الجالية الامازيغية ببلجيكا تحتفل برأس السنة الأمازيغية بشكل رسمي لأول مرة
بوشعيب البازي
أقيمت في العاصمة البلجيكية بروكسيل، الجمعة، أمسية فنية بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974 ، تخللتها باقة متنوعة من الفقرات الغنائية التي تجسد غنى الموروث الموسيقي المغربي الأصيل.
وشكل هذا الحفل، الذي نظمته جمعية “ماربيل”، بحضور ثلة من الشخصيات المغربية والبلجيكية، مناسبة لتجسيد تشبث أفراد الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا بوطنهم الأم وإبراز تنوع الهوية المغربية، القوية بمكوناتها وروافدها المتعددة.
اللقاء الذي حضره سفير صاحب الجلالة السيد محمد عامر و القنصل العام للمملكة المغربية ببروكسيل السيد حسن التوري و عمدة بلدية مولمبيك سان جون السيدة كاترين مورو و العديد من الشخصيات السياسية و المدنية .
وبهذه المناسبة، قال حسن التوري، القنصل العام للمملكة ببروكسيل، في تصريح صحافي لأخبارنا الجالية، إن هذه الأمسية هي تجسيد بليغ للروابط المتينة التي توحد مختلف فئات المجتمع المغربي ودليل على غنى الثقافة المغربية العريقة و خصوصا بعد إقرار العاهل المغربي محمد السادس رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها (مدفوعة الأجر)، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية”.
وأوضح القنصل العام للمملكة أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة يدل، أيضا، على روح التآلف والوئام التي طالما وحدت المغاربة وجمعت بينهم أينما كانوا في المغرب وخارجه تجسيدا للعناية التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة دون استثناء، كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
من جهته، أبرز محمد الحموتي، رئيس جمعية “ماربيل”، في تصريح مماثل، الحمولة الثقافية لهذه المناسبة التي عرفت مشاركة مجموعات فولكلورية مغربية أصيلة، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث الثقافي الأمازيغي ونقله إلى الأجيال المقبلة.
ويعتبر هذا الاحتفال الأول من نوعه بعد أن جرى إقرار هذا اليوم كعطلة وطنية رسمية بأمر من الملك محمد السادس، الذي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي.
ويأتي هذا القرار، كما أكد بلاغ الديوان الملكي في مطلع ماي الماضي “تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها جلالته، حفظه الله، للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
وتروم هذه المبادرة لصيانة التنوع الثقافي الوطني، وتعزيز ما تحقق من مكتسبات متعلقة بالأمازيغية منذ الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بأجدير سنة 2001.
وبناء على هذا القرار التاريخي، صادقت الحكومة على مشروعي مرسومين، يتعلق الأول بالمرسوم رقم 2.23.1000 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.04.426 بتاريخ 16 من ذي القعدة 1425 (29 ديسمبر 2004) بتحديد لائحة أيام الأعياد المؤداة عنها الأجور في المقاولات الصناعية والتجارية والمهن الحرة والاستغلالات الفلاحية والغابوية.
ويكتسي الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي يندرج ضمن مداخل التنمية الشاملة، رمزية دالة على تجذر وتنوع النسيج الثقافي للمغاربة، ويؤشر على الرغبة في المضي قدما على طريق التفعيل الحقيقي للطابع الرسمي للأمازيغية. كما يتعلق الأمر بإجابة عملية على تطلعات المجتمع المغربي في سياق النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، وإدماج الأمازيغية في التعليم والادارة.
وقد أعطى إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية دفعة قوية لمسار أجرأة التدابير المتخذة لتعزيز الفعل الأمازيغي الوطني، لاسيما على المستويات الثقافية، وهي خطوة تأتي في سياق رفع التحديات التي طرحت على مستوى دعم الثقافة الأمازيغية في المغرب، وتعزيز مكانتها في جميع المجالات، من خلال التطبيق الأمثل لنص الدستور.
كما تأتي الخطوات والفعاليات المختلفة المحتفلة بإقرار رأس السنة الأمازيغية لتؤشر أيضا على انخراط الحكومة في تفعيل ورش الطابع الرسمي للأمازيغية.