تعاون أمني بين المغرب وإسبانيا يقود إلى اعتقال عناصر متطرفة
تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، في عملية أمنية مشتركة مع المفوضية العامة للاستعلامات التابعة للشرطة الوطنية الإسبانية، الثلاثاء، من توقيف أحد العناصر المتطرفة الذي ينشط بفرخانة الواقعة في ضواحي مدينة الناظور شمال شرقي المملكة.
وتأتي العملية بالتوازي مع إعلان السلطات الإسبانية عن إلقاء القبض على عناصر أخرى بمدينة مليلية، من بينهم معتقل سابق في قضايا الإرهاب بإسبانيا على خلفية التحاقه بتنظيمات إرهابية بمنطقة الساحل.
وذكر بلاغ للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن التحريات الأولية المنجزة أظهرت أن الأشخاص الموقوفين في إطار هذه العملية المشتركة يتبنون الفكر المتطرف، بالإضافة إلى انخراطهم في استقطاب وتجنيد عناصر أخرى.
وأضاف المصدر أن الشخص الموقوف بالمغرب سيخضع لتدبير الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة المختصة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، وذلك للوقوف على ارتباطاته ومخططاته الإرهابية المحتملة.
◙ العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد زخما متصاعدا بعد اللقاء الذي جرى بالرباط يوم 7 أبريل 2022 بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز
وتندرج العملية الأمنية المشتركة، وفق المصدر ذاته، في إطار التنسيق الأمني المتواصل والمتميز بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، مما يؤكد مرة أخرى أهمية الشراكة الأمنية بين البلدين لمكافحة التهديدات الإرهابية وتعزيز التعاون الثنائي لفك الارتباطات القائمة بين الخلايا الإرهابية التي تنشط بكل من المغرب وإسبانيا.
وسبق وأن نفذت السلطات المغربية والإسبانية عمليات مشتركة خلال الأشهر الأخيرة، تم خلالها القبض على عدد من العناصر المتطرفة، بينهم عناصر على صلة بتنظيم داعش في الساحة السورية.
وكشفت الشرطة الإسبانية، السبت، عن نجاحها بالتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، من تفكيك شبكة للاشتباه في تورطها في التحضير لتنفيذ مخططين إرهابين وتمويل نشاط عناصر تنظيم داعش.
وبحسب بلاغ الشرطة الإسبانية فقد أسفرت العملية عن توقيف خمسة أشخاص في إسبانيا بأقاليم فالنسيا (2)، وكاسيريس، وأليكانتي وغيبوثكوا.
وذكر البلاغ أن هناك شبهات في تورط أعضاء الشبكة في جمع الأموال المتحصلة من الجرائم المرتكبة في أوروبا لتمويل أنشطتهم الإرهابية.
وأشار البلاغ إلى أن الموقوفين كانوا يحوّلون مبالغ كبيرة من المال عبر الحوالات الدولية والعملات المشفرة، حيث تم ضبط زهاء 200 ألف يورو من العملات المشفرة خلال عمليات التفتيش.
وأضاف أن بعض أعضاء الشبكة حاولوا أيضا استقطاب أتباع جدد لاعتناق الفكر الجهادي ودعمهم في حال ما أبدوا رغبتهم في تنفيذ هجمات إرهابية.
◙ سبق وأن نفذت السلطات المغربية والإسبانية عمليات مشتركة خلال الأشهر الأخيرة، تم خلالها القبض على عدد من العناصر المتطرفة، بينهم عناصر على صلة بتنظيم داعش في الساحة السورية
وبحسب التحقيقات التي أجريت على مدى عامين تقريبا، فقد تبين أن “هذه الشبكة ساهمت في التحضير لتنفيذ مخططين إرهابين على الأقل، تم تحييدهما في نهاية المطاف بفضل تدخلات الأجهزة الأمنية”.
وخلص بلاغ الشرطة الإسبانية إلى أن “هذه العملية أظهرت أهمية التعاون الدولي لتحييد التهديد الإرهابي”.
ويشكل التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا نموذجا يحتذى به على الساحة الدولية، وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أكد خلال زيارة إلى الرباط جرت في وقت سابق من الشهر الجاري عن أهمية التعاون الأمني القائم بين البلدين.
وقال ألباريس إن التعاون مع المملكة يقدم مساهمة محمودة في تحقيق السلم والاستقرار والتنمية.
وتشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا زخما متصاعدا بعد اللقاء الذي جرى بالرباط يوم 7 أبريل 2022 بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
وترجم الزخم في الزيارات الرفيعة المتبادلة بين البلدين، الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها والتي شملت مختلف الجوانب الأمنية والاقتصادية والثقافية.