المغرب لتقديم أوراق اعتماده في أمم أفريقيا أمام تنزانيا
يستهلّ المغرب رابع مونديال 2022 كأس أمم أفريقيا لكرة القدم اليوم الأربعاء بمواجهة سهلة نظريا أمام تنزانيا الساعية إلى تحقيق فوزها الأول في ثالث مشاركاتها، فيما تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية زامبيا في لقاء قوي ومتكافئ، لحساب المجموعة السادسة.
أبيدجان- عقب ظهوره المذهل في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر وحصوله على المركز الرابع، يخوض المنتخب المغربي أول بطولة كبرى بعد تحقيقه هذا الإنجاز، حينما يشارك في نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2023 بكوت ديفوار.
إثارة وندية
ويسعى منتخب المغرب، الذي يشارك للمرة الـ19 في البطولة، لتحقيق انطلاقة رائعة في بداية مشواره بكأس أمم أفريقيا، عندما يستهل مشواره في المجموعة السادسة بمرحلة المجموعات للمسابقة القارية، بمواجهة منتخب تنزانيا الأربعاء، وذلك في الجولة الأولى للمجموعة، التي تشهد أيضا مواجهة أخرى بين الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
وتنذر لقاءات تلك المجموعة بالكثير من الإثارة والندية، لاسيما أنها الوحيدة من بين المجموعات الست في الدور الأول لأمم أفريقيا 2023، التي تشهد تواجد 3 منتخبات سبق لها الحصول على البطولة.
ويبحث منتخب المغرب عن لقبه الثاني في أمم أفريقيا، عقب تتويجه بالكأس عام 1976 بإثيوبيا، فيما نالت الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) البطولة عامي 1968 و1974 في إثيوبيا ومصر على الترتيب، وتوجت زامبيا ببطولتها الوحيدة في نسخة 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية.
ويتجدد الموعد بين منتخبي المغرب وتنزانيا مرة أخرى، حينما يلتقيان على ملعب (لوران بوكو) بمدينة سان بيدرو، وذلك بعد أقل من شهرين على مواجهتهما في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 بالعاصمة التنزانية دار السلام.
وتغلب المنتخب المغربي 2 – 0 على مضيفه التنزاني في 21 نوفمبر الماضي بالجولة الثانية في المجموعة الخامسة بالتصفيات، حيث أحرز حكيم زياش الهدف الأول لمنتخب أسود الأطلس، معوضا ركلة الجزاء، التي أهدرها زميله أشرف حكيمي في الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء، فيما جاء الهدف الثاني عبر النيران الصديقة، عقب تسجيل باكاري موامنييتو، مدافع منتخب تنزانيا هدفا بالخطأ في شباك فريقه في الشوط الثاني.
وتضاعفت معاناة المنتخب التنزاني في المباراة، بعدما اضطر إلى اللعب بعشرة لاعبين عقب طرد لاعبه الشاب نوفاتوس ميروشي، ليظفر المنتخب المغربي بالنقاط الثلاث في النهاية. ورغم أن مواجهة المنتخبين المغربي والتنزاني اليوم هي الأولى بينهما في أمم أفريقيا، فقد سبق أن التقيا في أكثر من مباراة رسمية، حيث يحمل هذا اللقاء الرقم 6 بينهما.
وشهدت المواجهات الخمس السابقة تفوقا كاسحا للمنتخب المغربي، الذي حقق 4 انتصارات، مقابل فوزا وحيدا لتنزانيا، وأحرز المغاربة 9 أهداف خلالها، فيما استقبلت شباكهم 5 أهداف.
ويبحث المنتخب المغربي، الذي بات أول فريق عربي وأفريقي يصعد إلى الدور قبل النهائي في كأس العالم، عن تحقيق انتصار ضخم يبعث من خلاله رسالة شديدة اللهجة لمنافسيه عن قدومه بقوة للمنافسة على اللقب وإنهاء سوء الحظ الذي لازمه على مدار 48 عاما.
