قناة “المغربية الإخبارية” تبدأ توطيد العلاقة مع الجمهور بالتبسيط والقرب
انطلقت “المغربية الإخبارية” لتكون قناة محترفة تمنح جميع المغاربة داخل المملكة وحول العالم إمكانية الاطلاع على آخر المستجدات المحلية والدولية، وتعتبر نتاجا لمشروع إصلاح القطاع السمعي البصري العمومي، وتقوية المنظومة وترسيخ التكامل والتنسيق بين مكونات القطاع العمومي.
أطلقت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية قناة “المغربية الإخبارية” الخامسة الجمعة، التي من المتوقع أن تكون إضافة نوعية للمشهد الإعلامي المغربي، مع تعزيز دورها في نقل الأحداث والتقارير بشكل شامل وفعال.
وتعكس هذه الخطوة التزام الشركة بتقديم خدمات إعلامية متقدمة ومتماشية مع التطورات الحديثة في عالم الإعلام والاتصال، في إطار جهود تحسين وتطوير المحتوى الإعلامي في المملكة وإضافة قيمة جديدة لتجربة المشاهدين.
ويعتبر إحداث قناة حوارية محترفة ودرع إعلامي للدفاع عن المصالح المغربية، نتاجا لمشروع إصلاح القطاع السمعي البصري العمومي، وتقوية المنظومة وترسيخ التكامل والتنسيق بين مكونات القطاع العمومي.
وأطلقت القناة، الجمعة، أول نشرة أخبار من إنتاج فريق القناة التي يديرها عبدالرحمان ناجي، الذي أكد في تصريح لمنصة الشركة إن إطلاق هذا المشروع يأتي تطبيقا لإستراتيجية المؤسسة الداعية إلى التبسيط والقرب، وتطبيقا لدور المرفق العمومي الذي تتكفل به الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وأضاف أنه وفريق عمل “المغربية الإخبارية” متحمسون جدا لبدأ هذا المشروع الواعد الذي سيمنح جميع المغاربة داخل المملكة وحول العالم إمكانية الاطلاع على آخر المستجدات المغربية والدولية، في أوقات مختلفة.
فريق القناة أجرى تدريبات مكثفة على مدى أشهر استعدادا للتحول الكبير الذي يترجم عمليا وبدأ فعليا الجمعة الماضية
وقد أجرى الفريق الخاص بالقناة على مدى أشهر تدريبا وتجارب مكثفة استعدادا للتحول الكبير الذي يترجم عمليا وبدأ فعليا الجمعة الماضية.
وذكر الموقع الرسمي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن هذه النقلة النوعية تأتي ضمن إستراتيجية واسعة رسم ملامحها الرئيس المدير العام فيصل العرايشي، من أجل إعلام عمومي قريب من اهتمامات المغاربة داخل وخارج المملكة، وتطبيقا لرؤية مستقبلية تساير التحولات التي يشهدها العالم، ومن أجل تعزيز التكامل بين جميع مكونات الإعلام العمومي الذي أثبت نجاعته مع كل المحطات.
وأكد مهنيون من القناة أن هذا الإطلاق يشكل بداية مثمرة لمسيرة “المغربية الإخبارية”، ويعتبر خطوة إستراتيجية لتلبية تطلعات المشاهدين وتلبية احتياجاتهم المتنوعة في مجال الأخبار والمعلومات، وتكون هذه النشرات في إطار التكاملية التي تسعى إليها الشركة الوطنية مع القنوات الأخرى التي لها مواعيد ثابتة في أوقات مختلفة.
وأشار عبدالصمد مطيع مدير مساعد مكلف بالتكوين المستمر والتدريب بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إلى أنه من حق المشاهد والمستمع المغربي الاستفادة من إنتاج تلفزيوني وإذاعي يعتمد على الجودة والمهنية.
وأكد أن وسائل الإعلام السمعي والبصري منها القناة الإخبارية مدعوة إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوفير محتوى متنوع وجذاب للجمهور، إلى جانب تشجيع متابعيها على التفاعل، مع ضرورة الانفتاح على مواضيع جديدة تواكب الدينامية التي يعرفها المجتمع والاقتصاد المغربيان.
إصلاح المشهد الإعلامي يهدف إلى بناء مؤسسات تتوفر على كافة الشروط المهنية والاقتصادية والاجتماعية في ميدان يتميز بالمنافسة الشديدة والسباق المحموم
ويمتلك مدير القناة الإخبارية ناجي خبرة طويلة في هذا المجال حيث عمل على ترسيخ صورة المغرب على المنصات الإعلامية الدولية، من خلال التبادل الإخباري اليومي مع القنوات العمومية والخاصة في جميع أنحاء العالم.
