسة رابطة كاتبات أفريقيا والمغرب بديعة الراضي إن البعد الوطني والإقليمي لموضوع الندوة يشمل الأمن الثقافي والمجتمعي والفكري والمفهوم الهوياتي، الذي أضحى متداخلا تتمازج فيه الهويات التي لا تقوى على الصمود أمام التحديات الرقمية.
ونوهت الراضي، وهي أيضا عضو بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، بالأسر المغربية المقيمة بالخارج لالتحامها بوطنها الأم والتشبث بثوابت الأمة وركائزها والدفاع عن رموزها في مختلف المحافل، لافتة إلى أن هذه الأسر تجسد، كذلك، تمسك المغرب بالدفاع عن الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والروحية.
من جهته، تطرق مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية عبدالحميد عشاق إلى السياق الخاص الذي يأتي فيه تنظيم هذه الندوة العلمية، والمتمثل في إعادة النظر في مدونة الأسرة بغية مواءمة مقتضياتها مع تطور المجتمع المغربي.
وتعاني الأسر المغربية المقيمة في الخارج، خاصة النساء، من جملة من الإشكالات المتعلقة بتطبيق مقتضيات مدونة الأسرة، وهو ما حدا بالوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج إلى عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات، بهدف التنسيق مع مختلف المتدخلين من القطاعات الحكومية المعنية لتجاوز هذه الإشكالات.
وأوضح عشاق، في كلمة تلاها نيابة عنه الدكتور عبدالله رشدي، أن موضوع قيم الأسرة يرتبط في جزء كبير منه بتمكين الأسرة من عناصر الحياة الفاعلة والحية من قبيل القيم الأخلاقية النبيلة والصدق والعدالة والمواطنة لما تقتضيه من تعلق بالوطن ورموزه.
بدوره، اعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري أن موضوع هذه الندوة الدولية يتسم بالراهنية والجدية والاستعجالية، باعتباره يشكل فرصة للتأمل والتعمق من خلال نقاشات رصينة في واقع المغاربة المقيمين في الخارج في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم على أصعدة عدة.
أما رئيس المجلس العلمي الجهوي محمد أصبان فقد استحضر عناية الإسلام بالأسرة والمجتمع، مشددا على ضرورة حماية ركائز الأسرة باعتبارها عماد المجتمع ونواته الصلبة.
وتروم هذه الندوة الفكرية، التي نظمتها جامعة الكفاءات المغربية بالخارج بشراكة مع رابطة كاتبات أفريقيا والمغرب، تشخيص واقع قيم الأسرة المغربية والهوية الوطنية ببلدان المهجر في علاقاتها بالمغرب، البلد الأم، ومدى تأثر مغاربة العالم بالهوية والعادات والتقاليد الأجنبية ومدى تمكسهم بهويتهم الوطنية الأصلية وقيم المواطنة والتمسك بالثوابت الوطنية.
وقد شهدت هذه الندوة العلمية مشاركة ثلة من الباحثين من خلال مداخلات بحثية ناقشت تفاصيل الحياة الاجتماعية لمغاربة العالم في ظل عالم متغير، وإشكالية ملاءمة الاتفاقيات الدولية مع التشريع المغربي.