ولفت لكريني في تصريح لـه إلى أن هذه المؤسسة ترجمة لما يدعو له العاهل المغربي الملك محمد السادس من وسطية واعتدال لمواجهة الأفكار المتشددة والمتعصبة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل المغرب وبالدول الأفريقية، على اعتبار أن السلوكات المتطرفة لا تتصل بدين معين أو ثقافة معينة وإنما بأسباب عدة مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية، وعدم احترام حقوق الأقليات، وهنا يأتي دور العلماء لتسهيل عملية الاندماج داخل المجتمع ثم القطع مع الفهم المغلوط للدين الإسلامي والتعصب والتشدد فيه من قبل البعض.
ويؤكد رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غينيا الشيخ عبدالكريم ديوباتي أن الثوابت الدينية بين المغرب وباقي البلدان الأفريقية تعتبر إحدى المكونات الأساسية للهوية التي توحد بين أبناء شعوب هذه البلدان في المواقف والقناعات والاختيارات، موضحا في كلمة باسم علماء المؤسسة الأربعاء أن “علماء القارة الأفريقية اجتمعوا على أصول ومذاهب تم الاتفاق عليها والالتزام بها اقتداء بالسلف الصالح في ممارستهم لشعائر الدين تحت مظلة إمارة المؤمنين”.
ويعمل المغرب منذ عقود على إشاعة الفكر الديني المعتدل والمستنير، ومواجهة ما يروّج له البعض من أدعياء الدين، من نزوع إلى التطرف والانغلاق والإرهاب باسم الإسلام، في القارة الأفريقية.
وأكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الدكتور سيدي محمد رفيقي أن المؤسسة مقبلة على عدد كبير من المشاريع السنوية التي تهدف إلى حفظ الوسطية والاعتدال ونبذ العنف.
المغرب يعمل منذ عقود على إشاعة الفكر الديني المعتدل والمستنير، ومواجهة ما يروّج له البعض من أدعياء الدين، من نزوع إلى التطرف والانغلاق والإرهاب باسم الإسلام
وأوضح رفيقي، في تصريح للصحافة على هامش أشغال الدورة السنوية العادية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن هذه المشاريع تهدف في كلياتها إلى حفظ الخصوصيات الأفريقية والدين الإسلامي، انطلاقا من توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وذكر بأن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تتوخى “تحقيق التعاون على البرّ والتقوى، وحسن اضطلاع العلماء الأفارقة إلى جانب علماء المغرب بمهام القيام بدين الله تعالى وتبليغه وفق ما تقتضيه الرسالة التي تعد من أسمى المقامات، ومن ثمة تمثيل بلدانهم على النحو الأمثل”.
من جانبه أكد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف أن “المملكة تسير وفق ثوابت بناء الأمن الروحي والأمن المادي والاجتماعي للمواطنين، وتبني منهج العلم والايمان”، وهو ما مكنها من “البقاء محافظة مع مواكبة العصر والأخذ من حكمة الحكماء ومن فهم أصحاب الفهم”.
وأشار يسف إلى أنه بفضل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أصبح بمقدور القارة الأفريقية، من خلال علمائها، تبليغ العلم والحكمة والقيم الإنسانية الرفيعة التي تعد إحدى أوجه قوتها، كما أخذوا زمام المبادرة وقرروا أن يساهموا في النهوض بالقارة وإسماع صوتها وحكمتها ورؤيتها للعالم أجمع.
وتابع أن المؤسسة “جندت نفسها وقررت بعزيمة تامة الاضطلاع بمهمة التبليغ، من خلال علماء أفريقيا الذين يعتبرون لسان القارة وضميرها اليوم”.
ويؤكد محللون أن النموذج المغربي في تدبير مجال الشأن الديني يحظى بقبول إقليمي وتسعى الكثير من البلدان الأفريقية إلى استلهامه والاستئناس به.