وبدأ العمل في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عام 2007 كسكرتير تحرير للأخبار في القناة الأولى، ومنسق مسؤول عن تبادل الأخبار بين الشركة واتحاد إذاعات الدول العربية من جهة، والإذاعة الأوروبية والاتحاد الأفريقي للبث من جهة أخرى. كما شغل منصب رئيس التحرير مسؤول عن المساواة بين الجنسين والاستشارات الإخبارية في مشروع يوروميد نيوز في جنيف.
ويعمل المغرب على تعزيز منظومته الإعلامية وتنويعها لتشمل جميع الاختصاصات وخصوصا الرياضية، حيث أعلنت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن خطط لإطلاق ثلاث قنوات رياضية جديدة، بالإضافة إلى قناة “الرياضية” الحالية.
ويأتي هذا القرار استعدادًا لمواكبة الأحداث الرياضية المقبلة، مثل دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وكأس أمم إفريقيا 2025 التي تستضيفها المملكة، بالإضافة إلى نسخة المونديال المنتظرة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال في عام 2030.
ووفقا للمسؤولين، تستعد الشركة لإطلاق هذه القنوات الرياضية الثلاث بتسميات “الرياضية 1 و2 و3″، بالإضافة إلى قناة الأم، خلال الأيام القليلة المقبلة. وستقوم هذه القنوات بنقل مباريات الدوري الاحترافي في نفس الوقت، ملبيةً احتياجات الجماهير الرياضية التي كانت توزع سابقا على قنوات أخرى تابعة للشركة.
ولا ينفصل إطلاق هذه القنوات الجديدة عن الخطة الشاملة لمراجعة المشهد الإعلامي ككل في المغرب، حيث يشكل اليوم الوطني للإعلام الذي يوافق 15 نوفمبر من كل عام مناسبة للوقوف على التطور الذي حققه الإعلام المغربي وما راكمه من مكتسبات، بقدر ما يمثل فرصة لأسرة الإعلام والصحافة الوطنية للوقوف أيضا على مكامن الضعف واستشراف مستقبل المهنة.
مدير القناة الإخبارية يمتلك خبرة طويلة في هذا المجال حيث عمل على ترسيخ صورة المغرب على المنصات الإعلامية الدولية
ومازالت تطلعات المهنيين تتجه نحو تحقيق إستراتيجية شاملة لتوفير شروط إعلام وطني حرّ ومسؤول قادر على مواكبة التحديات التي تفرزها التطورات المحلية والدولية.
ويهدف إصلاح المشهد الإعلامي إلى بناء مؤسسات تتوفر على كافة الشروط المهنية والاقتصادية والاجتماعية في ميدان يتميز بالمنافسة الشديدة والسباق المحموم ، لكن ما يثير الانتباه هو أن الإشكالات والصعوبات نفسها مازالت تواجه كل المؤسسات الإعلامية باختلاف أنواعها الصحافة المكتوبة والإعلام السمعي البصري والالكتروني وإن بتفاوت.
وفي الإعلام السمعي البصري، ورغم الطفرة التي تحققت في هذا القطاع إثر رفع احتكار الدولة وبروز عدد من القنوات الإذاعية وحتى التلفزيونية، فإن المشاهد والمستمع المغربي لم يجد بعد ضالته وبشكل كبير في المنتوج الإعلامي الوطني.
وفي هذا السياق، يؤكد عبدالصمد مطيع أستاذ باحث ومدير مساعد مكلف بالتكوين المستمر والتدريب بالمعهد العالي للإعلام والاتصال أنه من حق المشاهد والمستمع المغربي الاستفادة من عرض تلفزيوني وإذاعي يعتمد على الجودة والمهنية.
وأضاف في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أن وسائل الإعلام السمعي والبصري، مدعوة إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوفير محتوى متنوع وجذاب للجمهور، إلى جانب تشجيع متابعيها على التفاعل، واستخدام تحليلات البيانات لفهم اهتمامات وسلوك المستخدمين وضبط المحتوى بشكل أفضل لزيادة جذبه.
كما أن تنويع المنتوج الإعلامي، أصبح ضرورة ملحة في ظل العرض الهائل الذي ينافس المنتوج الوطني، وأشار مطيع إلى أن القنوات التلفزيونية الموضوعاتية مثلا، تحتاج اليوم إلى مراجعة لشبكاتها البرامجية مع ضرورة الانفتاح على مواضيع جديدة تواكب الدينامية التي يعرفها المجتمع والاقتصاد المغربيين.
أما عن المحطات الإذاعية، أردف مطيع بدورها تبقى في حاجة ماسة إلى التطور من أجل الانفتاح على مواضيع ذات أولوية بالنسبة لكافة شرائح المجتمع. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال فهم أفضل لاهتمامات الجمهور واعتماد شبكات برامجية تنفتح أكثر على مفهوم القرب والتحرر من النماذج الاقتصادية الهجينة.