شركات إسبانية تعزز استثماراتها في فنادق المغرب
تلقى قطاع الفندقة في المغرب تحفيزا جديدا مع اعتزام شركات إسبانية زيادة استثماراتها في البلد، مما يعطي إشارات قوية على مدى الثقة في مناخ الأعمال، الذي يتطلع المسؤولون إلى دعم مكانته على نحو أكبر في السنوات المقبلة.
وكشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية أن مجموعات فندقية إسبانية كبرى تعمل على تعزيز حضورها بالمغرب للاستفادة من الطفرة السياحية التي تشهدها البلاد والتي حطمت أرقاما قياسية سنة 2023.
وبحسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية، فقد أكدت إلباييس في تقرير على منصتها الإلكترونية أن شركات بارسيلو وريو وإيبير وستار وميليا اختارت المغرب بهدف توسيع أنشطتها والاستفادة من نمو النشاط السياحي بالمغرب.
وتشير الإحصائيات إلى أن هذه الشركات الأربع، تمتلك بالفعل 18 مؤسسة فندقية في المغرب، وهي تعتزم مواصلة توسعها في هذه السوق الذي سيحظى بانتعاش أكبر خاصة مع استضافة كأس العالم لكرة القدم في 2030.
18
وحدة ومنشأة تملكها سلاسل فنادق بارسيلو وريو وإيبير وستار في السوق المغربية
ويقدم المغرب نفسه كوجهة مستقرة، سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية مقارنة بالبلدان الأخرى في المنطقة.
وخلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2023، استقبلت البلاد 13.2 مليون سائح، متجاوزة الأرقام المسجلة لعام 2019، أي قبل الجائحة، عندما استقبلت 12.9 مليون مسافر.
وبحسب إلباييس، فإن هذه الأرقام تجعل من المغرب سوقا جذابة للغاية من حيث الاستثمار، مع إمكانات نمو متزايدة للشركات الفندقية وأن بارسيلو من بين الشركات التي تراهن بشكل كبير على السوق المغربية.
وتقول سلسلة فنادق مايوركا، التي تبحث عن فرص جديدة في المغرب، إنها تدرس مشاريع من أجل تحقيق المزيد من النمو في البلاد، وتخطط لإطلاق فنادق جديدة، معظمها من صنف 4 و5 نجوم.
وتمتلك مايوركا ثمانية فنادق في ست مدن مغربية هي الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاس وأغادير، تضم أكثر من 1600 غرفة وتوفر1200 فرصة عمل مباشر.
وكانت هذه السلسلة قد أعلنت في أكتوبر الماضي عن استثمار أكثر من 80 مليون يورو لاقتناء وتجديد فندقين من فئة خمس نجوم في الدار البيضاء والرباط.
أما سلسلة فنادق ريو، التي استقرت بالمغرب منذ عام 2002، فتتوفر على فندقين وقصر في أغادير، ومنشأتين أخريين في مراكش وفندق في تغازوت، وهذه الفنادق الستة هي ثمرة شراكة متينة استمرت لأكثر من 20 عاما.
المغرب يقدم نفسه كوجهة مستقرة، سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية مقارنة بالبلدان الأخرى في المنطقة
وقالت سلسلتا فنادق إيبير وستار، التي تدير حاليا ثلاثة فنادق بالمغرب، إنها “سجلت تطورات إيجابية للغاية”.
ونقلت إلباييس عن مسؤولين بالمجموعة قولهم “نعاين إمكانات نمو أكبر بفضل زيادة الطلب، خاصة من الأسواق الأوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا”.
وأشاروا إلى أن هذه الدول رحبت بالالتزام القوي من جانب السلطات المغربية بتنمية القطاع في البلاد “مع إجراءات فعالة لتشجيع الصناعة السياحية”.
أما شركة ميليا، التي تمتلك فندقا بمراكش، فتعول على أداء جيد لعام 2024.
ويقول متابعون إن الحضور القوي لمجموعات الفنادق الإسبانية في المغرب لا يتعلق بالسلاسل الكبرى فحسب، بل أيضا بمجموعات أصغر مثل إنفيرافانت، التي تمتلك خمسة فنادق في طنجة والدار البيضاء.
وأظهرت دراسات حول قطاع الفنادق بأفريقيا، أن الاستثمار في مجال الفنادق ازدهر بشكل كبير بالقارة، وقد احتل المغرب ثالثا في عدد الفنادق والأول في عدد السياح الأجانب في السنوات الماضية.
ويضم المغرب أكثر من 150 علامة تجارية فندقية بعد كل من جنوب أفريقيا بنحو 430 علامة تجارية فندقية، ومصر بعدد يبلغ 300 علامة تجارية فندقية.
وفي 2021 وسعت مجموعة فنادق رادیسون الأميركية استثماراتها في المغرب عبر إبرام شراكة مع مجموعة مضائف لتسییر 7 وحدات فندقیة من بینھا 4 فنادق في منتجعات السعیدیة والحسیمة وتاغازوت باي.
وتعد رادیسون من بین أكبر المجموعات الفندقیة على مستوى العالم، مع تسع علامات متمیزة وأكثر من 1500 فندق في طور التشغیل أو التطویر في 120 بلدا.
وتستهدف المجموعة الأميركية إدارة حوالي 15 وحدة فندقیة بحلول 2025، وقد تزيد من المنافسة مع باقي الشركات العاملة بالبلد مستقبلا.