من جانبه، يطمح منتخب تنزانيا، الذي يتولى قيادته المدير الفني الجزائري عادل عمروش، لتحقيق المفاجأة وحصد انتصاره الأول في البطولة القارية التي يشارك فيها للمرة الثالثة، بعد نسختي 1980 بنيجيريا و2019 في مصر. وخلال مشاركتيه السابقتين بأمم أفريقيا، حقق منتخب تنزانيا، الذي يتواجد في المركز الـ121 عالميا والـ32 أفريقيا في تصنيف فيفا، تعادلا وحيدا، فيما تلقى 5 هزائم، وسجل لاعبوه 5 أهداف ومنيت شباكه بـ14 هدفا من منافسيه.
ويحلم المنتخب التنزاني، الذي تبلغ قيمته التسويقية 6.78 مليون يورو فقط، باجتياز مرحلة المجموعات لأول مرة في المسابقة، غير أن مهمته لن تكون بالسهلة بطبيعة الحال، في ظل نقص خبرة لاعبيه. وتضم قائمة منتخب تنزانيا، الملقب بـ”ملوك الطوائف” 27 لاعبا في البطولة، نصفهم يلعب في أندية الدوري التنزاني، أما النصف الآخر فيلعب بأندية متواضعة بأوروبا، فيما يعد علي ساماتا، مهاجم باوك سالونيك اليوناني، وسايمون مسوفا، نجم شبيبة القبائل الجزائري، أبرز لاعبيه في المسابقة.
ذكريات النهائي
بعد مرور 9 أعوام على مواجهتهما الأخيرة في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، يعود منتخبا الكونغو الديمقراطية وزامبيا لمواجهة بعضهما البعض في افتتاح مشوارهما في المسابقة القارية. وتعتبر مباراة الكونغو الديمقراطية وزامبيا هي الوحيدة بين لقاءات الجولة الأولى في مرحلة المجموعات بالمسابقة الحالية، التي تقام بين منتخبين سبق لهما الظفر بكأس الأمم الأفريقية من قبل.
وتوج منتخب الكونغو الديمقراطية بكأس أمم أفريقيا عامي 1968 بإثيوبيا و1974 في مصر، فيما حصل منتخب زامبيا على لقبه الوحيد عام 2012 في غينيا الاستوائية والغابون.
ويعيد هذا اللقاء إلى الأذهان مواجهة المنتخبين في نهائي نسخة أمم أفريقيا عام 1974، التي استمرت لمدة 3 ساعات ونصف الساعة، لتصبح المباراة النهائية الأطول في تاريخ المسابقة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957.
وكان المنتخبان التقيا في 12 مارس 1974 في المباراة النهائية للمسابقة، حيث احتكما للعب وقت إضافي مدته نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين إثر انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1 – 1.
وانتهى الوقت الإضافي بينهما بالتعادل الإيجابي 2 – 2، ليضطرا إلى خوض مباراة إعادة بعد 48 ساعة على انتهاء تلك المواجهة، حيث كانت اللائحة آنذاك لا تنص على لعب ركلات الترجيح في حال انتهاء المباراة النهائية بالتعادل في الوقتين الأصلي والإضافي، كما هو الحال الآن.
المواجهات الخمس السابقة شهدت تفوقا كاسحا للمنتخب المغربي، الذي حقق 4 انتصارات، مقابل فوزا وحيدا لتنزانيا، وأحرز المغاربة 9 أهداف خلالها
وانتصر منتخب الكونغو الديمقراطية 2 – 0 في مباراة الإعادة، ليحصل على الكأس للمرة الثانية في تاريخه، حيث مازال يبحث عن إعادتها إلى خزائنه مجددا منذ ذلك الحين. وانتظر المنتخبان 41 عاما، ليلعبا مرة أخرى في كأس الأمم الأفريقية، وذلك عندما التقيا في مرحلة المجموعات بنسخة المسابقة عام 2015 في غينيا الاستوائية، حيث تعادلا 1 – 1.
وبصفة عامة، التقى المنتخبان في 10 مباريات رسمية، حيث حقق منتخب الكونغو الديمقراطية الملقب بـ”الفهود” 4 انتصارات، مقابل فوزين لزامبيا، فيما كان التعادل هو سيد الموقف في 4 لقاءات. ويدرك كلا المنتخبين العريقين أن الحصول على النقاط الثلاث سوف يسهل كثيرا من مهمتهما في الصعود إلى الأدوار الإقصائية بالمسابقة، في ظل تأهل متصدر ووصيف كل مجموعة بالمجموعات الست إلى دور الـ16، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث.