لقاء تواصلي يجمع مغاربة في أوتريخت
نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بأوتريخت، لقاء تواصليا مع رؤساء الجمعيات الثقافية والدينية التابعة لدائرة نفوذها الترابي، تنزيلا لسياسة القرب التي تنتهجها المصالح القنصلية المغربية مع الجالية المغربية بالخارج، في إطار العناية التي يوليها الملك محمد السادس لمغاربة العالم.
وشهد اللقاء حضور مجموعة من رؤساء ومسيري الجمعيات والمساجد وفعاليات المجتمع المدني، وبعض الأطر والكفاءات التي أتت من مختلف المدن والجهات التابعة للدائرة القنصلية؛ فيما تميز بحضور محمد بصري، سفير المغرب بلاهاي.
وشكّل اللقاء مناسبة لتقديم القنصل العام الجديدة، وقاضي التوثيق المعتمد بهولندا، وأعضاء الطاقم القنصلي الجدد، وإعطاء التوضيحات اللازمة حول آخر المستجدات التي تخص إصلاح وتجويد الخدمات القنصلية والإدارية، والاستماع إلى انشغالات أفراد الجالية وتلقي آرائهم واقتراحاتهم والإجابة عن تساؤلاتهم بخصوص مختلف القضايا التي تهم أفراد الجالية المغربية بالدائرة القنصلية.
وفي كلمة بالمناسبة أكد السفير المغربي محمد بصري أن “تعيين بثينة الكردودي الكلالي كأول دبلوماسية امرأة على رأس القنصلية العامة للمملكة المغربية بأوتريخت يعد بمثابة تكريم للمرأة المغربية المقيمة بهولندا واهتمام بها، اعتبارا لما أسدته من خدمات جليلة للجالية المغربية منذ الرعيل الأول من المهاجرين أواخر ستينيات القرن الماضي، حيث ساهمت النساء المغربيات بشكل فعال في نجاح أبناء الجالية المغربية بهذا البلد، سواء في حياتهم اليومية أو مسارهم الدراسي”.
وأضاف السفير أن هذا اللقاء “يندرج في إطار تنفيذ التعليمات السامية للملك محمد السادس الداعية إلى التواصل والاستماع للجالية المغربية بالخارج، والإنصات لانشغالاتها وانتظاراتها والمشاكل التي تواجهها، والعمل سويا، في إطار شراكة بين مصالح السفارة والقنصلية العامة والنسيج الجمعوي وعموم المواطنين، من أجل حلها بشكل يضمن تطبيق واحترام القانون ويصون كرامة المواطنين”.
وأشار الدبلوماسي المغربي ذاته إلى أن “مصالح السفارة والقنصلية وكذلك مكتب قاضي التوثيق دائما مفتوحة في وجه جميع المواطنين، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة، وخلق جو من الثقة بين مؤسسات الدولة والمرتفقين”، مؤكدا “الدور الهام الذي تضطلع به الجمعيات المغربية في تأطير الأجيال الصاعدة، سواء داخل الأندية الرياضية أو الجمعيات الثقافية والتربوية، من أجل ربط الجسور بينهم وبين وطنهم الأم وترسيخ الانتماء له، وتعزيز شعورهم بالافتخار بجذورهم وبثقافة بلدهم وتاريخه، وتأهيلهم للمساهمة بشكل يجعلهم مصدر فخر واعتزاز لأسرهم ولجاليتهم ولوطنهم”.
ومن جهتها، قدمت القنصل العام بثينة الكردودي الكلالي بهذه المناسبة عرضا مفصلا حول “الإجراءات التي قامت بها القنصلية من أجل تحسين وتجويد الخدمات المقدمة لأفراد الجالية المغربية، وتقريب الإدارة من المواطنين، وكذا عرض آخر المستجدات المتعلقة بتبسيط المساطر وتسهيل الخدمات القنصلية”.
وانتهزت القنصل العام المناسبة للإشادة بـ”الوجه المشرف لأعضاء الجالية المغربية بهولندا، بمن فيهم النساء المغربيات، واندماجهم السلس وتألقهم ونجاحهم الفعلي في قطاعات متنوعة، لاسيما في المجال الرياضي”، مشيرة إلى أن “خير دليل على ذلك هو أن حصة الأسد من اللاعبين الدوليين الذين ساهموا في الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني في كأس العالم بقطر هم من أبناء الجالية المغربية المقيمة بهولندا، الذين قدموا جهودا جبارة من أجل رفع العلم الوطني عاليا وإسعاد الجماهير المغربية داخل الوطن وخارجه”.
واستشهدت بثينة الكردودي الكلالي بتقرير لوزارة الاندماج الهولندية، “يشير إلى أن الجيلين الثاني والثالث من المغاربة هم مندمجون بشكل أفضل في المجتمع الهولندي مقارنة مع أقرانهم من أصل صيني أو تركي، وذلك راجع – حسب التقرير نفسه – لانفتاحهم وتمكنهم من اللغة وأدائهم الجيد في مجال التعليم وسوق الشغل، وكذلك احترام القانون داخل المجتمع الهولندي”.
يشار إلى أن اللقاء “شكّل فرصة للمشاركين لطرح تساؤلاتهم والتعبير عن آرائهم حول مختلف القضايا التي تشغل بال المغاربة خارج أرض الوطن، وتمحورت بالأساس حول نظام حجز المواعيد، وحماية المعطيات الشخصية، ومشروع تعديل مدونة الأسرة لـ2024، وحماية عقارات المغاربة المقيمين بالخارج، وأهلية أئمة المساجد ودورهم في توعية الشباب المغربي بهولندا، وتكلفة نقل الجثامين إلى أرض الوطن، وغيرها من المواضيع التي قدم بشأنها كل من السفير المغربي محمد بصري والقنصل العام وقاضي التوثيق أجوبة وشروحات مستفيضة”.
من جانبه، أكد محمد ديبة، رئيس فدرالية التجار والعمال المغاربة بهولندا، على “الدور التحسيسي الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات والمساجد لحث المواطنين على ضرورة استثمار فرصة فتح القنصلية العامة أبوابها أيام السبت والأحد والعطل، وتنظيم الخرجات القنصلية في إطار تقريب الإدارة من المواطنين لقضاء أغراضهم الإدارية، وكذا العمل على إنجاز وثائقهم على مدار السنة عوض ترك ذلك إلى غاية العطلة الصيفية حيث تتكاثر الطلبات”.
ودعا ديبة إلى “ضرورة التعاون مع القنصلية بواسطة إشراك الشباب لشرح عملية الحصول على المواعيد ومساعدة الراغبين في ذلك، خاصة من فئة كبار السن وذوي المستوى الدراسي المحدود”.